اخبار سوريا
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
عن فكرة للممثل والمخرج والكاتب السوري كفاح الخوص وإشرافه عرضت في دمشق مسرحية 'اليوم السابع'.
في عتمة لا يحدها زمان ولا مكان، يقيم الدكتور إكس مختبره السري، فضاء مغلق أشبه بحلبة ذهنية، حيث يصبح العقل الإنساني موضوعا لتجربة لا تعرف الرحمة. هنا يجمع أربع أرواح مهمَّشة، يضعها تحت مجهر القلق والضغط والعزلة، ليختبر هشاشة ذواتها وقدرتها على الانهيار.
ستة أيام من التلاعب النفسي تكفي ليقودهم إلى الاعتراف بما لم يقترفوه، مؤكدا أن نجاحه العلمي، في عينه، أسمى من أي قيمة إنسانية.
شخوص العرض
الأربعة هم: مراد، سعيد، سلوى، وحميد.
* مراد، شاب باع كليته تحت ضغط الحاجة، فعاش عجزا يقوده إلى هاجس الانتقام ممن أوصلوه إلى حافة العدم، فيما يلاحقه جرح مقتل شقيقه على يد عصابة انضمّ إليها طمعا بالمال.
* سلوى، طفولة مثقلة بالتعذيب وقسوة البيت، تتنقل بين زواج منهك وأمومة جريحة، وتحمل في ذاكرتها فكرة القتل كحقيقة موازية، تغذيها يد البروفيسور نفسه.
* حميد، مثقل بذكرى أم غائبة تحمل عارا وأب قاس، يترنح في اضطراب نفسي يفقده الثقة بنفسه ويؤجج في داخله رغبة الانتقام من أبويه.
* سعيد، يحاول الاحتماء بالسخرية والدفاع المستميت عن صورته، لكن جدران ذاته تتصدع شيئا فشيئا.
مونودرامات متشابكة
يحول المخرج كفاح الخوص هذه الحكايات الفردية إلى مونودرامات متجاورة تتقاطع وتتشابك، فيخلق كيمياء مسرحية متينة على الرغم من بساطة أدوات الإضاءة والديكور وخشبة العرض.
يمتد العمل على سبعة أيام تمثل مراحل تفكك ومواجهة وانكشاف. في هذه المنطقة الرمادية بين الواقع والوهم، تتفجّر الاعترافات وتتكشّف الوجوه الحقيقية تحت وطأة الجوع، الذنب، والهلاوس السمعية والبصرية. ومع تصاعد الأحداث، تتحول الجريمة إلى سؤال وجودي، ويذوب الحدّ الفاصل بين القاتل والضحية، بين من يَحكم ومن يتعذب.
سرد بصري مكثف
يستند العرض إلى اللهجة السورية المحكية النابضة، وإلى سرد بصري مكثف: فيديوهات أرشيفية، إضاءة متقلبة، إيقاعات جسدية، وهمسات صوتية خانقة. هذه الوسائط ليست مجرد خلفية، بل جزء من التجربة الحسية التي تدفع الجمهور إلى مساءلة مفاهيم العدالة، العقاب، والمغفرة.
وفي اليوم السابع، ذروة الاختبار ولحظة الانكشاف، تنفجر لحظة اعتراف كبرى تقلب فيها أدوار السلطة ويُعاد تعريف الذنب خارج أروقة المحكمة وفي أعمق زوايا النفس.
'اليوم السابع' ليست مجرد حكاية عن جريمة وعقوبة، بل مواجهة قاسية مع هشاشة الإنسان حين يجبر على النظر في مرآة ذاته العارية، حيث لا مهرب من الحقيقة، ولا خلاص من الصمت.
العرض من بطولة: أحمد ناصيف، مفيدة البزرنجي، سامر السمان، عبادة العبود، ريان الخوص وفكرة وإخراج كفاح الخوص واشراف عام عجاج سليم.
المصدر: RT