السيلاوي، فضيحة بجلاجل.. مراد داغوم

السيلاوي، فضيحة بجلاجل.. مراد داغوم

مغالطات بالجملة ارتكبها جمهور المعلقين السوريين على نتائج حفل 'حسام السيلاوي' الذي أقيم على مسرح دمر المكشوف/دمشق، الأسبوع الماضي.

السيلاوي، فضيحة بجلاجل..

المغالطة الأولى: لا أعرفه/ لم أسمع به>> إذن فهو سيّء! يا حضرة المعلِّق الأشوس، متى كانت آخر مرة دخلت فيها إلى اليوتيوب وكتبت: (أغنيات جديدة 2022)؟ لم تفعل؟ إذن أنت لست مهتماً بالموضوع، فما معنى رأيك الهدّام؟ أنت تتلطى وراء الفيسبوك لتبث تعليقاتك، لكن الجيل z يقضي نصف يومه في الاستماع، هو أقدر منك على الحكم. أغنية للسيلاوي تخطت 90 مليون مشاهدة وأنت لم تسمع به، الذنب ذنبك وليس ذنبه ولا ذنب محبيه، فلا ترمِ ذنوبك على الآخرين وتشطب 6 سنوات من تاريخ فنان مجتهد!.

المغالطة الثانية: فتى في بداية العشرينات، أين هو من أم كلثوم وصباح فخري، مجد تاريخنا وتراننا العريق! المغالطة هنا هي المقارنة غير العادلة، زمنياً ومنطقياً، وهي مقارنة جوفاء. منطقياً: لا يحق لك مقارنة 'الكوسا' مع 'كرسي المائدة' حول (أيهما أكثر تسلية أثناء حضور مباراة كرة قدم). المغنون الشباب في 2022 ليسوا أم كلثوم وصباح فخري في ستينات القرن الماضي، يمكنك مقارنة 'السيلاوي' و'عمر سليمان' على أبعد تقدير.

المغالطة الثالثة: هذا مغنّي اشتهر على منصات التواصل الاجتماعي فقط >> إذن فهو لا يصلح لحفلات المسارح! في مقال حديث على صفحات موقع 'اندبندنت عربية'، جاء فيه: ((بات اللاعبون غير التقليديين في سوق الغناء بالعالم العربي، يمسكون بأيديهم خيوط الصناعة، فإذا كانت المحطات التلفزيونية وشركات الإنتاج الكبرى تختار فئة معينة من المطربين لتضعهم في بؤرة الضوء، جاءت منصات البث الموسيقي لترسي قواعد جديدة للمنافسة والنجاح، أبرزها أن من حق الجميع أن يجد من يستمع إليه، وليس شرطاً أن تقف وراء كل صوت مؤسسة كبرى أو شبكة راسخة من وسائل الإعلام متنوعة الإصدارات … فكرة التطبيقات التي لا تعرف حدوداً جعلت الإنتاج الموسيقي العربي ينتشر في أنحاء العالم، ومن ثم نجد أغنيات شديدة المحلية تحقق مراتب متقدمة للغاية في قوائم الاستماع على مستوى العالم، ويصبح لها بلمسة واحدة مستمع عالمي وجمهور من شتى بقاع الأرض، لذلك فإن تلك التطبيقات نقلت اقتصاد الصناعة لمستوى أعلى من الأرباح والشهرة، والأفضل من ذلك بالنسبة للفنانين هو الهروب من مطاردة بعض المؤسسات التي تهدد بالمنع والحجب والحرمان وإيقاف الحفلات في حال خرج أحدهم عن القوالب الرقابية سابقة التجهيز.)). مغالطتك هذه عزيزي المعلِّق أوهى من خيط العنكبوت، فلا تظنن أنك أعدت فتح الأندلس!.

