اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بعد سنوات طويلة من الحرب والعقوبات، تقف سوريا اليوم أمام تحدٍ ضخم لإعادة بناء قطاع الطاقة الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني. ففي تصريحات رسمية، كشفت وزارة الطاقة السورية أن البلاد تحتاج إلى أكثر من 30 مليار دولار لإعادة تأهيل قطاعات النفط والمعادن والكهرباء والمياه، مشيرة إلى أن قطاع الكهرباء وحده يتطلب نحو 10 مليارات دولار لإعادة بناء الشبكات ومحطات التوليد وخطوط النقل والتوزيع.
وعلى هامش قمة الطاقة العالمية في أبو ظبي، تحدث مدير الاتصالات في الوزارة، أحمد سليمان، عن حجم الدمار الذي أصاب البنية التحتية للطاقة، مؤكداً أن سوريا تعمل على جذب استثمارات دولية لتنفيذ خطة إعادة الإعمار.
وأوضح سليمان في تصريحات لصحيفة 'ذا ناشيونال' أن وفد الوزارة، برئاسة وزير الطاقة محمد البشير، عقد اجتماعاً بعنوان 'مستقبل الطاقة في سوريا' بمشاركة شركات من الإمارات والسعودية وقطر والولايات المتحدة وأوروبا، حيث أبدت العديد من هذه الشركات استعدادها للاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار.
الواقع الحالي يكشف عن فجوة كبيرة بين ما كان عليه القطاع وما وصل إليه اليوم. فشبكة الكهرباء تضررت بنسبة تفوق 70%، وتراجعت قدرتها التشغيلية بأكثر من 75%.
أما إنتاج النفط، الذي كان يصل إلى 380 ألف برميل يومياً قبل عام 2011، فقد انخفض إلى نحو 120 ألف برميل فقط. كذلك تراجع إنتاج الغاز من 8.9 ملايين متر مكعب يومياً إلى 7 ملايين متر مكعب، فيما تسعى الوزارة لرفعه إلى 22 مليون متر مكعب يومياً لتلبية احتياجات محطات التوليد.
وتتضمن الخطط الاستراتيجية إعادة تأهيل أكثر من 2500 بئر نفطي لرفع الإنتاج إلى أكثر من 400 ألف برميل يومياً، إضافة إلى إعادة تشغيل خطي الغاز العربي وخط كركوك – بانياس وربطهما مع الأردن وتركيا.
كما أعلنت الوزارة عن توقيع اتفاقيات مع تحالف دولي تقوده شركة أورباكون القطرية لبناء وتشغيل 8 محطات كهرباء جديدة بقدرة 5000 ميغاواط، إلى جانب مشاريع طاقة متجددة بقيمة 7 مليارات دولار تشمل محطات توربينات غازية ومحطة طاقة شمسية.
ورغم هذه الخطوات، تبقى الفجوة التمويلية كبيرة. فالبنك الدولي خصص منحة بقيمة 146 مليون دولار فقط لدعم مشاريع الكهرباء، وهو مبلغ وصفه سليمان بأنه 'خطوة إيجابية لكنها متواضعة مقارنة بحجم التحدي'.
ومع ذلك، تؤكد الوزارة أن الجهود تتسارع منذ رفع العقوبات الأميركية عن قطاع الطاقة في حزيران الماضي، ما سمح لسوريا بالعودة التدريجية إلى الأسواق العالمية، حيث صدرت أول شحنة نفط رسمية منذ 14 عاماً عبر ميناء طرطوس.
بهذا المشهد، تبدو سوريا وكأنها تسابق الزمن لإعادة بناء قطاع الطاقة، ليس فقط لتلبية احتياجات مواطنيها، بل أيضاً لاستعادة مكانتها كمركز إقليمي للطاقة في شرق المتوسط.




































































