السويداء تنزف أبناءها.. جثامين الضحايا في الشوارع وتهجير عائلات بأكملها

وصلت عشرات العائلات من عشائر البدو إلى محافظة درعا صباح اليوم، قادمة من محافظة السويداء، فيما يُخشى أن يكون عملية تهجير قسري جديدة، تشهدها البلاد منذ سقوط النظام السابق، بينما تقول المصادر الرسمية أنه سيتم تأمينهم في مراكز إيواء مؤقتة لحين هدوء الأوضاع في السويداء وتأمين عودة كريمة لهم.

سناك سوري-السويداء

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن مدينة السويداء شهدت توقفاً بالاشتباكات صباح اليوم الإثنين، بعد نحو 10 أيام على بدء التوترات الأمنية، بينما قالت صفحات محلية إن الاشتباكات ماتزال مستمرة في بعض المناطق بالريف الغربي.

في غضون ذلك قال رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، 'مضر حماد الأسد'، إن ما وصفه بإطلاق سراح المختطفين من محافظة السويداء أمر إيجابي، وهذه مبادرة إيجابية من الجانب الآخر في السويداء، وأضاف في تصريحات نقلها تلفزيون سوريا: «لم ندخل إلى السويداء للوقوف مع طرف ضد طرف آخر بل من أجل مساعدة المظلومين، نسعى إلى تعزيز السلم الأهلي وفض النزاعات في محافظة السويداء».

وتابع أن «دور العشائر السورية مهم في عملية إعادة الثقة وإنهاء المشكلة في السويداء، كما نعمل على عقد اجتماع موسع لكل أبناء السويداء للوصول إلى صيغة يتوافق عليها الجميع لإنهاء الاعتداءات».

وطيلة الأيام الماضية تداول طرفا النزاع في السويداء، فيديوهات توثق حجم الانتهاكات المتبادلة، فيما مايزال المدنيون يدفعون الثمن، وسط ظروف إنسانية تتدهور باستمرار.

خرق وقف إطلاق النار

ولم يتم التقيد بوقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية يوم السبت، وسط اتهامات متبادلة بخرقه، وقالت شبكة الراصد نقلاً عن مصادر محلية صباح اليوم الإثنين، إن ما وصفتهم بالعصابات من خارج المحافظة اخترقوا الاتفاق وشنوا هجوماً نحو المدينة استخدم فيه المهاجمون الطيران المسير.

وقبل ذلك نشرت شبكة السويداء 24 فيديو يوثق مدينة السويداء صباح اليوم، وقالت إن هناك هدوء حذر يرافقه دعاء الأهالي بوقف القتال نهائياً ليعودوا إلى منازلهم وحياتهم، وذكرت أن أكثر من 20 قرية تم إحراقها بالكامل.

كما ذكرت الشبكة أن الأهالي يبحثون عن مفقوديهم بين عشرات الجثامين المكومة في حدائق مشفى السويداء الوطني وداخل أقسامه وفي المشرحة التي لم تعد تتسع لجثامين المزيد من الضحايا، فيما بدأت بعض الجثث بالتفسخ.

ونقلت الشبكة عن مصادر طبية قولها إن «عدد الضحايا الذين وصلوا إلى المشفى من محافظة السويداء، فاق 600 جثة حتى اليوم، عدا عن الجثث التي نُقلت إلى مشافي صلخد وشهبا وسالي، وعدا عن الجثث التي دُفنت دون نقلها إلى المشفى، والجثث التي لا تزال متناثرة في شوارع المدينة، وقراها»، وحذرت المصادر الطبية من انتشار الأوبئة.

وتداول ناشطون عشرات الفيديوهات من داخل مدينة السويداء، التي توثق إحراق محال تجارية ومنازل، إضافة إلى كتابات وعبارات طائفية على جدران بعض الأبنية.