اخبار سوريا
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة خاصة مع قناة 'الميادين'، أن العدوان 'الإسرائيلي' المستمر على لبنان يتم بإرشاد ودعم مباشر من الولايات المتحدة،
معتبرًا أن هذا التصعيد جزء من الضغوطات المفروضة على المقاومة، مشددًا على أن حزب الله لن يلتزم الصمت في مواجهة هذه الاعتداءات، قائلًا: 'الآن جاهزون، فقط، نحن نرمم، ونتعافى'.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن المقاومة نجحت في منع العدوّ من تحقيق أهدافه على الأرض، ما دفع 'إسرائيل' إلى القبول باتفاق وقف إطلاق النار، موضحًا أن هذا القرار لم يأتِ بطلب من إيران، بل اتّخذته قيادة الحزب بالتوافق مع حركة أمل.
وفي الجانب الأمني، أوضح الشيخ قاسم أن طيران العدوّ 'الإسرائيلي' نفذ عمليات رصد وتصوير على مدى 17 عامًا، ما سمح له بتتبع التغيرات الجغرافية وجمع كميات هائلة من المعلومات، تفوق بكثير ما يمكن أن توفره العمالة البشرية. ولفت إلى أن التنصت والطائرات المسيّرة كانت المصادر الأهم لهذا الكم من البيانات. وأضاف أنه لم يثبت حتّى الآن وجود خرق بشري واسع داخل الحزب، لا في صفوف القادة ولا الشخصيات الأساسية، مشيرًا إلى أن نتائج التحقيقات ستُعلَن فور اكتمالها.
وبيّن الشيخ قاسم أن الحزب تعرض لهجوم غير مسبوق، شمل 1600 غارة جوية وتفجيرات استهدفت أجهزة 'البيجر' والاتّصالات اللاسلكية، ما أدى إلى استشهاد الأمين العام وقادة ميدانيين. ومع ذلك، قال إن المقاومة استعادت توازنها ونهضت بفضل 'العقيدة، الإيمان، والصلابة' التي يتمتع بها كوادرها.
وذكّر الشيخ قاسم بواقعة شحنة 'البيجرات' المفخخة التي كانت موجودة في تركيا، موضحًا أن الحزب تواصل مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي للتدخل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهدف تفجيرها قبل استخدامها، إلا أن التفجير حصل بعد وقوع بعض الأضرار.
وفي ما يتصل ببنية الحزب خلال المعركة، أشار الشيخ قاسم إلى أن جميع مواقع القيادة العسكرية كانت مشغولة بالكامل، وقد وُضعت البدائل بسرعة، مؤكدًا أن 'الحزب يتعافى وقد رمّم بنيته العسكرية وهو جاهز الآن'.
وفي حديثه عن استشهاد السيد حسن نصر الله، أوضح الشيخ قاسم أن الحدث لم يكن مفاجئًا للعالم فحسب، بل حتّى للحزب، واصفًا إياه بأنه 'خسارة لا تعوّض' لما كان يمتلكه من قدرات ورؤية وزخم. وأضاف: 'لا نبكي لأنه غادر، بل لأنه لا يُعوّض'، مؤكدًا أن الشهادة لا تُوقف المسيرة بل تغذّيها.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنه بادر للظهور الإعلامي بعد ثلاثة أيام من الاستشهاد، بالتنسيق مع السيد هاشم صفي الدين، لتأكيد ثبات المسيرة، مشيرًا إلى أنه أدار المرحلة بناء على خبرته الطويلة كنائب للأمين العام وعضو شورى القيادة لمدة 32 عامًا.
هذا وأعرب الشيخ قاسم عن اعتقاده أنّ الساحة في لبنان 'ستشهد من الآن إلى نحو شهر حراك سياسي عند الحزب، بحيث واسع وشامل، مع كل الأطراف، وبالتالي يجري العمل على تنسيق وتنظيم وتوزيع الأدوار وتوزيع المهام'.
وأعلن الشيخ قاسم عن تكليف مجموعة من اللجان لدراسة استراتيجيات العمل للمرحلة القادمة، موضحاً أنّه 'يجب الاستفادة من السلبيات والإيجابيات من المرحلة الجديدة وأخذ الدروس والعبَر، ورؤية ماذا هناك من أمور تحتاج لتعديلات، بالأساليب وطرق العمل لأنّ الثوابت ثوابت'.
وأكد الشيخ قاسم أن حزب القوات اللبنانية 'جعلنا شغله الشاغل ليل نهار، ولديه تطابق أفكار مع العناوين التي تطرحها إسرائيل،بحيث لا يترك للصلح مكان'.
أمّا بالنسبة إلى حزب الكتائب، فأكّد الأمين العام لحزب الله أنّه 'لا مشكلة بالحوار معه'، مشيراً إلى 'حصول لقاءات كثيرة تحت الهواء وبعيد عن الإعلام، لكن بشكل متقطع'.
