اخبار سوريا
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—وجهت إسرائيل ضربات استهدفت مواقع في العاصمة السورية، دمشق، الأربعاء، وذلك ضمن عمليات قالت إنها تهدف لحماية الأقلية الدرزية في منطقة السويداء، وذلك قبل إعلان الحكومة السورية، أن قوات الجيش بدأت الانسحاب.
وجاء الانسحاب بعد أن أعلن مصدر في وزارة الداخلية السورية وأحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار يقضي بدمج السويداء بالدولة في حين رفض الرئيس الروحي للطائفة حكمت الهجري هذا الاتفاق داعيا لمواصلة القتال حتى 'تحرير المحافظة' مما وصفها بـ'العصابات'.
وقال المصدر في الداخلية لوكالة الأنباء الرسمية إنه تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار و'نشر حواجز أمنية في المدينة واندماجها الكامل ضمن الدولة السورية'.
من جانبه، تلا أحد شيوخ العقل الثلاثة في السويداء، يوسف جربوع، في تصريحات متلفزة، بنود الاتفاق التي نصت على 'وقف إطلاق النار وضمان الأمن والاندماج الكامل للمحافظة ضمن الدولة السورية... إيقاف كامل لجميع العمليات العسكرية بشكل فوري والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري أو أي شكل من أشكال الهجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها مع إعادة قوات الجيش إلى ثكناتها'.
وتابع جربوع قائلا إنه تم الاتفاق على 'تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ الكرام للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به.. ونشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء في جميع أنحاء مدينة السويداء والمناطق المجاورة بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين.. الاستعانة بضباط وعناصر الشرطة الأكفاء والشرفاء من أبناء محافظة السويداء لتولي مهام قيادية وتنفيذية في إدارة الملف الأمني في محافظة السويداء'.
وأردف جربوع قائلا إن الاتفاق تضمن 'احترام حرمة البيوت وحياة المدنيين وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة داخل المدينة أو في أي منطقة من مناطق محافظة السويداء مع الالتزام بحمايتها من أي اعتداء أو تخريب'.
وأضاف شيخ عقل الموحدين الدروز أنه تم التوصل إلى 'التوافق على آلية لتنظيم السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الدفاع بما يضمن إنهاء مظاهر السلاح خارج إطار الدولة للتنسيق مع الوجهاء والقيادات المحلية والدينية مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والتاريخية لمحافظة السويداء... الاندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة السورية والتأكيد على السيادة الكاملة للدولة السورية على جميع أراضي محافظة السويداء بما في ذلك استعادة كافة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض'.
وتضمنت البنود أيضًا: 'العمل على ضمان حقوق كافة المواطنين في السويداء من خلال قوانين تضمن العدالة والمساواة من جميع مكونات المجتمع السوري ودعم السلم الأهلي... تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق والتحقيق في الجرائم والانتهاكات والتجاوزات التي حصلت وتحديد المتسببين مع تعويض المتضررين ورد الحقوق لأصحابها... تأمين طريق دمشق - السويداء من جانب الدولة وضمان أمن المسافرين... العمل على إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المغيبين'.
بالمقابل، رفض الهجري، أي اتفاق مع الحكومة السورية الحالية، ودعا المقاتلين لمواصلة القتال حتى 'تحرير' المحافظة، قائلا في بيان نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز عبر فيسبوك: 'إلى أهلنا الكرام، وإلى شبابنا الأبطال المدافعين عن الأرض والعرض والدين، نُحيي فيكم روح البطولة والكرامة، ونُهيب بكم مواصلة التصدي للعصابات الإرهابية المسلحة الإجرامية، التي أتت لتفتك بأهلنا وتُبيد وجودنا، فارتكبت أبشع الجرائم من قتل وسرقة ونهب، وأحرقت البيوت والمشافي ودور العبادة دون تمييز من دين أو ضمير، ودون تمييز بين صغير أو كبير، بين رجل أو امرأة'، حسب قوله.
وتابع الهجري: 'إننا في الرئاسة الروحية نؤكد على ضرورة الاستمرار في الدفاع المشروع، واستمرار القتال حتى تحرير كامل تراب محافظتنا من هذه العصابات دون قيد أو شرط، ونعتبر ذلك واجبًا وطنيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا لا تهاون فيه'.
وأردف الرئيس الروحي للموحدين الدروز قائلا: 'ندعو ما تبقى من فلول هذه العصابات إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم لشبابنا الأبطال. ونُشدد على أبنائنا، أن من يسلّم سلاحه فهو في عهدتنا، فلا يُهان ولا يُنكّل به، فهذا من شيمنا وأخلاقنا التي تربّينا عليها، ولا نقابل الباطل بمثله، بل نرتقي عليه بثبات الحق وعدالة القيم'.
وأضاف الهجري: 'كما نؤكد للرأي العام المحلي والدولي، أنه لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع هذه العصابات المسلحة التي تُسمّي نفسها زورًا حكومة. ونُحذّر من أن أي شخص أو جهة تخرج عن هذا الموقف الموحّد، وتقوم بالتواصل أو الاتفاق من طرف واحد، ستُعرض نفسها للمحاسبة القانونية والاجتماعية دون استثناء أو تهاون'.
وبين الجهتين خرج الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، فجر الخميس، بخطاب أشعل تفاعلا واسعا إذ بيّن خلفيات قرار الانسحاب من السويداء أمام دخول حرب أوسع موجها انتقادات لإسرائيل في الكلمة التي وصفت بأنها أقوى تصريح له منذ توليه السلطة في سوريا.