اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
من داخل مطبخ منزلها المتواضع في السويداء، نجحت السيدة علا الحلبي في تحويل هوايتها وشغفها بصناعة الحلويات التراثية إلى مشروع صغير ناجح أطلقت عليه اسم 'مطبخ كنز'، متحدية الواقع الاقتصادي الصعب، ومعتمدة على معدات منزلية بسيطة وجهد كبير لمساعدة أسرتها.
'علا'، وهي من مواليد عام 1984، وأم لطفلين، عملت منذ سنوات طويلة موظفة في دائرة الخدمات الفنية، لكن روتين العمل اليومي والشعور الدائم بعجز الراتب عن تغطية احتياجات أسرتها دفعها للبحث عن متنفس يحقق لها دخلاً إضافياً ويشغل وقتها بشكل مفيد، وقد وقع الاختيار على مشروع المطبخ المنزلي في أوقات الفراغ، لأنها تحب الطبخ وصناعة الحلويات.
تقول 'علا' لـ'سناك سوري': «مع كل عام يكبر به الأولاد أخذت أشعر أن أوقات الفراغ أصبحت أكبر رغم التزامي بدوامي الوظيفي كوني موظفة وأنجز واجبات الأولاد والمنزل، ويتبقى لي ساعات أخذت أبحث عن عمل يشغلها ويعود على عائلتي بالنفع والفائدة، وكانت البداية بصناعة الحلويات، التي حملتها معي ضيافة لرفاق أولادي في الملعب عندما يشاركون في التدريبات وفي منزلي وكل من تذوقها يعرب عن إعجابه وهذا ما شجعني لخوض التجربة بكميات صغيرة من البرازق التي أتقنها والغريبة والمعمول وكل من اشترى كمية صغيرة أعاد الطلب».
تعتمد علا في مشروعها على أواني منزلية وفرن تقليدي صغير وآخر كهربائي، وتحرص على تجهيز خليط الحلويات بأوقات التقنين لخبزه حين عودة التيار الكهربائي بهدف توفير الغاز وتخفيض تكاليف الإنتاج قدر الإمكان، كما بدأت تلبي طلبات الأكلات التراثية مثل الكبة والمناسف والمندي والكبسة، لا سيما في الأعياد والمناسبات الاجتماعية والعائلية.
وخلال مواسم الأعياد والمناسبات، تنشغل الأم الشابة بالعمل لساعات طويلة، تقول لـ'سناك سوري': «فرحة كبيرة دخلت قلبي في أول عيد أم حاولت فيه تلبية أكبر عدد من الطلبيات، خاصة لكبيرات السن، تلقيت منهن كلمات محبة وإعجاب بما أقدّمه، وشعرت بأهمية هذه الخدمة، فأنا أم وأدرك معنى اللقاء مع الأبناء حين يحملون معهم وجبات لذيذة، الأمر نفسه تكرر في عيد الأضحى والمناسبات العائلية».
علا، المولودة عام 1984، تعلّمت فن الطبخ على يد والدتها، وأتقنته بمهارة، لكنها تسعى اليوم إلى تطوير مهاراتها من خلال تجريب وصفات جديدة تضيفها لعائلتها، وتبتكر نكهات وطرقاً خاصة بها، ورغم بساطة الإمكانيات، ترى في كل إنجاز صغير خطوة نحو حلم أكبر، وتؤمن أن الغد يحمل الأفضل، مع توسع دائرة الزبائن واتساع الأمل.
تقول: «أعمل منذ أكثر من 12 عاماً موظفة في دائرة الخدمات الفنية، قضيت فيها سنوات ضمن روتين يومي ممل، وشعور دائم بعجز الراتب عن تغطية متطلبات الأسرة، أما اليوم، فقد تغير نمط حياتي، ازدادت ساعات العمل والمواعيد، وارتفعت المسؤوليات، لكنها منحتني سعادة داخلية كبيرة رغم التعب الجسدي، وقتي الآن منظم ومثمر، أتعاون مع زوجي وأولادي وعائلتي لتحقيق حلمي بتطوير المشروع، والتوسع في المعدات والإنتاج وتحسين واقعنا».
علا واحدة من نساء كثيرات في سوريا، قرّرن مواجهة الأزمات بالعمل، فوضعن اليأس جانباً، وبدأن بمشاريع صغيرة أضاءت قناديل الفرح في بيوتهن، مستثمرات في الإرادة، وراغبات في كسر طوق الواقع الاقتصادي القاسي، وجدن في المبادرة والعمل طريقاً يتغلب على الظروف، مهما كانت الصعوبات.