اخبار سوريا
موقع كل يوم -صحيفة تشرين
نشر بتاريخ: ٢٣ كانون الثاني ٢٠٢٥
الحرية- ثناء عليان :
بعد مضي شهر ونصف الشهر على سقوط النظام البائد ينتظر الفنان والناقد التشكيلي أديب مخزوم وهو مؤرخ موسيقي أيضاً بفارغ الصبر قبل أي شيء آخر، استئناف المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، لنشاطها الفني والأدبي والثقافي، ويرى أن لا حياة بلا ثقافة، لاسيما بعد استئناف الدوام في معهد صلحي الوادي للموسيقا، وعودة المعارض في صالة كلية الفنون الجميلة، وبعض الصالات الخاصة.
تساؤلات عن الفن والثقافة
وبيّن مخزوم لصحيفة 'الحرية' أن التحول السياسي التاريخي، الذي تشهده سورية الآن، بعد سقوط النظام البائد، قد أثار ولا يزال يثير تساؤلات حادة، على صفحات التواصل، عن شكل أو صورة الفن والثقافة في المرحلة القادمة، وعما إذا كانت هناك شروط أو قيود ستوضع على الأعمال الفنية والأدبية والفكرية، ومن ضمنها الفن التشكيلي، الذي يعتبر من أرقى الفنون في تاريخنا الحضاري، بدليل أن له متاحف في كل المدن السورية.
قرار حضاري
وأشار مخزوم إلى أن إعادة افتتاح متحف دمشق الوطني، هو خطوة هامة تمت بقرار حضاري من القيادة الجديدة، مؤكداً أن انتصار الثورة السورية التاريخي، تحت شعار: 'ارفع راسك فوق أنت سوري حر' يعني أن الحرية ستكون عنوان المرحلة القادمة في كل المجالات، ومن ضمنها حرية التعبير الفني التشكيلي، بكل المواضيع والأساليب والتقنيات، وضمن التقاليد العربية.
حرية التعبير
ويرى المؤرخ الموسيقي مخزوم أن للفنان الحق والحرية في التعبير الفني، لكن دون أن يخدش الحياء العام، وقال: إن المطلع على تاريخ تطور الفن العربي والإسلامي في مجال الرسم والتصوير، يطمح لاستعادة ذلك العلو أو السمو الذي وصل إليه منذ قرون مع منمنمات يحيى الواسطي، الذي مثل النهضة العربية الأولى في الفن التصويري، وليس الهدف مطلقاً أن يكون الفن فولكلورياً أو صورة وصفية عن ألوان وأشكال الواقع المحلي، بل أن يحمل دينامية المتغيرات المستجدة على الساحة الفنية للوصول إلى مقدرة تشكيلية مغايرة، تحمل نبض الحقيقة أو الأصالة أو اختبارية التجليات التشكيلية الجديدة لعوالم السحر الشرقي.
الحرية شرط للكتابة
وفي سؤال توجهت به صحيفة 'الحرية' للقاص والأديب حسام الساحلي عن رأيه بالتحول السياسي الذي حدث لسورية، والذي يعد بمنزلة حدث تاريخي، وما هو المأمول من الثقافة في العهد الجديد، قال أشعر بالتفاؤل إزاء الوجه الجديد القادم للثقافة والنّشاطات الفكريّة المختلفة المرتبطة بها؛ كون الحرية هي أهم شرط للكتابة الناجحة والإبداعية، وأظن أنه بإمكاننا في الفترات القادمة أن نكتب نصوصاً مسرحيّة أو تلفزيونية أو شعراً أو نثراً يعالج الوجه الجديد للمجتمع بعيداً عن مشاعر الخوف وخارج مجهر الرقابة على النصوص.
المشهد الثقافي
وأضاف: نحن نتابع على وسائل التواصل الاجتماعي تضارب الآراء حول أي مشهد ثقافي او اجتماعي بحرية تامة وبالأسماء الصريحة للأشخاص دون أيّة مساءلة من أية جهة كانت.. وبيّن أنه في الشهر الأخير من العام المنصرم قام بطباعة مجموعة قصص قصيرة جداً في مصر من خلال دار 'ديوان العرب' للنشر والتوزيع، وذلك لأن إجراءات الطباعة سابقاً في سورية كانت تتطلب مرورها لفترة زمنية طويلة غير محددة على لجنة قراءة تابعة للرقابة والتفتيش، وقد تأتي مع عدم الموافقة أو مع الموافقة الشرطية بحذف بعض النصوص لسبب أو آخر..
فضاء الحرية الجديد
ويأمل القاص الساحلي أن يتخلى المشهد الثقافي القادم عن ترهلات سببها المجاملة والخوف وغياب الحقيقة في عرض الحقائق من خلال النصوص الأدبية المقيدة تحت مجهر الرقابة.. وعن المأمول من الثقافة في العهد الجديد قال: بصراحة من المبكر أن نتنبأ حول الموضوعات المسموح بها أن تحلق ضمن فضاء الحرية الجديد؟ وهل هناك معايير أخرى للطباعة والنشر في المشهد الثقافي القادم؟ وأظن أغلب الموضوعات التي ستتحلق حولها فراشات الشعر ستكون تقديس الوطن والحرية.