اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
لليوم الثالث على التوالي، تعيش محافظة السويداء حالة من التوتر الأمني المتصاعد وسط عجز واضح في الاستجابة الطبية وتراجع خطير في الواقع الخدمي، حيث فشلت نداءات الاستغاثة في تأمين أدنى متطلبات السلامة للمدنيين العالقين تحت وقع الاشتباكات والقذائف، وفي وقت تعمل فيه المشافي فوق طاقتها، وتُغلق الأفران أبوابها، تزداد مخاوف السكان مع تزايد عدد الضحايا وتضاؤل الأمل بتهدئة وشيكة.
تحكي مراسلة سناك سوري في السويداء عن الواقع الإنساني وتصفه بالمزري، فالكهرباء مقطوعة بشكل شبه كامل نتيجة تعطل الخط 66 والخط 230، حيث يحتاجان لدخول شركة الكهرباء، التي اعتذرت طواقمها أمس الثلاثاء عن الدخول رغم جهوزيتها، نتيجة تدهور الوضع الأمني الذي يمنعها من الوصول.
وبطبيعة الحال أدى انقطاع الكهرباء إلى تراجع كبير في خدمة الإنترنت، كذلك منع كثير من الأهالي من التزود بالمياه، التي لم يتبقّ منها للشرب سوى القليل فقط، وسط إغلاق الأسواق بشكل كامل وصعوبة الوصول إلى المحال التجارية نتيجة وجود عمليات قنص على كثير من طرق المحافظة كما في طريق قنوات مثلاً.
معظم الأفران مغلقة هذا اليوم نتيجة الأوضاع الأمنية، ويزداد الأمر سوءاً نتيجة حركة النزوح الكبيرة، التي أدت إلى اكتظاظ في المنازل وبالتالي حاجة أكبر للمواد الغذائية والخبز، ومعظم العائلات لا تمتلك مؤونة كافية لمواجهة مثل هذه الظروف.
وأطلقت المشافي في المحافظة نداء استغاثة، سواء لناحية تراجع مخزون المستلزمات الطبية والحاجة للأمصال ومستلزمات الإسعاف، أو لناحية الحاجة إلى كوادر طبية ورغم الاستجابة الكبيرة يوم أمس إلا أن الاستجابة ضعيفة اليوم نظراً لاستحالة الوصول بسبب الوضع الأمني وخطورة الطريق.
صباح اليوم فارق طبيب الجراحة 'طلعت فوزي عامر' حياته، خلال محاولة الوصول إلى المشفى الحكومي في المدينة استجابة لنداء الاستغاثة، وفق ما ذكرت شبكة الراصد، ويوم أمس خسرت الطبيبة 'فاتن هلال' حياتها إثر إصابتها بطلق ناري في الرأس خلال توجهها إلى ذات المشفى صباحاً.
وتتحمل المشافي فوق قدرتها الاستيعابية، وبحسب المصادر فإن عشرات المصابين يتلقون العلاج في المشافي العامة والخاصة بظروف قاسية مع عجز كبير بالمستلزمات من ضمادات ومعقمات، وشغل كامل لغرف العمليات على مدار الساعة.
بدوره قال مدير مشفى صلخد، 'لؤي الشوفي'، في تصريحات نقلتها شبكة الراصد أن المشفى يستقبل يومياً عشرات الحالات، تجاوز عددها 40 حالة، مشيراً أن المشفى لا يستطيع التعامل مع الإصابات الخطرة في الرأس والصدر لمحدودية الإمكانات.
وبحسب الشبكة، فإن قوى الأمن العام قامت بتحصين حاجز على مدخل المشفى الحكومي، مع وجود دبابة أمام المشفى ما أثار الذعر بين الأهالي وانقطاع الطريق، وأشارت الشبكة إلى وصول عدد من الأطفال المصابين صباح اليوم للمشفى بينهم طفل من آل عزام فارق الحياة نتيجة تأخر عملية إسعافه.
وأطلق مدنيون وأطباء نداء استغاثة لوضع حد للاشتباكات ومراعاة الوضع الإنساني واحتياجات الأطفال للحليب والمستلزمات الأساسية.
في غضون ذلك نعى ناشطون أقارب لهم في السويداء، بينما قال آخرون مغتربون إنهم فقدوا التواصل مع أقاربهم وعوائلهم داخل المدينة، مطالبين بفتح ممر إنساني للمدنيين وتحييدهم عن الصراع.
وكان ناشطون في مدينة حلب رفعوا لافتات رفضوا فيها الحل العسكري، والفتنة والطائفية، وسط دعوات للتهدئة التي لا يوجد أي بوادر لها حتى الآن.
يذكر أن رئاسة الجمهورية في 'سوريا' أصدرت بياناً أمس أكدت فيه على ضرورة التزام كافة الجهات العامة والخاصة المدنية والعسكرية بمنع أي تجاوز أو انتهاك تحت أي مبرر كان.
وقالت الرئاسة أنها تنطلق من حرص الدولة على صون الحقوق وحقن الدماء وسيادة القانون وضمان انتظام مؤسساتها، فإنها تكلّف الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يثبت تجاوزه أو إساءته مهما كانت رتبته أو موقعه.
وجاء البيان بعد انتشار مقاطع مصورة من 'السويداء' توثّق ارتكاب عناصر دخلوا مع قوات وزارتي الدفاع والداخلية إلى المحافظة، لانتهاكات بحق مدنيين بينهم شيوخ وإطلاق عبارات طائفية واعتداءات على رموز دينية ووطنية وتهديدات بالإبادة.
بدورها أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً أدانت فيه غارات قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أدت إلى سقوط ضحايا من عناصر الجيش والأمن والمدنيين، وأكّدت أن الدولة السورية متمسكة بحقها في الدفاع عن أراضيها وشعبها، وحرصها على حماية جميع أبنائها دون استثناء وفي مقدمتهم أبناء الطائفة الدرزية.
وقال بيان الخارجية أن 'الموحدين الدروز' طالما كانوا مثالاً في الوطنية والشرف والبطولة في الدفاع عن الأرض والوطن، ودعت أهالي السويداء للوقوف خلف الدولة والجيش ورفض الانجرار خلف أي مشاريع مشبوهة أو دعوات فوضوية بحسب البيان.