اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
يستيقظ المشهد السياسي السوري على تحوّل لافت في المواقف الدولية، تجلّى بوضوح في تنامي القبول الدولي بالواقع السوري الجديد عقب الإجماع الدولي حول سورية والزيارة الأخيرة لعدد من أعضاء مجلس الأمن إلى دمشق.
وتُعدّ هذه الزيارة ذات دلالة خاصة، نظراً لكونها تأتي من وفود تمثل دولًا كان بعضها من أشد المنتقدين لدمشق خلال سنوات الثورة، ما يعكس تحوّلًا واضحًا في منهجية التعاطي الدولي مع الملف السوري.
ويؤكد دبلوماسيون أن هذا الانفتاح يعكس إدراكاً متزايداً لجهود الدولة السورية في ترسيخ الاستقرار، وتحسين الواقع الأمني والخدمي في معظم المناطق، إضافة إلى العمل على إعادة مؤسسات الدولة إلى كامل فعاليتها. كما يشير مراقبون إلى أنّ هذا الإدراك الدولي المتنامي يعيد الاعتبار لسورية بوصفها دولة ذات سيادة كاملة، وأن التعامل معها بات يتم على أساس أنها الجهة المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد وحماية مصالح شعبها.
وتأتي الزيارة في توقيت حساس، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على منطقة بيت جن، وهو ما أعاد تأكيد الحاجة الدولية والإقليمية إلى منع أي تصعيد عسكري يمكن أن يعطّل مسارات التهدئة الجارية أو يهدد الاستقرار النسبي الذي تشهده البلاد.
وفي هذا الإطار، شدد أعضاء الوفد خلال لقاءاتهم في دمشق على ضرورة الحفاظ على الاستقرار ومنع انزلاق المنطقة نحو أي توترات جديدة.
وشهد برنامج الزيارة قيام أعضاء مجلس الأمن بجولة ميدانية في حي جوبر بريف دمشق، حيث اطّلعوا على حجم الدمار الذي خلّفته سنوات المواجهة المسلحة، وعلى الأعمال الجارية لإعادة تأهيل الأحياء المتضررة وفتح الطرقات وترميم المرافق العامة.
وقد شكلت الجولة فرصة للوفد لمعاينة الاحتياجات الحقيقية على الأرض، والاطلاع على جهود الحكومة والمجتمع المحلي في إعادة الحياة إلى المنطقة.
وتتزامن هذه التحركات مع بدء البلاد خطوات جادة نحو مرحلة إعادة الإعمار والتعافي المبكر، والانتقال من واقع الصراع الطويل إلى واقع ينشد النمو والاستقرار، وتشمل هذه المرحلة العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية، وتعزيز الخدمات الأساسية، وتطوير البرامج الاقتصادية التي تمكّن المواطنين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية.
ويجمع المراقبون على أن زيارة وفد مجلس الأمن، وما سبقها من مواقف دولية داعمة للاستقرار، تمثل مؤشرًا على مرحلة سياسية جديدة عنوانها تثبيت السيادة السورية والانخراط الدولي البنّاء في دعم استقرار البلاد. وبين المتغيرات الدولية والإرادة الوطنية، تبدو سورية اليوم أقرب إلى فتح صفحة جديدة عنوانها التعافي، والتنمية، واستعادة دورها الفاعل في المنطقة.
الفرات




































































