بمهرجان تسوّق "خلّبي".. النظام السوري يواجه غلاء الأسعار في رمضان

تجري حكومة النظام السوري في كل موسم رمضاني 'مهرجانات تسوَّق'، وذلك بالتزامن مع تضاعف الأسعار في شهر رمضان، حيث تدعو التجار وأصحاب الفعاليات الاقتصادية إلى تخفيض الأسعار، في ظل انعدام القدرة الشرائية لأكثر من 90% من السوريين، وفقاً لتقديرات أممية.

وتروّج حكومة النظام أنَّ هدفها من هذه المهرجانات تنشيط حركة الأسواق وطرح سلع وسلل غذائية بسعر الكلفة، ولذلك افتتحت سوق 'شام الخير' في مجمع الأمويين بدمشق، والذي يضم أكثر من 120 شركة صناعية وتجارية تقدم جميع أنواع السلع الغذائية والاستهلاكية.

وتعليقاً على ذلك، قال الخبير الاقتصادي عابد فضلية إنّ 'حجم الطلب العام على كل أنواع السلع سيكون الأقل منذ 50 عاماً'، مشيراً إلى أنّ حركة السوق السورية مع حلول شهر رمضان، مقارنة بالعام الفائت هي 'أبطأ وأضيق، وبمستوى أقل كمية وأقل تنوّعاً وأدنى نوعية'.

من جانبه، يصف عصام (57 عاماً) من سكّان حي باب سريجة الدمشقي، أسعار سوق 'شام الخير' بأنَّها 'خلبية' رغم انخفاضها بنسبة قليلة عن سعر مواد مشابهة في السوق، بسبب 'انخفاض جودتها ورداءة نوعيتها مقارنة بغيرها من منتجات الأسواق الأخرى'.

وقال في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا إنَّ 'فرق الأسعار بين سوق (شام الخير) وبقية الأسواق الأخرى لا تتجاوز الـ5 آلاف ليرة في أحسن أحوالها'، معتبراً مهرجانات التسوّق الحكومية 'حركة بلا بركة'.

وبحسب مصادر اقتصادية فإنَّ التجار يلجؤون إلى طرح بضاعتهم الكاسدة في تلك الأسواق بقصد تصريفها بأسعار تقل بنسب قليلة عن سعر مواد مشابهة لها في الأسواق (بسعر الجملة)، خاصة المعلبات والأغذية البقولية وبعض أصناف الأرز وغيرها من مواد كالطحينة والكتشب.

وتؤكد المصادر أنَّ التجار يبيعون بضاعتهم بسعر الجملة تقريباً دون أية خسارة من جراء انخفاض جودتها، وهو ما يحقق لهم أرباحاً على حساب أصحاب المحال التجارية الذين لا يستطيعون البيع بسعر الجملة نتيجة تكاليف نقل البضائع والضرائب، فضلاً عن انعدام القدرة الشرائية لمعظم السكّان.

الأسعار في سوق 'شام الخير'

خلال جولة لـ موقع تلفزيون سوريا في سوق 'شام الخير' بدمشق، تبيَّن أنَّ سعر كيلو الأرز يتراوح بين 16500 و25 ألف ليرة، وكيلو زيت الزيتون بـ112 ألف، والسمن البقري بـ115 ألف، وكيلو سمن الغنم بـ125 ألف، وبمقارنة هذه الأسعار مع سعر المواد ذاتها في السوق، فهي أرخص بمقدار ألف وألفين ليرة مع فارق الجودة.

ورغم افتتاح هذه الأسواق 'الخيرية' أو الشعبية وإعلان كثير من المحال الغذائية والتجارية عن تخفيضات في أسعارها، إلا أنَّ حركة الأسواق ضعيفة جداً، نتيجة انخفاض القدرة الشرائية لمعظم السوريين الذين باتَ شهر رمضان يشكل عبئاً إضافياً عليهم، بحسب بعض الأهالي في دمشق، الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا.

وقالت صباح، وهي سيدة ستينة لـ موقع تلفزيون سوريا، إنَّ 'سعر الخضراوات ارتفع إلى الضعف في أول يوم رمضان، إذ كان سعر الكوسا 8 آلاف ليرة ثم أصبح 17 ألف ليرة، والخيار كان بـ7 آلاف وارتفع إلى 15 ألف ليرة'، مضيفةً أنَّ 'التجار والمحال يبيعون على كيفهم من دون حسيب ولا رقيب'، حسب تعبيرها.

في المقابل، طرحت 'السورية للتجارة' بدمشق، سلتين غذائيتين الأولى بسعر 400 ألف وتحوي (زيت وسمنة وسكر ورز ورب البندورة ومربى المشمش والفريز وسردين وحلاوة طحينية وكتشب وشاي)، والثانية بسعر 135 ألف ليرة وتضم (شعيرية وشاي ومعكرونة ورب البندورة وفول ومربى المشمش والفريز وكتشب وبازلاء وملح).

السورية للتجارة تخطط لافتتاح معرضين خاصين برمضان في دمشق

وعلى صعيد موازٍ، قال برنامج الأغذية العالمي إن شهر رمضان هذا العام 'يبدأ وسط أزمة أمن غذائي مستمرة في جميع أرجاء الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، بسبب الصراعات والتحديات الاقتصادية وتغيير المناخ'، مشيراً إلى أن ذلك 'مزيج سام يدفع الملايين إلى حافة الهاوية'.

وفي سوريا قال بيان برنامج الغذاء العالمي، إنّ 'الجوع ما يزال قائماً بعد سنوات من الصراع والصدامات الاقتصادية والمناخية المتتالية، والتي تفاقمت بسبب آثار الزلزال المدمّر في شباط 2023'.

وأوضح البرنامج في بيانه، حينذاك، أن '780 ألف شخص إضافي يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، ما يرفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في البلاد إلى 12.9 مليون شخص'.