اخبار سوريا
موقع كل يوم -هاشتاغ سورية
نشر بتاريخ: ١٥ نيسان ٢٠٢٥
جيروزاليم بوست: قصة صعود وسقوط أمير حرب سوري
هاشتاغ: ترجمة
في 13 نيسان/أبريل، أعلن متحدث باسم اللواء الثامن في سوريا حلَّ نفسه وتسليم قواته ومعداته إلى وزارة الدفاع السورية. للوهلة الأولى، بدا الإعلان مُربكا، إذ يُفترض أن الوحدة كانت بالفعل تحت سيطرة دمشق.
إلا أن الواقع هو أن ما يُسمى باللواء الثامن كان من بين الوحدات التي نجت من عهد نظام الأسد، بل تعود أصولها في الواقع إلى حقبة الثورة السورية في جنوب سوريا، بقيادة أحمد العودة، الذي برز على مدى العقد الماضي في جنوب سوريا.
ووفق مقال تحليلي نشرته صحيفة 'جيرزاليم بوست'، فإن العودة يجمع بين كونه قائدا براغماتيا للمتمردين وكونه أمير حرب إقليمي سعى للحفاظ على نفوذه بعد سقوط الأسد.
وُلِد عودة عام 1981 في مدينة بصرى الشام جنوب سوريا، التي تقع على بُعد حوالي 20 كيلومترا شرق درعا،م. كما أنها تبعد حوالي خمسين كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية. كما أنها قريبة جدا من الحدود الأردنية. وبالتالي، فهي تتمتع بموقع استراتيجي للسيطرة على جزء من جنوب سوريا. وتقع على مفترق طرق للوصول إلى السويداء والمناطق الدرزية في جنوب سوريا.
برز عودة خلال الثورة السورية. وكان قائدا رئيسيا للمتمردين في جنوب سوريا بين عامي 2015 و2018. الحقبة التي سيطر فيها متمردو جنوب سوريا على مساحة من الأراضي في محافظة درعا. كما شملوا مناطق قريبة من الجولان.
ومع ذلك، لم يسيطروا على كل شيء. فقد كان لدى جماعات أخرى، مثل جبهة النصرة، خلايا أيضا، وكذلك جماعة تابعة لداعش تسمى جيش خالد. كما سيطر النظام على مناطق أيضًا.
بقيت معظم مناطق السيطرة ثابتة نسبيا، رغم أن الثورة السورية انطلقت من درعا عام 2011، إلا أن النظام السوري لم يُركز على جنوب البلاد. كان المتمردون هناك مدعومين من الأردن والقوى الغربية، وكانوا جزءا من غرفة عمليات الجنوب أو الجبهة الجنوبية. كان المتمردون هنا معتدلين أيضا، على عكس ما كان يُعرف آنذاك بجبهة النصرة التي تحولت في النهاية إلى 'هيئة تحرير الشام'، وانتهى بها المطاف في إدلب. وتنظيم داعش الأكثر تطرفا.
'الوسيط المؤثر'
في عام 2018، اجتاح النظام السوري الجنوب بعد هزيمته للمتمردين في حماة وحماة وحلب. استسلم متمردو جنوب سوريا بسرعة، ووافقت العديد من الفصائل على 'المصالحة' مع النظام، بل وانضمت إلى قواته الأمنية. كان أحمد العودة شخصية رئيسية في هذا التحول لمتمردي جنوب سوريا إلى متعاونين مع النظام. ومع ذلك، حافظ على استقلاليته من خلال تشكيل اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا.
كان يُنظر إلى العودة على أنه 'وسيط مؤثر' في جنوب سوريا. ومع ذلك، كان دوره دائما أضعف مما بدا. لقد تمكن من المناورة وسط صراعات السلطة في دمشق، ويرجع ذلك في الغالب إلى أن دمشق لم تكن تهتم كثيرا بجنوب سوريا، وكانت سعيدة بإسناده إلى أمير حرب معادي ضعيف.
