اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
أعلنت الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء 'عمران' عن توقيع عقد استثماري مع مجموعة 'كيو بي زد' الإماراتية، لاستثمار مطاحن معمل إسمنت طرطوس المتوقف عن العمل منذ أواخر عام 2024، وذلك وفق نظام B.O.T لمدة عشر سنوات.
هذه الخطوة تمثل انطلاقة جديدة لأحد أقدم معامل الإسمنت في سوريا، وتفتح الباب أمام استثمارات نوعية في القطاع الصناعي.
ويُعد المشروع الأول من نوعه في سوريا، حيث يقتصر على طحن وتعبئة مادة الكلينكر دون تشغيل الأفران، ما يجعله أكثر أماناً من الناحية البيئية وأقل تكلفة تشغيلية، بحسب ما أوضحه المدير العام لشركة 'عمران' محمود فضيلة لصحيفة الحرية.
ويتميز معمل طرطوس بموقع استراتيجي قرب الميناء وخط السكة الحديدية، ما يسهل عمليات نقل الكلينكر المستورد وتصديره بعد المعالجة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمطاحن نحو 8000 طن يومياً، وفقاً للعقد الذي فازت به المجموعة الإماراتية بعد منافسة قوية شاركت فيها نحو عشرين شركة محلية وإقليمية.
وفيما يتعلق بالعمالة، أكد رئيس نقابة عمال البناء والأخشاب في طرطوس رشيد علي أن المشروع لن يؤثر على العاملين في المعمل، مشيراً إلى أن النقابة تضم أكثر من 2750 عاملاً في فرع المنطقة الساحلية، بينهم 1100 بعقود دائمة، وبعضهم تجاوزت خدمته عشرين عاماً، وكانوا في إجازات مأجورة خلال فترة توقف المعمل.
من الناحية البيئية، أوضح علي أن تشغيل المطاحن لا يسبب أضراراً كبيرة مقارنة بتشغيل الأفران، التي كانت مصدر الانبعاثات والغبار الذي عانى منه سكان المنطقة لسنوات طويلة.
ويأتي هذا المشروع في وقت تسعى فيه الحكومة السورية إلى جذب الاستثمارات العربية والأجنبية لإحياء الصناعات الاستراتيجية، وعلى رأسها صناعة الإسمنت، التي تُعد من أهم ركائز مشاريع إعادة الإعمار.
وتشير التقديرات إلى أن معامل الإسمنت في عدرا وحماة تعمل حالياً بنحو 60% فقط من طاقتها التصميمية.
ويرى مراقبون أن دخول مجموعة إماراتية إلى هذا القطاع يشكّل مؤشراً إيجابياً على عودة تدريجية لرؤوس الأموال الخليجية إلى السوق السورية، عبر مشاريع اقتصادية ذات طابع استراتيجي، ما يعزز الثقة في مستقبل الاستثمار الصناعي في البلاد.