اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
أدرجت لجنة مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، الجامع الأموي الكبير بدمشق ضمن سجل التراث المعماري والعمراني العربي، وذلك خلال اجتماعها العاشر الذي انعقد في بيروت خلال الفترة من 28 إلى 30 من الشهر الماضي.
بعد أن منحت سورية شهادة التسجيل، أصبح الجامع الأموي أول موقع سوري إسلامي يدرج على هذه القائمة، ضمن الدفعة الأولى من المواقع المسجلة من مختلف البلدان العربية، والتي بلغ عددها 19 موقعا.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مساعي المديرية العامة للآثار والمتاحف بدأت بترشيح الجامع الأموي لهذه القائمة في أبريل الماضي، من خلال إرسال ملف شامل تضمن كامل المعلومات حول هذا الصرح الفريد، الذي بناه الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبدالملك عام 705 ميلادي، على موقع شغله معبد حدد الآرامي ثم معبد جوبيتر الروماني ثم كاتدرائية القديس يوحنا، وبعد هدم المباني الموجودة في مكانه، لم يبق سوى الجدران الخارجية لساحة المعبد، وبعض البقايا المعمارية الأخرى.
ومما يعطي للجامع الأموي هذه الفرادة وفقا لملف الترشيح تصميمه على ثلاثية الحرم والصحن والرواق التي استجابت لمعطيات المنطقة المناخية، واستوعبت كل وظائف المسجد المتنوعة، من تعبد وتعلم وتحكيم واجتماع وتشاور، وهو يأخذ شكل مستطيل أبعاده 158×97م، ومن أهم معالمه قبة النسر التي تسيطر على مركز الحرم، ومئذنة العروس الشمالية، وهي الأقدم التي ابتكر الوليد شكلها المربع، والفسيفساء الزجاجية الملونة التي كانت تغطي النصف العلوي من الجدران والدعامات وباطن الأقواس والعقود، وضريح النبي يحيى، ليعد الجامع الأموي بموقعه الاستثنائي نموذجا فريدا للعمارة الإسلامية.
وأعلن مدير عام الآثار والمتاحف د.أنس حج زيدان في تصريح لـ «سانا» أن المديرية تعمل ضمن ثلاث لوائح أساسية: لائحة التراث العربي، ولائحة التراث العربي الإسلامي، ولائحة التراث العالمي، وتسعى حاليا لتسجيل عدد من المواقع الأثرية السورية ضمن هذه القوائم، حيث تم خلال اجتماع اللجنة الذي استمر يومين، وشارك فيه ممثلون عن أكثر من 40 دولة، اقتراح وترشيح نحو 15 موقعا تراثيا سورية، إلا أنه لم يكن بالإمكان تسجيل جميعها دفعة واحدة، فتم اعتماد الجامع الأموي ليكون أول موقع سوري يدرج على هذه القائمة.
وبين حج زيدان أن هذا الإنجاز سيعزز من فرص ترشيح الجامع الأموي كموقع متكامل بما يحويه من عناصر معمارية وزخرفية لإدراجه مستقبلا على لائحة التراث العالمي، مشيرا إلى أن سورية رغم امتلاكها إرثا إسلاميا هائلا، لا يوجد فيها حتى الآن أي موقع إسلامي مسجل على هذه اللائحة.