اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
دمشق-سانا
حافظ ملتقى الكتاب السوريين الذي تقيمه وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب بالمكتبة الوطنية في يومه الثالث، على طرح قضايا فكرية ونتاجات أدبية تناولت موضوعات جديدة وغير مسبوقة في المشهد الثقافي السوري.
إشكالية الهوية الوطنية السورية
وبذات فعاليات اليوم بندوة حوارية عن الهوية الثقافية السورية، أكد في مستهلها الدكتور علي أبو زيد الذي أدار الندوة، ضرورة إحياء الهوية العربية الإسلامية، ولاسيما أنه بعد أكثر من ستة عقود من التخريب، تحولت الجوامع الموروثة المشتركة بين أبناء الوطن إلى مصالح شخصية، وغلّقت أبواب الحرية والعيش الكريم على من لم يهاجر من هذا الوطن، ولفت إلى أننا ننتمي إلى حضارة عريقة عنوانها دمشق أقدم عواصم التاريخ، ومنها نستلهم هويتنا الوطنية.
وتحدث الأستاذ الدكتور لؤي الخليل، عن الهوية الثقافية السورية في النصوص الأدبية التي أنتجتها أيادٍ سورية، برغم ما فيها من تباين في تصوير المكونات السورية بين الريف والمدينة قبل وبعد الثورة، حيث لابد من الإشارة إلى أن الروايات التي صدرت بعد الثورة السورية ركزت على الريف ما يدل على أنه جزء أساسي من جسم الثورة.
موقف الشاعر من السلطة
وحول مكانة الشعر في الهوية الثقافية أوضح الدكتور إياس الرشيد، أن الشعر منذ القرن الماضي ينقسم بين من سار مع النظام السياسي، وبين من عانى من وطأة المستبد فتعرض للتهميش والإقصاء، في حين جرى تلميع صورة من وظف شعره لمصالح السلطة السياسية وجعل قصائده أداة تصفق للقتل والإجرام، مشدداً على أن الشاعر الأكثر التصاقاً بالناس هو الأقرب لهم ولقضاياهم.
سوريا المنتصرة في أمسية شعرية
جمعت الأمسية الشعرية الشاعرين حسان علي عربش وأحمد شحود، وسط حضور لافت من الأدباء والمثقفين.
الأمسية غاصت في تفاصيل الحزن السوري ورثت الغائبين، واستحضرت أمل النهوض وسط ركام الحرب، مؤكدة على صمود الإنسان السوري وتمسكه بالوطن.
الشاعر حسان عربش، عضو اتحاد الكتّاب ومدير العلاقات العامة في فرع كتاب حماة، ألقى مجموعة قصائد تناول فيها مضامين حول سوريا المنتصرة على دولة الظلم والاستبداد.
وفي تصريح لـ سانا، قال عربش: الكلمة اليوم سلاحنا في وجه مشاريع التقسيم، وهي ضرورة لمواجهة الانغلاق والاصطفافات الحادة، وبوابة نحو مستقبل وطني مشترك؛ لترسيخ خطاب ثقافي جامع يعبر عن هوية سوريا الموحدة.
في حين قرأ الشاعر أحمد شحود مجموعة من النصوص الوطنية والاجتماعية، التي عكست هموم المواطن السوري ودعت إلى الحفاظ على وحدة البلاد، ونبذ خطاب الانقسام والكراهية.
الكاتب السياسي في المهجر بين الثورة والدولة
وفي الندوة التي حملت عنوان أثر الكاتب السياسي في المهجر بين الثورة والدولة، تمت مناقشة تطورات الخطاب الثقافي والسياسي في أوساط المثقفين السوريين في الخارج، والتحولات الفكرية بين شعارات الثورة وتحديات الدولة.
الندوة التي شارك فيها كل من الدكتور والإعلامي عباس شريفة، والكاتب أحمد قربي، والدكتورة حنان عكاش، والدكتور أحمد زيدان، طرح خلالها المتحدثون قراءات نقدية في أداء النخبة الثقافية السورية بالمهجر، ومدى مسؤوليتها في صياغة رؤية عقلانية تؤسس للدولة لا تعيد إنتاج الأزمة.
وأجمع الحضور على أن دور المثقف لا يقتصر على التأثير السياسي، بل يمتد إلى تشكيل الرأي العام وتغذية الوعي الجمعي، في سبيل دولة المواطنة والدستور والمؤسسات.
وأكد الإعلامي شريفة في مداخلته، أن الكاتب السوري المغترب أمام خيارين: إما أن يبقى أسير شعارات المرحلة الأولى من الثورة، أو أن يساهم في بناء خطاب وطني جامع، ينقل سوريا إلى أفق الدولة الراشدة، وإنتاج هوية وطنية جديدة تتجاوز الاصطفافات.
الأمسية القصصية.. لاتزال الحرب تغمرنا بأوجاعها
وفي الأمسية القصصية صوّر الكاتب عبد الله النفاخ في قصته الأولى/كل الشمس في قلبي/، بأسلوب درامي عميق آلام الجرحى والمصابين ضحايا صاروخ من الحرب، التي لاحقت النازحين فأفقدت بنات الراوي القدرة على السير والكلام، وبترت قدم زوجته، وأنهكت قواه، بينما بقي حب الناس وتعاونهم معه ضوء حياة له.
أما بقصته الثانية /لا مفر/ فاعتمد الكاتب على الرمزية بالسرد، إذ إن تسلط المستبد الظالم على قرية أعجز سكانها عن التخلص منه، إلى أن تعاهد هؤلاء على التحدي، ووصلوا القمة ليتفاجؤوا بتمثال للمستبد، فيتحول ذهولهم خنوعاً واستسلاماً، إذ أيقنوا أنه لا مفر من الخضوع.
فيما أضاء النفاخ عبر قصته الثالثة/واحد بألف/ على طفلٍ محبٍ للعلم، يجد فيه المعلم مساحة للأمل وبألف طالب، لكن بعد تهجيره من منزله يصبح متسولاً لسد رمق أهله غداة اعتقال والده.
مآسي المرأة في معتقلات النظام
معاناة المرأة السورية طيلة سنوات الثورة، كانت حاضرة أيضاً في قصتين للكاتبة السيناريست والباحثة الاجتماعية إيمان بازرباشي، التي صورت في قصة/سوف نبقى هنا/تفاصيل مأساة اغتصاب فتاة طيلة ثلاث سنوات بمعتقلات النظام، وتعرضها لكل أنواع الانتهاكات والصعق بالكهرباء والتعذيب، ونظرة المجتمع لها بعد خروجها من المعتقل.
أسطورة النساء
بصورٍ غارقة بالرمزية والإيحاءات، أكدت إيمان بقصتها الثانية/أسطورة النساء/قوة المرأة منذ بدء الخليقة، واعتمادها على نفسها رغم كل الصعوبات والكوارث التي تعترضها، فإرادتها الجبارة تجعلها تتحدى الجرائم بحق المدنيين رغم كل الأوجاع في أعماقها.