اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
يعبر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء حالات نزوح متزايدة لعائلات من عشائر البدو العرب في عدد من مناطق محافظة السويداء، على خلفية التوترات المتصاعدة بين مكونات المجتمع المحلي، والتي أثارت مخاوف جدّية من تعرض هذه العائلات لانتهاكات أو اعتداءات.
ووفقاً للمعلومات الواردة، فقد شمل النزوح مناطق وأحياء عديدة تقطنها هذه العائلات، في وقت أفادت مصادر موثوقة بقيام مسلحين محليين من أبناء الطائفة الدرزية بمحاصرة أحياء يقطنها مواطنون من عشائر البدو. ومن أبرز هذه المناطق: المقوس، سهوة البلاطة، المشورب، الزيتونة، الحروبي، الشقراوية، البرقشة، المنصورة، نبع عرى، والمزرعة. ويعيش السكان هناك في ظل أجواء من الهلع والقلق، مع تصاعد خطر الانزلاق نحو نزاع طائفي ومناطقي أوسع.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أي استهداف جماعي أو ممنهج لمكوّن اجتماعي يشكل تهديداً خطيراً لوحدة المجتمع السوري، ويزيد من احتمالات الانقسام والتفكك، في وقت يحتاج فيه السوريون إلى تعزيز قيم التماسك، والمصالحة، والعدالة، لا إلى ممارسات الانتقام والإقصاء.
وفي هذا السياق، يوجّه المرصد نداءه إلى الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، وجميع شيوخ العقل في محافظة السويداء، مناشداً إياهم بتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والدينية، وإصدار توجيهات صريحة للمقاتلين المحليين بوقف أي اعتداءات على المدنيين، والعمل على حماية أرواح وممتلكات أبناء العشائر البدوية، وصون السلم الأهلي والنسيج المجتمعي، ومنع المزيد من التصعيد الذي قد يُستغل من قبل جهات تسعى لتأجيج الفتنة.
كما يدعو المرصد إلى إصدار بيان علني يضمن الأمان الكامل لأبناء العشائر البدوية، ويحميهم من أي تهديد على حياتهم أو منازلهم أو ممتلكاتهم، ويشدد على ضرورة معاملتهم باحترام، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في ارتكاب انتهاكات بحقهم، مع التأكيد على عدم تحميل أي مكوّن مسؤولية أفعال فردية لا تمثله.
وأخيراً يؤكد المرصد على ضرورة محاسبة كل من ارتكب جريمة أو انتهاكاً بحق أي مواطن في محافظة السويداء، أمام القضاء وفقاً لمبادئ العدالة، بعيداً عن منطق الانتقام الجماعي أو الخطاب الطائفي الذي لا يخدم سوى أعداء وحدة سوريا.
* المرصد السوري لحقوق الإنسان