اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في خطوة تشير إلى تحول كبير في سوق النقل السوري، أعلنت منصة «يلاغو» عن سلسلة من المبادرات التشغيلية والتسويقية التي تتجاوز مجرد التوسع في السوق. ففي حين تعمل الشركة على توسيع بصمتها بإطلاق خدماتها في إدلب وتنويعها، يكشف التحليل الدقيق عن استراتيجية مرتبطة بعمق بالتأثير الاجتماعي، حيث تعالج قضايا أساسية مثل سهولة الوصول، وتمكين المرأة، والدعم الاقتصادي في بيئة ما بعد الصراع.
جسر الفجوة بين المدينة والريف
يمثل توسع « يلاغو» نحو مناطق جديدة، لا سيما إطلاق الخدمة رسمياً في محافظة إدلب شمالًا وتركيزها على ريف دمشق، خطوة محورية في سد الفجوة القائمة منذ أمد طويل في البنية التحتية للنقل بين المراكز الحضرية والمناطق النائية. لسنوات، واجه سكان البلدات الصغيرة والمناطق الريفية خيارات نقل محدودة وغير موثوقة في كثير من الأحيان. من خلال توسيع منصتها الرقمية لتشمل هذه المجتمعات الأقل حظًا في الخدمات، لا تقدم «يلاغو» خدمة مريحة فحسب، بل تعزز أيضًا ترابطًا أكبر.
هذه الحركة المحسّنة تسهل الوصول إلى الخدمات الأساسية وفرص العمل والتعليم، مما يحفز الاقتصادات المحلية ويعزز تنمية أكثر شمولًا. ويتجلى التزام الشركة بشكل أكبر من خلال تخفيضاتها الاستراتيجية للأسعار في ريف دمشق، وهو إجراء يهدف إلى تخفيف العبء المالي للتنقل اليومي.
تعكس هذه السياسة وعيًا حادًا بالواقع الاقتصادي السائد وتضع «يلاغو» كمزود خدمة يستجيب لاحتياجات قاعدة مستخدميه.
تمكين المرأة على الطريق
ربما تكون أبرز مبادرات «يلاغو» الجديدة هي إطلاق خدمة «يلا سيدات»، وهي خدمة مخصصة لنقل النساء، تقودها سائقات. في مجتمع يمكن أن تحد فيه الأعراف الثقافية والمخاوف المتعلقة بالسلامة من حرية حركة المرأة، توفر هذه الخدمة بيئة سفر آمنة ومريحة.
إن تأثير «يلا سيدات» ذو شقين: فهو لا يلبي فقط الاحتياجات والتفضيلات الخاصة لشريحة كبيرة من النساء، بل يخلق أيضًا، وبشكل حاسم، فرص عمل جديدة وممكّنة للنساء كسائقات. من خلال تدريب ودمج السائقات في قوتها العاملة، تساهم «يلاغو» بفعالية في المشاركة الاقتصادية للمرأة وتتحدى الأدوار التقليدية للجنسين في قطاع النقل.
نموذج خدمة متنوع وشامل
إدراكًا للاحتياجات المتنوعة لعملائها، قامت «يلاغو» بتنويع محفظة خدماتها لتشمل سيارات الفان للرحلات الجماعية، وسيارات الأجرة الصفراء التقليدية للرحلات السريعة داخل المدن، وخيارات للسفر بين المحافظات. يضمن هذا النهج متعدد الأوجه أن المنصة يمكنها تلبية مجموعة واسعة من متطلبات النقل، من النزهات العائلية إلى الرحلات الطويلة.
إن دمج هذه الخدمات ضمن تطبيق رقمي واحد سهل الاستخدام، مع تسعير شفاف وتتبع في الوقت الفعلي وآلية لتقديم الملاحظات، يعزز تجربة المستخدم ويبني الثقة.
رؤية وطنية للتنقل
مع توفر خدماتها الآن في سبع محافظات، وضعت «يلاغو» نصب عينيها خطة انتشار وطنية شاملة على مدى العامين المقبلين. تمتد رؤية الشركة لتغطي كامل الأراضي السورية، بما في ذلك أصغر بلداتها وقراها. ويدعم هذه الخطة الطموحة بنية تحتية تقنية مرنة وشبكة متنامية من الشراكات المحلية، والتي تعتبر ضرورية لضمان الكفاءة التشغيلية وجودة الخدمة عبر مختلف المناطق.
في الختام، يعد توسع «يلاغو» الأخير أكثر من مجرد قصة نمو لشركة؛ إنه سرد للابتكار الاجتماعي. من خلال مواءمة أهداف أعمالها بشكل استراتيجي مع الاحتياجات الملحة للمجتمع السوري، فإن الشركة لا تتنقل فقط في سوق معقدة، بل تساهم بفعالية في تشكيل مستقبل أكثر ترابطًا وشمولًا وإنصافًا. مع استمرار «يلاغو» في توسيع نطاقها، فإنها ترسخ دورها كلاعب محلي محوري يقود قطاع النقل في البلاد من النماذج التقليدية نحو نظام بيئي رقمي مدفوع بالوعي الاجتماعي.




































































