اخبار سورية
موقع كل يوم -النهضة نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ نيسان ٢٠٢١
نعتقد أنّ الردّ السوريّ على العدوان 'الإسرائيليّ'، لم يكن يعتمد على مبدأ: (هدف مقابل هدف)، لأنّ القيادة السوريّة كانت ترى أنّ مثل هذا الاستدراج يمنح 'الإسرائيليّ' إمكانيّة الوصول إلى طاولة توافقات، يشرف عليها بعض الأصدقاء، وتكون نهايتها الوصول إلى هدف محدّد، كان يعمل عليه 'الإسرائيليّ' ذاته، وهو العودة إلى اتفاق فضّ اشتباك 1974م.
ونعتقد أنّ هناك أمراً آخر، اتّبعته القيادة السوريّة، في مواجهتها لهذا العدوان المتكرّر، وهو أنّها استدرجت العدوان للوصول به إلى حائط مسدود، من خلال التدرّج بعمليات إسقاط أهداف العدوان، والتي قامت على مبدأ 'اللّجم بالنار'، حيث أنّ هذا المبدأ لن يمنح 'الإسرائيليّ' إمكانية تطوير عدوانه للانتقال به إلى مرحلة تالية.
إنّ مبدأ 'اللّجم بالنار' لا يحتاج إلى تصريحات أو استعراضات أو لغة انفعاليّة، وإنّما يحتاج إلى ذراع قوّة ناريّة نوعيّة، قادرة بلحظة على قلب الموازين السائدة، وهي الموازين التي يظنّها كثيرون أنّها موازين حاكمة لخارطة القوى والمواجهة، باعتبار أنّ هناك شبه يقين عند العدو وغيره، أنّه يمتلك تفوّقاً آنيّاً، وهو يريد أن يصرفه أمنيّاً وسياسيّاً!!
لا يختلف صاروخ فجر 'ديمونا'، عن صواريخ أخرى خرجت عن موازين واعتبارات اللحظة السائدة، وهي صواريخ ذات أهداف واضحة جدّاً، خاصة إذا ما فُهمت الغايةُ منها، باعتبار أنّها صواريخ ذات رسائل دقيقة جدّاً، وهي رسائل ليست مرتبطة بحجمها أو أهدافها التدميريّة، بمقدار ما هي مرتبطة بتغيير موازين اللحظة السائدة، والقدرة الكاملة على هذا التغيير، التي يعمل عليها السوريّ وحلفاؤه، من حينٍ لآخر.
إنّ صاروخ فجر 'ديمونا' أطلقته أياد حكيمة وعقول باردة جدّاً، وأودعته في محيط دقيق جدّاً، من منطقة مدروسة للغاية، لن يفهمها ويدركها أحدٌ مثل 'الإسرائيليّ'!!..
وفي الآن الذي ستنشط به وسائل العدو الصهيونيّ، استخباراتيّة واعلاميّة وسياسيّة، لن نسمع تصريحاً واحداً بخصوص زائر فجر 'ديمونا'، من قبل السوريّ أو حلفائه، لماذا؟!!، لأنّ 'الزحف الاستراتيجيّ'، الذي ذكرناه يوماً، يحتاج إلى 'لجم بالنار'، وليس لجماً بالتصريحات والاستعراضات والتهديدات!!..
ملاحظة: الٓاراء السياسية الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف 'النهضة نيوز'