النجاح الأخير: منحة تعليمية لتكريم ضحايا طلاب رحلوا قبل معرفة نتيجة امتحانهم

أعلن الناشط 'غدير غانم' عن تعهده بإطلاق مبادرة 'منحة تعليمية' تحمل أسماء 'مرح شريف، يعرب صالح، ويوسف شريف'، وهم من ضحايا مجازر الساحل السوري التي وقعت في السابع من آذار الماضي، وراح ضحيتها عشرات المدنيين، بينهم طلاب لم يُمنحوا فرصة إكمال امتحاناتهم الأخيرة.

وقال غانم في تعهده العلني بإطلاق المبادرة: «أود مشاركتكم تعهدي بتأسيس مبادرة منحة تعليمية تخليداً لذكرى الطلاب: مرح شريف، يعرب صالح، ويوسف شريف. سأعمل على تقديم دعم تعليمي كامل لطلاب المدارس المتضررين من أحداث الساحل الأخيرة، وضمان استمرارهم في التعليم، حتى لو كان المستفيد طالباً واحداً فقط».

ولم يذكر 'غانم' إن كان سيمول المبادرة منه شخصياً، أم بمساعدة منظمات أو أشخاص مانحين.

تأتي هذه المبادرة بعد صدور نتائج السنة التحضيرية للكليات الطبية، والتي أظهرت نجاح الطلاب الثلاثة رغم غيابهم القسري، في مشهد اختلطت فيه مشاعر الفخر بالأسى، وقد أشار طبيب الأسنان 'حسان مليكي' إلى هذا الحدث في منشور مؤثر، ذكر فيه أسماء الضحايا، مؤكداً أن نتائجهم 'ترفع الرأس' رغم أن الرصاص قد سبقهم إلى خط النهاية.

في الوقت الذي يتطلع فيه الناجون لمستقبل مشوب بالخوف، تأتي هذه المبادرة بمثابة رد عملي على العنف، وتأكيد على أن التعليم يبقى الوسيلة الأهم للنهوض بالمجتمع ومداواة آثاره.

كما أنها تعيد التذكير بمأساة الساحل السوري التي طُمست إعلامياً، وربما مثل هذه المبادات تُعيد الاعتبار لضحاياها، خصوصاً أولئك الذين كانت أحلامهم متعلقة بالعلم، فانطفأت ظلماً قبل أن تثمر.

وكانت كل من مدرسة فهيم محمد ومدرسة مساكن مصفاة بانياس قد نعوا ضحايا المجازر ومعظمهم من الطلاب والمهندسين والأطباء والأطفال.