المحامي في المسلسلات السورية.. الشرير والجيّد موجودان كما في الحياة

طُرحت شخصية المحامي في العديد من المسلسلات السورية عبر نماذج مختلفة، وتابع المشاهد الكثير منها. فرأى رجل القانون المدافع عن المظلومين. وآخر باع مبادئه مقابل تحقيق مصالحه الشخصية.

وقد تعددت الأمثلة التي تناولت الصفات الشخصية وطبيعة الحياة التي يعيشها ذلك المحامي، فكان الأبرز بينهم 'عادل'. في مسلسل 'الفصول الأربعة'، الذي علّق بذاكرة المشاهد مع العمل ككل.

وأدى دوره الفنان 'جمال سليمان' على مدار الجزأين، وكان من رجال القانون الحريصين على النزاهة المطلقة بكل قضاياه. ومتحمساً لمجاله، ما جعل من ابنته 'نارة _ روعة السعدي' تعترف بأحد مشاهد المسلسل أنها باتت على دراية كاملة بزوايا القانون السوري بسبب والدها.

بدورها لم تتمسك الفنانة 'أمل عرفة' بمبادئ القانون الذي درسته، خلال مسلسل 'ذكريات الزمن القادم'. وكنا مع تلك المحامية الطموحة بدايةً. قبل أن تتخلى عن كل شيْ مقابل مشاعرها الشخصية.

ولعبت دور 'نادين' الواقعة في غرام 'مطر _ جمال سليمان' الذي أعادها وأحلامها إلى الخلف، دون أي مقاومة منها أو  إيمان بأن لشهادتها رسالة ويجب عليها إيصالها.

وفي عام 2018 دخل القدير 'سلوم حداد' عالم المحامي بدور 'راتب' في مسلسل 'فوضى'، مستعرضاً الظروف القاسية التي عاشها. كرجل قانون مُهدد من قبل أحد المتنفّذين ليتراجع عن الدعوة التي يدافع بها عن خصمه.

وكان نموذجاً حياً عندما يبدأ الصراع ما بين الحق والباطل، ومدى انعاكسه على أفكار المعني بالقصة، وآلية تفكيره الواجب اتباعها. لنصرة قضيته مهما اشتدت الضغوط عليه.

وعن طريق الدراما المشتركة السورية اللبنانية، جسّد الممثل 'عبد المنعم عمايري'، دور البطولة في مسلسل 'ظل'. وكان متابعوه على موعد مع المحامي 'جلال الباني'، الإنسان المتفوق بمهنته وله من الشهرة ما يكفي.

وبعد عودته إلى وطنه، أسس شركة محاماة كبيرة، فيها عشرات من المحامين الموكلين بقضايا كبيرة. لم يحلها غالبيتهم وفق القوانين، وكانوا نماذج سيئة للتحكم بمصائر الناس خارج أروقة المحاكم.

ومع المحامي 'أغيد' في مسلسل 'كسر عضم' الذي قدمه الفنان 'أيمن عبد السلام'، راح بالمشاهد إلى النموذج الأسوأ. فهو أكثرهم جشعاً ومقابل المال يمكنه أن يقلب الحق باطل. دون أدنى مراعاة لسير العدالة وحق المظلوم.

الأمر الذي دفع على أرض الواقع بتصريح من قبل نقيب المحامين 'الفراس فارس' بهذا الخصوص، واعتباره إساءة  علنية لمهنة المحاماة. حسب ما نقلت عنه صحيفة 'الوطن' المحلية حينها، مضيفاً أنه تم التركيز خلاله على النماذج السيئة. موضحاً أن هناك أشخاص سيئين في كل المهن كأمر لا يمكن نكرانه ولكنها بنسب قليلة.

وتكثر النماذج المطروحة في الأعمال الدرامية عن شخصية المحامي، كما لا يمكن إغفال مدى أثرها على المشاهد. لا سيما على الفئة العمرية الشابة، في مرحلة تحديد مصيرها الدراسي، والتي ربما تتمسك بتلك النماذج السيئة المعروضة، والابتعاد عن عالم المحاماة اعتقاداً منها أنها أمر واقع.