اخبار سوريا
موقع كل يوم -السلطة الرابعة
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٤
ثمة إجماع في الأوساط الاقتصادية والتجارية السورية على أن الراحل دكتور راتب الشلاح هو شهبندر التجار وبرحيله خسرنا هذا اللقب الذي ربما لن يتكرر. فالدكتور الشلاح اختزل الدبلوماسية والاقتصاد والعلم والتعاطي مع جميع أصناف المجتمع الدمشقي خاصة والسوري عامة برجل، فهو يتمتع بكاريزما مقبولة لدى الجميع صقلها بالعلم الوفير في الاقتصاد والتجارة وبفقدانه سيترك فراغاً كبيراً في الحياة الاقتصادية السورية.
تلك بعض مما أخذناه من انطباعات لأصدقاء دبلوماسيين ورجال أعمال للراحل الدكتور الشلاح. فماذا قالوا؟
استطاع الدكتور راتب الشلاح كسب قلوب الكثيرين ممن أحبوه ، وممن لم يحبه ليس لأنه لا يُحب ، وإنما كانوا يغبطونه عن محبة العالم له. وحضوره كان ملفتاً في جميع الاجتماعات العربية والدولية ويترك البصمة السورية الدمشقية. فهو اختزل الدبلوماسية والاقتصاد والعلم بشخصه.
وأضاف حمور: لا أستطيع أن أقول أنه كان يدور الزوايا لأنه كان ينتزع القرارات الخاصة التي تنعكس ايجاباً على بلده بكل محبة واحترام. وله الكثير من المواقف الفكاهية عندما (ينزلنق) بجواب رسمي لا يريد الاجابة عليه، فهذه من ميزات راتب الشلاح.
وعن علاقته الشخصية مع آل الشلاح يقول حمور: بدأت العلاقة بحكم الصداقة العائلية التي تربطني بهم جميعاً وامتدت هذه المحبة منذ زمن والدي المرحوم الحاج ابراهيم حمور مع المرحوم الحاج بدر الدين الشلاح وانتقلت هذه المحبة إلينا وإلى أولادنا. وعند دخولي مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق كان الشلاح بالنسبة لي المرجعية الصادقة والمحبة في كل أدائي خلال وجودي في هذه الغرفة العريقة والتي كان لي الشرف خوض انتخابات وشريفة وبكل حرفية لأن أكون عضواً في هذا المجلس وطموحي بالدخول إلى هذه الغرفة لعراقتها وكي نكبر بها ونكون قيمة مضافة لاستمراريتها في تاريخها وألقها، وكانت الغرفة تخرج رؤساء حكومات ووزراء وتقف في وجه أي قرار يضر بمصلحة التاجر والمواطن وكان لها من العمل الأهلي النصيب إلى الحقبة التي خرجت منها بعام 2017 .
وختم حمور حديثه بالقول: برحيل الدكتور راتب الشلاح خسرت دمشق آخر رجالاتها وخسرنا لقب شهبندر التجار الذي لا يتكرر.
من حسن حظي أني عاصرت جيلين من آل الشلاح الأب الحاج بدر الدين والدكتور راتب، من خلال عضويتي في مجلس إدارة غرفة التجارة. واستمرت علاقتي مع الآب لمدة عشرين عاماً من عام 1973 إلى عام 1993 وبعدها جاء الدكتور راتب وقضينا ستة عشر عاماً. ومما أذكره في أيامي الأولى مع الحاج بدر قلت له عمي أبو راتب والدي متوفي هل تكون أباً لي ؟ فقال هل تكون أنت راتب بالنسبة لي ؟ قلت له نعم ، قال توكلنا على الله. وكنت الخازن وهو رئيس الغرفة وعندما يصل يومياً إلى الغرفة يسأل عني ونجلس سوية، ويخاطبني قائلاً يابني هناك أمور خاصة تخصني لا يعرفها إلا راتب وأمور تعرفها أنت فقط من حياتي الشخصية وأمور لا يعرفها أحد ولم يسمع بها قط.
وأضاف القلاع: عاصرت الدكتور راتب رحمه الله أربع دورات كنت خلالها نائباً له، ومتوافقاً بالعمل معه جداً فهو أخي وزميلي وصديقي ورئيسي. لم نختلف يوماً ورافقته في معظم زياراته الرسمية. فهو يستحق بجدارة لقب شهبندر التجار لأنه يعمل من أجل الفئة التي يمثلها. ولأجل الاقتصاد والعلم مع حسن الصلة بالجهات الرسمية ينقل أوجاع تلك الفئة ومطالبهم ورغباتهم. فهو يستحق هذا اللقب عن جدارة .
وفي الختام يقول قلاع لقد خسرت صديقاً وأخاً ومع الأسف آخر مرة رأيته عام 2023 عندما جاء لزيارتي لتعزيتي بوفاة زوجتي. وبعدها زارني مرة أخرى ودعا لي بالشفاء. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وتعازي الحارة لأخوته وأولاده.
يقول دركل :
كنا نلتقي كل يوم أربعاء موعد زيارته لدمشق خلال فترة الأزمة. وقبلها كنا نلتقي يومياً بشكل دائم. وأعتبره معلمي وأستاذي وعند دخولي غرفة التجارة كنت لا أعرف الحياة العامة وطبيعة العلاقات مع الحكومة تعلمتها منه من خلال وجودنا في الغرفة وعبر اجتماعاتنا مع الوزراء والمسؤولين لحل المشكلات الاقتصادية والتجارية، إلى جانب المؤتمرات الخارجية وتمثيل اتحاد الغرف في الغرف العربية والاسلامية والدولية، وكذلك مرافقة الرئيس الراحل حافظ الأسد في جولاته الدولية والعربية ضمن الوفد الاقتصادي المرافق.
على الصعيد الشخصي يتمتع الدكتور راتب بالرقي والاحترام والتواضع بشكل غير مألوف ، إذا دخل طفل صغير يقف ويسلم عليه مع الموجودين وكان يلتقي الجميع بوجه مبتسم رغم ظروف العمل المرهق. وكان لي ميزة خاصة لديه ويرسلني ممثلاً له في الدعوات الشخصية وكان لهذا العمل أثر طيب في نفسي أن أكون ممثلاً له في تلك الزيارات.
وأضاف دركل: بوجود الدكتور راتب كان لغرفة تجارة دمشق واتحاد الغرف سمعة جيدة ومكانة متميزة في كافة المحافل العربية، وكنا نلمس ذلك من خلال مشاركتنا في اجتماعات الغرف العربية والاسلامية والدولية.
إضافة إلى تمتع الدكتور راتب بشخصية مميزة وكاريزما مقبولة لدى الجميع صقلها بالعلم واستحق لقب شهبندر التجار.
واختتم حديثه بالقول:
يوم الأربعاء كان موعد نزوله إلى دمشق لرؤية الأصدقاء والمحبين وللصدف أن يوم رحيله كان يوم أربعاء وكأنه جاء ليودعنا.
سأفتقده كثيراً كأخ وصديق ومعلم وسيترك فراغاً كبيراً رحمه الله والبركة في أولاده وصهره.
أخيراً :
رحل الدكتور راتب الشلاح باسمه الكبير وشخصيته المميزة، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من المحبة والتقدير والاحترام، ليبقى القدوة، ونموذج التاجر الدمشقي العريق .. وصاحب البصمة التي لن تنسى، والتي جمعت بين البراعة والعلم والتواضع .. رحم الله الدكتور راتب وأسكنه فسيح جنانه.