اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الجماهير|| فؤاد العجيلي..
الذاكرة الحلبية تختزن إرثاً اقتصادياً أراد النظام البائد أن يقضي عليه ويمحوه من الذاكرة، ولكن إرادة الشعب أقوى من أية إرادة، إنه سوق الإنتاج الصناعي والزراعي بحلب والذي احتفل بعيد تأسيسه الخمسين، عام 2010، ليطوي دورته الحادية والخمسين عام 2011 مودعاً أهالي وزوار حلب بعد أن تم تلزيمه لأحد المستثمرين بموجب عقد BOT.
15 عاماً والفعاليات الاقتصادية والشعبية والأهلية بحلب تنادي بضرورة إعادة تفعيل هذه السوق، خاصة وأن حلب تعتبر عاصمة الاقتصاد السوري وحاضنة الصناعة الوطنية، وتضم مدينة صناعية ومناطق وتجمعات صناعية كانت مخرجاتها خير سفير لها في الوطن العربي والعالم، وما قدمه الصناعيون في مصر وتركيا خلال السنوات الماضية كان خير دليل على إبداع الصناعيين السوريين وجودة منتجاتهم.
اليوم وبفضل إرادة الشعب والنظرة الثاقبة للحكومة عاد سوق الانتاج الصناعي بأولى فعالياته على أرض السوق ذاتها وليس على أرض بديلة، ليقول للعالم أجمع: هنا سورية – هنا حلب – هنا عاصمة الاقتصاد.
الخبير الاقتصادي الدكتور زاهر الأحمد أوضح أن عودة سوق الإنتاج هي إشارة البدء الحقيقية لإعادة تأهيل البنية الاقتصادية في حلب، لافتاً إلى أن هذه الخطوة ليست رمزية فحسب، بل هي مشروع استثماري حيوي سيعيد ربط الحلقة بين المنتج والمستهلك محلياً، وسيكون النواة لجذب استثمارات عربية ودولية جديدة، خاصة مع السمعة التاريخية لمنتجات حلب.
وأضاف الخبير الاقتصادي: إن حلب بحجمها الاقتصادي الواسع تستحق أن يكون فيها مدينة معارض على غرار معرض دمشق الدولي سيما وقربها من تركيا التي تعتبر بوابة العبور إلى أوربا، وهذا الأمل لابد أن يأتي يوم ويتحقق بفضل الرؤى الاقتصادية التي تمتلكها الدولة الجديدة والتي باتت تظهر نتائجها للعيان.
المواطنون: بين ذاكرة الأمس وأمل الغد
عبد الرزاق السعيد ' 75 ' عاماً قال: عشت فيها أجمل أيام عمري ضمن فعاليات السوق ' بائعاً تارة وزائراً تارة أخرى، وعندما أُغلق السوق، شعرت كما لو أنهم اقتلعوا جذوري، اليوم ومع أول خطوة لي في السوق بعد عودته، كل الذكريات الجميلة عادت، هذا ليس مجرد سوق، إنه بيتنا الثاني وذاكرة مدينتنا.
من ناحيتها قالت أم محمد (ربة منزل): منذ أسابيع ونحن نتحدث فقط عن عودة السوق، منتجات حلب دائماً الأجود والأطول عمراً، أنا سعيدة لأنني سأتمكن من شراء احتياجات البيت مباشرة من المنتج وبسعر مناسب، دون وسطاء، وهذا سيخفف عنا الكثير من الأعباء.
بينما عبر الشاب سامر مقيد (20 عاماً – طالب جامعي) عن أمله قائلاً: سمعت الكثير عن مجد حلب الاقتصادي ولم أعشه، أرى في عودة هذا السوق فرصة لي ولأقراني من الشباب، أنا أخطط مع مجموعة من الزملاء لإطلاق مشروع صغير نعرض فيه أفكارنا الهندسية والتقنية، وجود منصة مثل سوق الإنتاج ستساعدنا في الوصول للجمهور المناسب مباشرة.
بهذه الروح التي تجمع بين حكمة الخبراء وذكريات الكبار وطموحات الشباب، تبدأ حلب فصلها الجديد، مؤمنة بأن اقتصادها هو درعها الحصين وسفيرها الأمين إلى العالم.
تصوير: صهيب عمرايا




































































