تفجير "مشروع دمر".. صيف الدواليب!

تفجير 'مشروع دمر'.. صيف الدواليب!

سامر ضاحي

استفاق سكان العاصمة دمشق اليوم على صوت ثلاث انفجارات متتالية في الصباح، ونشرت لاحقا حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لشاحنة على جسر الكنيسة في منطقة مشروع دمر تهشم نصفها الخلفي، بينما رجح التلفزيون الرسمي ان يكون ذلك ناجم عن انفجار إطار الشاحنة (الدولاب) .

بمناقشة معلومة  (الدولاب) التي رجتحها وسائل إعلامية مختلفة بما فيها وسائل حكومية وحتى معارضة، إلا ان هذه المعلومة لا تبدو موضوعية لمجموعة أسباب: السبب الاول هو صوت الانفجار فقد تداول سكان دمشق اخبار عن سماعهم ثلاث انفجارات متتالية كان الفاصل بينها بسيط، وفي حال انفجار إطار وثم خزان وقود فما الذي انفجر ثالثاً؟! كان يفترض وصول صوت انفجار خزان الوقود فقط إلى سكان العاصمة البعيدين عن مشروع دمر قرابة عشرة كيلومترات ويفصلهم الجبل عن منطقة المشروع.

السبب الثاني يعود إلى موقع الخزان ففي مثل هذه الشاحنات يقع خزان الوقود في المنتصف، أقرب إلى الجهة الأمامية من الشاحنة، وفي حال انفجار الخزان ينفجر كبين السائق مباشرة باعتبار محرك الشاحنة يقع تحت الكبين. يعود السبب الثالث إلى الصور المتداولة فالمنطقي أن انفجار خزان الوقود يتسبب بكثير من الدخان الاسود الذي سيطغى على لون السيارة الأبيض وهو ما لم يظهر في الصور المتداولة.

وبنفي السردية المتداولة يجب الانتقال إلى تحليل الفرضيات الممكنة وهي:

الفرضية الاولى: وجود عبوة ناسفة، وهي منفية باعتبار أن العبوات تنفجر عادة في مناطق قريبة من انطلاق المركبات، والانفجار تم على طريق طويل تكون سرعة المركبات فيه الوسطى فوق 50 كم/سا.

الفرضية الثانية هي الاستهداف المباشر، ولا تبدو منطقية نظراً لطبيعة منطقة الاستهداف ولوجود أحد الحواجز القريبة مباشرة.

الفرضية الثالثة هي الاستهداف الصاروخي من بعيد: هو فرضية منفية باعتبار ان الصواريخ البعيدة تتسبب بحجم دمار أكبر، وهو نفس السبب الذي ينفي الفرضية الرابعة القائمة على الاستهداف الجوي .

الفرضية الخامسة هي فرضية استهداف بمسيرة، تبدو فرضية مرجحة قياساً لمقارنة الصور المتداولة للشاحنة مع صور سيارات تم استهدافها بمسيرات في مناطق مختلفة خلال الحرب السورية من قبل قوى دولية. وإن كان غياب الانباء عن ارتقاء اي شخصية يخفف من احتمالية هذه الفرضية إلا أنه لا يلغيها.

من حيث الفاعل لا يبدو أن المجموعات المسلحة في سوريا قادرة على الوصول إلى هذه المسافة في عمق العاصمة، وإن سبق لها ونجحت في الوصول إلى مقر الكلية الحربية في تشرين اول الماضي. أما اسرائيل فلديها مثل هذه القدرة وقد وسعت بالفعل عملياتها أفقياً في العمق اللبناني خلال الشهر الأخير عبر سلسلة استهدافات متلاحقة لشخصيات في المقاومة اللبنانية.

بالاستنتاج النهائي قد تكون إسرائيل بدأت استخدام أداة المسيرات في العدوان على العمق السوري بعدما جربتها في العمق اللبناني، مما يدعو للتخوف من صيف ساخن قادم  يشهد كثيراً من انفجارات الدواليب، والاهم انتظار إعلان رسمي ما حصل.

مكاتب السفر في سوريا.. منصات للاحتيال 'بتضرب ضربتها' وتستغل هوس الشباب السوري للهروب والعمل

أخبار عاجلة..

سوريا.. القبض على متورطين بـ'سرقة القرن' ومرسوم جزائي مرتقب يطال المعتدين على الشبكة الكهربائية