اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
شارك الرئيس السوري أحمد الشرع في جلسة حوارية مع الجنرال الأميركي السابق ديفيد بترايوس، مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA) سابقاً، أمس الاثنين، ضمن قمة 'كونكورديا' المنعقدة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأوضح الرئيس السوري رؤيته ورؤية الحكومة السورية لمستقبل البلاد، بعد انتهاء الحرب، مؤكدا رغبته في الانتقال لمرحلة البناء والحوار، وإنهاء الصراعات الخارجية والداخلية، وتعزيز العلاقات مع كافة دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة.
وقال الشرع خلال الجلسة الحوارية، إن سوريا انتقلت من ميدان الحرب إلى ميدان الحوار، بعد سنوات طويلة من المواجهة مع نظام مجرم ارتكب مجازر جماعية وجرائم حرب راح ضحيتها أكثر من مليون سوري، إضافة إلى النهب الاقتصادي المنظم، فيما 'كانت معركة تحرير سوريا ملؤها الرحمة والعد، فقد حرصت القوات الثورية على حماية المدنيين والتركيز على العمليات العسكرية التي تستهدف تفكيك صفوف العدو'.
وأضاف أن إدارة إدلب منحت السوريين خبرة كبيرة مكّنتهم من دخول دمشق بأقل الخسائر، حيث إن الاستقرار الأمني ووحدة الشعب هي الأولوية القصوى في المرحلة الحالية، إذ إن سوريا ورثت اضطرابات كبيرة خلال العقود الماضية، وكانت ساحة لإثارة النعرات الطائفية، منوها بأنه حرص على تشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف المجتمعية.
وحول ملف شمال شرق البلاد، قال الشرع إنه يتبنى النهج الذي يقوم على التشاركية لا المحاصصة، وأن دمشق عرضت على قسد الاندماج في الجيش السوري للاستفادة من خبراتهم العسكرية، مع التأكيد على أن حقوق الأكراد مصانة في الدستور السوري، وأن بقاء الشمال الشرقي منفصلا يشكّل خطرًا على سوريا والعراق وتركيا معًا.
ونوّه بأن سوريا تعتمد سياسة تقوم على إقامة علاقات هادئة مع جميع الدول، وأن أرضها لن تكون مصدر تهديد لأي طرف، حيث توجد مصالح متطابقة في هذه المرحلة بين سوريا والولايات المتحدة، ما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون.
كما تطرق إلى ملف الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال إن الجولان أرض سورية محتلة، فيما نفذت إسرائيل أكثر من 400 توغل بري واعتقلت مدنيين سوريين، مضيفا أن 'الكرة الآن في ملعب تل أبيب والمجتمع الدولي بشأن أي اتفاق أمني قادم'، وأكد: 'مستعدون لمناقشة مخاوف إسرائيل الأمنية، ولا نريد الدخول بمعركة مع إسرائيل ونعمل على التهدئة معها'.
كما تحدث عن الملف الاقتصادي مشيرا إلى أن سوريا تعرضت لدمار واسع، وأن إعادة البناء والتنمية الاقتصادية تتصدر الأولويات الوطنية، كما لفت إلى وجود كوادر بشرية مؤهلة وقادرة على النهوض، بينما لا تزال العقوبات الدولية تعيق الاستفادة من هذه الطاقات.
وأكد أن سوريا قادرة على حل مشاكلها بنفسها قائلا: 'ارفعوا العقوبات عنها وانتظروا النتائج'، موضحا أنها تسعى لأن تكون جزءًا فاعلًا من النظام العالمي، حيث 'انتقلت من ساحات الحروب إلى ساحات الحوار.. قضية الشعب السوري كانت قضية نبيلة وعادلة، يجب أن نركز على حماية الإنسان من الاضطرابات التي تحدث من حوله'.
وتعهد بتعزيز الأمن والاستقرار، رغم أن النظام البائد عمل على تقسيم الشعب السوري عرقياً وطائفياً، مضيفا أن الثورة واجهت روسيا وإيران وحزب الله إلى جانب الأسد.