اخبار سوريا
موقع كل يوم -اقتصاد و اعمال السوريين
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
أثار مشروع استثماري أعلن عنه إعلامي مقرّب من السلطات السورية، جدلاً وانتقادات كبيرة، في أوساط المراقبين والنشطاء السوريين، في وسائل التواصل الاجتماعي.
كان الإعلامي السوري، موسى العمر، قد أعلن قبل أيام عبر تسجيل مصوّر عن مشروع لإنشاء فندق خمس نجوم ومسجد بتصميم هندسي حديث، ومجمع تجاري وسوق شعبي، وأكشاك خرسانية ذات طابع عصري، إلى جانب مرآب سيارات كبير وحدائق ومطاعم ومنشآت ترفيهية، وذلك على سفح جبل قاسيون المطل على العاصمة دمشق.
وشبّه العمر المشروع بأنه سيكون كـ 'شارع البوليفارد'. وهو مصطلح يُطلق على جادات ترفيهية تكون عامرة بالكافيهات والمطاعم والأنشطة الترفيهية في المدن الجذّابة سياحياً، في عدد من دول العالم.
وفيما رحّب معلّقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهذا المشروع، بوصفه خطوة أولى على طريق تحقيق نهضة عمرانية وسياحية في العاصمة دمشق، طالت انتقادات حادة وكثيفة، المشروع، من زاويا عدة.
لمن المشروع؟
أولى الانتقادات الموجّهة للمشروع متعلّقة بغياب الشفافية في منح الترخيص، مع غياب أي معلومات عن الجهة المالكة أو المنفذة له. وبهذا الصدد، قال الإعلامي موسى العمر إن من سينفذ المشروع، مقاولون 'يعملون على تنفيذ المجمع وفق مواصفات عالمية'، دون الكشف عن هويتهم. فيما لم يتم الإعلان مطلقاً عن أية مناقصة من جانب وزارة السياحة أو أية جهة رسمية، الأمر الذي يطرح إشارات استفهام حول كيف وقع الاختيار على منفذي المشروع الحاليين، مجهولي الهوية.
كان موسى العمر قد دعا من يريد الاستثمار في المشروع الجاري تنفيذه، أن يراجع محافظة دمشق، مؤكداً عدم وجود وساطات، وأن المحافظة ستعلن بشكل شفاف عن مزايدات لمنح الجميع الحق في الاستثمار، على حد قوله، مشيراً إلى أن القيادة السورية قررت تطوير قاسيون ليصبح بمواصفات عالمية.
هل سوريا بحاجة الآن لمشاريع ترفيهية؟
انتقد الكثيرون تركيز السلطات على تأسيس فندق خمس نجوم على سفح جبل قاسيون، فيما الجوع والغلاء وحالة أقرب إلى انعدام الخدمات، تطحن السوريين. وأشار بعضهم إلى حالة الخلل في الأولويات.
ويخشى الكثير من المراقبين أن تتوجه طفرة الاستثمارات المرتقبة في سوريا، باتجاه قطاعات السياحة والخدمات، على حساب القطاعات الإنتاجية الكفيلة بتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة ومستدامة، لا نمواً اقتصادياً مشوهاً، تستفيد منه شرائح عليا في المجتمع، كما حدث في العقدية الأولى من القرن الحالي، في عهد حكم رأس النظام السابق، بشار الأسد.
مخاوف هندسية
من زاوية أخرى، حذّر البعض من غياب الدراسات الهندسية التخصصية قبل إنشاء هذا المشروع، في ذاك الموقع الحسّاس من جبل قاسيون. متسائلين إن كان قد تم إجراء دراسة كافية للتربة وطبيعتها ومدى تحملها للأعمال الإنشائية المزمعة. وطالب بعضهم بإيقاف المشروع فوراً، إلى حين استكمال الدراسات الهندسية المطلوبة، محذرين من كارثة محتملة.
أهي خصخصة؟
فيما تساءل آخرون إن كانت الحكومة باعت 'سفح جبل قاسيون' دون إعلان رسمي. مشيرين إلى خطر 'الخصخصة' دون مراقبة وتدقيق وعلنية، بوصفها أولى خطوات الفساد التي تؤدي إلى فشل الحكومات مستقبلاً.
كانت مشاريع أخرى في سوريا قد لاقت جدلاً مشابهاً، في الفترة الأخيرة، جراء عدم وضوح كيفية الترخيص لها، من ذلك، مشروع 'بوليفارد النصر' في مدينة حمص، المنسوب لشركة يملكها رجل أعمال سوري.