وفي ما يتعلق بتيار المستقبل، فقال الشيخ قاسم إنّ 'هناك تواصل معه، بحيث تجري لقاءات متباعدة'، مشيراً إلى عدم جود أي مشاكل مع شخصيات تيار المستقبل.
وعن الضغوط الإقليمية، أوضح الشيخ قاسم أن أميركا وبعض الدول العربية حاولت الضغط على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لاستخدام القوّة ضدّ الحزب، محذرًا من محاولات لاستخدام الساحة السورية للإضرار بلبنان، مشيرًا إلى أن الحزب تلقى تقارير من جهات أجنبية وعربية تشير إلى هكذا النوايا.
وشدّد الشيخ قاسم على أن تجريد لبنان من سلاح المقاومة يعني تجريده من قوته، محذرًا من تهديد وجودي يتعرض له شيعة لبنان، وداعيًا إلى وقف الخطاب الفتنوي ضدّهم.
وحول الوضع في سورية، قال الشيخ قاسم إن لا علاقة للحزب بالوضع الداخلي السوري، لكنّه أعرب عن أمله بأن يضمّ نظام الحكم هناك كلّ الأطياف، وأن يقف الجميع في وجه 'إسرائيل' والتطبيع، مؤكدًا ثقته بأن الشعب السوري لن يقبل بهذه الموجة.
وفي العلاقة مع الجمهورية الإسلامية، جدّد الشيخ قاسم التأكيد على أن العلاقة مع إيران بقيادة الإمام الخامنئي 'علاقة وفاء ومنعة، وهي خط أحمر'، مشيدًا بدعم طهران غير المحدود للمقاومة. كما حيا اليمن على موقفه الداعم لغزّة، والعراق بمرجعيته وحشده وشعبه، داعيًا إلى الحفاظ على وحدة محور المقاومة.
وفي ما يخص قوات 'اليونيفيل'، قال الشيخ قاسم إن الحزب لا يعارض التمديد لها، لكنّه يرفض دخولها إلى الأملاك الخاصة أو المنازل دون تنسيق مع الجيش اللبناني.
وختم الشيخ قاسم بالتأكيد على وحدة الحزب الداخلية، قائلًا: 'نحن سمن وعسل حتّى لو اختلفنا في بعض التفاصيل. القيادة واحدة، والنهج واحد'، مضيفًا أن أولويته هي الحفاظ على الخط الذي رسمه الشهيد السيد نصر الله، 'لأنه أساس وجود الحزب والمفتاح الرئيسي لاستمراره'.
وفي السياق اللبناني، أكد الشيخ قاسم التزام الحزب بـ'الوحدة الوطنية'، وضرورة 'بناء الدولة، واحترام الدستور، وتطبيق اتفاق الطائف بكل مواده'، مضيفاً: 'نريد لبنان موحداً وقوياً، قائماً على قدميه، رغم وجود خلافات رأي'.
وفي ختام المقابلة، تحدّث الشيخ قاسم شخص الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله، مؤكّداً أنّه 'قائد قلّ نظيره في العالم، بل قلّ نظيره عبر التاريخ'.
وأضاف أنّ 'السيد نصر الله أسس لمشروع من أخطر وأصعب المشاريع، وحوّل لبنان بشعبه وإيمانه إلى هذا المستوى من العطاء في مواجهة العدو الإسرائيلي'.
وأضاف: 'الحقيقة أن حبّي له عميق جداً، رغم أنّه القائد، لكن من قال إنّ الحبّ له مراكز ورسميات؟ هذا الحبّ يدخل إلى القلب'.
ووجّه الشيخ قاسم رسالة إلى روح السيد نصرالله قائلاً: 'أقول لسماحة السيد، قدّس الله روحه، مع أننا نفتقدك، كنا نودّ أن تكون موجوداً بيننا، فقد كنت ترفع حملاً عنّا جميعاً، وخصوصاً عنّي. أنا واحد من الناس الذين كانوا ينتظرون كلمتك، لأنك تتحدث بطريقة تبرد القلب وتقوّي العزيمة'.
وتوجّه الشيخ قاسم إلى الشهيد الأسمى السيد حسن بالقول: 'أنت ارتقيت وحصلت على ما تريد، على وسام الشهادة'.
وختم بالقول: 'نحن أطلقنا شعار (إنّا على العهد)، نحن مستمرون. واطمئن، هناك قيادات، كوادر، مجاهدون، جرحى، أسرى، شعب، إخوة وأخوات من مختلف الأعمار سيكملون الطريق، وسيُعطون نتيجة عظيمة. فهذه مسيرة طويلة فيها صعود وهبوط، لكنها في كل حال، مسيرة ربح كبير'.