ذاكرة حرب تموز 2006.. العدو يكثف غاراته ويقطع الممرات الانسانية شمالًا

بعد اليوم الدموي القاسي الذي ذهب ضحيته أحد عشر شهيداً ووُصف باليوم الكارثي في عكار، وبما يمكن وصفه بأنه محاولة أكيدة لقطع المعابر الحدودية منها والبرية في منطقة عكار. بدءاً من الخامسة من فجر يوم 12/8/2006 وحتى الساعة السادسة تقريباً توالت الغارات الإسرائيلية على منطقة عكار محدثة جواً من الرعب والقلق والخوف والارباك شلت بنتيجته الحركة على كل طرقات المنطقة.

إذ شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على عدة أمكنة حساسة وتصل القرى والبلدات العكارية بعضها ببعض. والأهم بينها الطريقين الدوليين المؤديان إلى معبري العبودية والعريضة عند الحدود السورية.

هكذا فإن غارات الفجر استهدفت الممر الإنساني الوحيد والذي كان معتمداً كممر للمساعدات البرية عبر معبر العريضة الحدودي، حيث ألقت الطائرات الإسرائيلية صاروخاً من الوزن الثقيل على عبّارة تقع على طرف مطار القليعات لتحدث حفرة كبيرة جداً ولتقطع الطريق الدولية عبر معبر العريضة إلى سوريا.

أما الاستهداف الثاني والذي له دلالاته أيضاً فكان قصف جسر نهر عرقة البحري بالقرب من تقاطع حمص المؤدي إلى الطريقين الدوليين العبدة-العبودية والعبدة العريضة، فأطلقت الطائرات المعادية صاروخين على الجسر المذكور ما أدى إلى قطعه جزئياً ليصبح صالحاً فقط لمرور السيارات دون الشاحنات والباصات. كما استهدف صاروخ ثالث محطة وقود بالقرب من الجسر المذكور ومخيماً للنور ما أدى إلى جرح خمسة مواطنين اثنان منهم جروحهم خطرة وعرف منهم محمد عز الدين حسن الذي بترت ساقه، وعز الدين حسن، وملكة جمعة نعسان، اضافة إلى امرأة مجهولة الهوية نقلت إلى مستشفى مخيم نهر البارد .

وكانت الغارات الإسرائيلية قد استهدفت طريق عام حلبا-القبيات في محلة الكويخات التي تبعد خمسة كيلومترات عن حلبا، ما أدى إلى قطع الكابل الرئيسي للهاتف وقطع الاتصالات عن كافة قرى الدريب. كما أحدثت حفرة كبيرة في وسط الطريق.

كما أغارات الطائرات على الطريق الواقعة بين بلدتي عندقت والقبيات محدثة حفرة كبيرة في وسطه، فانقطعت الطريق أمام حركة السير، وأدت الغارة إلى أضرار جسيمة في المنازل المجاورة وتدمير الأسقف القرميدية لبعضها جراء الضغط والشظايا التي تطايرت على بعد مئات الأمتار.