على سبيل المثال، كان نظام الأسد يفتقر إلى القوة البشرية ولم يمانع في ترك عودة في مكانه لأن الإيرانيين والروس كانوا يتنافسون على النفوذ في جنوب سوريا. أرادت إيران أن يقترب 'حزب الله' من الجولان لتهديد إسرائيل. كان هناك أيضا الدروز الذين يجب مراعاتهم. في هذا الفراغ، تمكّن عودة من المناورة مع عدم قدرته على تغيير الواقع.
عندما انهار نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، انتهز عودة الفرصة وحشد قواته للسيطرة على نفس المنطقة التي عمل فيها لمدة عقد من الزمان. كما التقى بقادة 'هيئة تحرير الشام' الجدد في دمشق، ومرة أخرى، تم إسناد السلطة إليه في جنوب سوريا.
ومع ترسيخ الشرع لسلطته، أرسل قوات لإدارة المعابر الحدودية مع الأردن. كما أبرم اتفاقا مع الدروز. إلا أنه واجه تحديا يتمثل في الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع للنظام السابق في جنوب سوريا. كما اشتبكت القوات الإسرائيلية مع سوريين بالقرب من الحدود. ولا يزال جنوب سوريا معرضا لخطر العودة إلى الفوضى.
وبحسب مقال الصحيفة، هذه هي خلفية إعلان أكرم الحوراني، المتحدث باسم اللواء الثامن، بشأن 'حل اللواء نهائيا وتسليم جميع كوادره العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع'.
وكشف المقال أن الخبر لاقى استحسانا في سوريا، مشيرا إلى أن إحدى المقالات قالت: إن العودة 'خارج المشهد السوري'، معلّقا: 'إذا أخذنا في الاعتبار أن عودة نجح في كثير من الأحيان في العثور على طريق للعودة إلى جنوب سوريا، فقد يكون هذا تقدير غارق بالتفاؤل.
وتابع: ربما يكون العودة ورجاله قد بالغوا هذه المرة. فقد أشارت صحيفة 'العربي الجديد' في 13 نيسان/أبريل إلى أن 'القائد العسكري في محافظة درعا السورية، بلال الدروبي (المعروف أيضا باسم بلال المقداد وأبو يزن)، توفي يوم السبت، متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل يومين إثر إطلاق النار عليه من قبل عناصر كانوا تابعين سابقا لميليشيا اللواء الثامن'.
وأشار مقال الـ 'جيروزاليم بوست' إلى أن الدروبي من بصرى الشام، وأنه 'كان من أبرز قادة الجماعات المسلحة المحلية قبل اتفاق المصالحة الذي توسطت فيه روسيا مع نظام الأسد عام 2018'. وقد انضم مؤخرا إلى وزارة الدفاع في الحكومة السورية الجديدة. ويبدو أن هذا أثار غضب العودة.
كما 'ورد أن قوات العودة احتجزت الدروبي بعد أن أطلقت النار عليه وأصابته بعدة طلقات نارية أثناء وجوده في سيارته الخاصة مع زوجته وأطفاله. حدث ذلك خلال اشتباكات وقعت عندما أُرسلت قوات الأمن السورية إلى درعا لنزع سلاح عناصر اللواء الثامن'.
كان هذا النوع من السلوك الشبيه بسلوك أمراء الحرب هو الطريقة التي تصرف بها العودة في المنطقة من عام 2015 إلى عام 2024. ومع ذلك، فإن السلطات الجديدة في دمشق تريد أن تكون الأمور أكثر مدنية.
المصدر: جيروزاليم بوست
صحيفة: 'إسرائيل' لا تعارض قاعدة تركية محدودة في سوريا ضمن تفاهمات إقليمية
واصفةً اللقاء بـ 'الرائع'.. رئيسة كوسوفو تدعو الشرع إلى تقارب بين البلدين
ما هو سبب ارتفاع سعر الحمضيات في سوريا وما هي الخارطة الاستثمارية؟