المغالطة الرابعة: قال السيلاوي في مقابلة له عندما سٌئِلَ عن مثله الأعلى: (ليس عندي مثلٌ أعلى) >> إذن فهو فنان فارغ! مغالطة (رجل القش) الشهيرة، واجتزاء لسياق كلام السيلاوي الذي قال: (أٌفَضِّل أن أقدم ما في خيالي الخاص من فن على أن أسير وراء أعمال مَثلٍ أعلى)! كلام يشبه ما قالته وردة الجزائرية منذ عقود كخبر ثانوي على صفحات مجلة 'الشبكة' عندما تم توجيه سؤال 'من هي خليفة أم كلثوم' لكبريات مطربات تلك الأيام، فأجلبت: (أُفَضِّل أن أكون وردة الأولى على أن أكون أم كلثوم الثانية). هذا الشاب واسع الثقافة، وليس كما تحاولون تصويره، فبالإضافة إلى كونه طالباً جامعياً مُجِدّاً، هو مكافح عارك الحياة بكل مصاعبها منذ نعومة أظفاره كما روى بنفسه محاربة مجتمعه القبلي لعائلته الصغيرة ومشاركته في ردِّ الأذى عن والده وهو ما زال مراهقاً، كما تحدَّث مطوَّلاً عن اعتزازه بأبيه ومحبته وثقته الكاملة به بحيث أنه إلى اليوم يستشيره في كل كبيرة وصغيرة في حياته العاطفية والمهنية. إنسان على خلق رفيع كهذا الشاب لا تجدي ضِدَّهُ محاولات من قبيل (رجل القش) التي أجهدتم أنفسكم بها.

المغالطة الخامسة: جيل مارق، تنبغي محاكمته من قبل ذويه على ردود أفعاله الشاذة. المغالطة مضاعفة هنا: محاكمة أذواق الناس، واستنكار سنن الطبيعة في اختلاف مشارب الأجيال وكأنكم لم تخالفوا أذواق أهاليكم من قبل. وتلك أخطر نتيجة ارتكبها جمهور المعلقين بحق جيل نشأ في أقسى ظروف يمكن أن يمر بها طفل أو مراهق في العالم، والتقليل من أهمية ذلك هو استهتار بمشاعر هذه الملايين من اليافعين والشباب. لن تغفر لكم تلك الصبية محاكمتها الظالمة واتهامها بأشنع الصفات لأنها فقط كانت أضعف من عاطفة الفرح التي تملكتها. لقد كنتم قساة القلوب على جيل كامل عبرها.

المغالطة السادسة: هذا المغني لا صوت ولا صورة وأغانيه هابطة المغالطة التي تقعون فيها دائماً هي الخلط ما بين 'إبداء الرأي' وبين إطلاق 'أحكام التقييم'! حتى الرحابنة مع فخامة اسميهما لم يتورطا بإطلاق (حكم قيمة) بحق أصغر الفنانين؛ أحكام الإعجاب وعدمه هي حق مشروع ومحترم للجمهور، لكن أحكام التقييم مرفوضة قطعياً إذا لم تكن من مختص محايد.

المغالطة السابعة: هذا المسرح ملك وزارة الثقافة >> إذن لا يجب أن يعتليه إلا بافاروتي أو بوتشيلي وضعت الوزارة ثقتها في الشركة المنظمة للحفل، وفي رأيي أن الطرفين قد أحسنا الاختيار، لقد اختارت الشركة اسماً لمغن ٍشاب وسيم مجتهد، ليس في كلماته أي إسفاف، وألحانه موزعة بأسلوب مدروس ومتقن، ليس لي عليه سوى مأخذ واحد فقط وهو اعتماده على ستايل واحد لكل أغانيه، وأتوقع أنه سيقوم بتنويع مقبول في أعماله القادمة فهذه هي السنة السادسة فقط من مشواره الفني (ابتدأ عام 2016)، عندما كان 'راغب علامة' في مثل عمره الفني كنتم تصفقون طرباً لأغنية (بععععععععععطيها.. بععععععععععطيها)!.

من جهة ثانية، حققت الوزارة دخلاً طيباً تشكر عليه الشركة والفنان والجمهور. . يمكن تعداد مغالطات أخرى كثيرة في هذا الحدث، سأكتفي بما أوردت. كنت أتمنى لو أجلتم محاكمتكم لحفلة مطرب المهرجانات المصري، كنت سأصطف معكم بكل تأكيد.

*مؤلف وموزع وناقد موسيقي – سوريا

-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

الوسوم