اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
الجماهير || رفعت الشبلي..
بعد سقوط النظام البائد وعودة أبناء ريف حلب الجنوبي إلى قراهم، وجدوا أنفسهم محاصرين من قِبل قلة المياه وتخريب متعمد لشبكات المياه، بالإضافة إلى تدمير العديد من الآبار التي كان الأهالي يستخدمونها للشرب والري. علمًا أن أغلب القرى لم تحصل على مشاريع مياه شرب أصلاً، وبعض المشاريع المعلنة لم تفعل بعد وتحتاج إلى دعم لوجستي.
وفي ظل ظرف مائي استثنائي تمر به البلاد، تواجه شركة المياه تحديات كبيرة. فهل هناك خطة إسعافية عاجلة لتأمين احتياجات الريف الجنوبي من المياه؟ وهل من الممكن توزيع مياه الشرب بشكل دوري، على الأقل يومين في الأسبوع، عبر خزانات ثابتة تعبأ من قبل الشركة؟
تواصلت 'الجماهير' مع أهالي القرى التي تعاني من نقص حاد في المياه، حيث أوضح عبد الحميد حميدي أن قرية تلباجر تعاني نقصاً شديداً في مياه الشرب والتنظيف، مع تدمير بئر القرية الذي يغذي عدة قرى، وهو في حاجة للصيانة. يطالب الأهالي من شركة المياه توزيع مياه شرب بواسطة صهاريج كبيرة حتى نهاية الصيف، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ يكلف أقل صهريج حوالي 400 ألف ليرة سورية.
وأفاد إبراهيم اليوسف من مزرعة رسم الورد أن الأهالي يشترون مياه الشرب إما من بلدة الحاضر أو من قرية إسلامين بمحافظة إدلب، بتكلفة تصل إلى حوالي 600 ألف ليرة للصهريج. مع أن شبكة المياه موجودة، إلا أنها بحاجة إلى تفعيل وصيانة.
أما محمود الأمين من أهالي أم الكراميل، فذكر أن السكان يشترون المياه من خلال صهاريج من بلدة بلاس أو الحاضر، بتكلفة تقارب 700 ألف ليرة، ويكفي الشرب حوالي عشرين يوماً تقريباً.
وفي جزرايا، أوضح علي الدبوس أن مياه الشرب متوقفة بسبب تلوث الآبار، وأن شركة المياه تقول إن بئر القرية غير صالح للشرب. يطالب الأهالي بتزويد القرية عبر صهاريج كبيرة وتفريغ المياه في خزانات صغيرة، مع الإشارة إلى أن مشروع إرواء قرى جزرايا، تل علوش، دريكيلة، تل العقارب، وأم الكراميل، المنجز منذ 2010، لم يُشغل حتى اليوم، رغم توفر الآبار.
تواصلنا أيضاً مع المهندس جمال ديبان، المدير العام للشركة العامة لمياه الشرب بحلب، الذي أكد أن الواقع المائي في ريف حلب الجنوبي سيئ جداً، نظراً لتلوث الآبار الناتج عن وجود نهر قويق واستخدام الأهالي لمياهه في ري الأراضي، مما أدى إلى تلوث الآبار. وتعمل المؤسسة على مسارين:
1. حفر آبار بعيدة غير ملوثة ودفع المياه إليها.
2. التعاون مع المنظمات الإنسانية لإنجاز مشروع الريف الجنوبي، الذي يتضمن تنفيذ خط بطول 15 ألف متر وتوسعة الشبكات داخل القرى.
ورغم ذلك، أكد المهندس ديبان أن المؤسسة غير قادرة على توزيع المياه بشكل منتظم، بسبب نقص الآليات الجاهزة والنقص الحاد في وسائل النقل. ويعاني العديد من قرى المنطقة، بينها بانص، تلباجر، مريودة، مكحلة، تل ممو، العزيزية، حوير العيس، زمار، طلافح، الجديدة، العثمانية الكبيرة، جزرايا، دريكيلة، أم الكراميل، تل العقارب، وغيرها، من أزمة عطش شديد، مع العلم أن غالبية هذه القرى تمتلك شبكات مياه تتطلب الصيانة الضرورية، وسط ظروف الصيف الحار.
#صحيفة_الجماهير