اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
سارعَ المتهم بجريمة قتل موثّقة بمقطع مصور لإجابة القاضي عن سؤاله حول ظهوره في المقطع بأنه بالفعل الشخص الظاهر لكن المقطع من اختلاق 'الذكاء الاصطناعي'.
في بداية الثورة السورية لم يكن لدى إعلام بشار الأسد حين اجتاحت المظاهرات المدن السورية سوى الإنكار، فمثلاً خرجت مذيعة تقول أن المحتجين لم يكونوا محتجين ولم يرفعوا شعارات ضد النظام، بل خرجوا في حي 'الميدان' الدمشقي ليحمدوا الله على المطر.
وحين زاد إحراج الإعلام الرسمي أمام مشاهد المظاهرات المتواردة من كل مكان، لم يجد جهابذة المدافعين عن الأسد سوى القول أن هذه المشاهد ليست سوى مجسّمات تم تصميمها في 'قطر'، والمتظاهرين مجرّد 'غرافيك' (وكلو مظبط ع الفوتوشوب).
جيش التبرير السنغافوري .. كلنا يد واحدة تطبّل للحكومة
ورغم أن حديث الإعلام الرسمي حينها كان مادة للتندر والسخرية، إلا أن هذه السردية لا تزال حاضرة، وها هي اليوم تعود إلى الواجهة من جديد، في المحاكمات العلنية المخصصة لمحاسبة المتورطين في انتهاكات الساحل، حيث وجّه القاضي سؤالاً لأحد المتهمين حول فيديو يوثّق ارتكاب جريمة قتل، فلم ينكر المتهم أنه ظهر في الفيديو لكنه قال أنه لم يقتل أحداً وأن ما ورد في المقطع تم اختلاقه بالذكاء الاصطناعي.
صحيح أن الذكاء الاصطناعي فتح باباً واسعاً للتزوير، إلا أنه فتح باباً أوسع للإنكار فصار كل من يرتكب جريمة أو خطأً ويتم توثيقه بالصوت والصورة لا يجد إجابةً سوى أن يقول 'ذكاء اصطناعي'.
بسام كوسا يدعو لعدم اتهام الذكاء الاصطناعي بـ'فيديوهات الفضائح'
وإذا كان هذا الإنكار ممكن التصديق لدى البعض عبر السوشال ميديا، فإن إجابة كهذه في المحكمة لن تمرّ بسهولة، فلا أسهل من أن تقوم المحكمة بتعيين خبراء لكشف حقيقة المقاطع وتمييز الأصلي منها والمختلق.
الذكاء الاصطناعي بطبيعة الحال أذكى من اتهامه بكل جريمة أو حماقة يرتكبها الغباء البشري، وما لم يمرّ على الناس في 2011 لن ينطلي عليهم في 2025، فعلى كل من يحاول 'الإنكار' أن يبحث عن شمّاعة أخرى ينكر عبرها ارتكاباته ويحلّ عن الذكاء الاصطناعي الذي قد يخرج عن صمته ويكشف أمام العالم كل جرائم البشر المنسوبة إليه.




































































