اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الجماهير|| محمود جنيد..
تشهد شوارع حلب حالة من 'الاختناق المروري المزمن'، لم تعد مجرد أزمة مرور عابرة، بل تحولت إلى فوضى عارمة تنعكس سلباً على البيئة والصحة العامة وسلامة المواطنين، المدينة تئن تحت وطأة التزايد المضطرد لأعداد السيارات، التي اجتاحت المدينة كطوفان، قديمها الذي كان ينبغي أن 'يُنسق' دون أن تتاح له فرصة للبيع والشراء لعدم امكانية 'الفراغة' وجديدها الذي أنهك الشوارع الضيقة.
لم تعد الفوضى رهينة الطرقات، بل امتدت لتستبيح الأرصفة، فسحبت السيارات البساط من تحت أقدام المشاة، محولة إياها إلى 'كراجات عشوائية'، في مشهد ينم عن غياب أبسط مقومات التنظيم، إذ فقد المشاة ملاذهم الآمن، وأصبحت رحلة السير على الأقدام مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وتحكي الواقعة التي رواها أحد المواطنين 'أبو أحمد' عن جوهر هذه المأساة الكوميدية، حين 'زمرت' له سيارة برفقة ابنه ليُفسح لها المجال لتركن على رصيف 'الجزيرة الوسطية' المقابلة لملعب الحمدانية! في حالة تصل إلى حد 'المضحك المبكي'، حيث ينقلب المنطق رأساً على عقب، فبدلاً أن يطلب السائق من المشاة التفسح، يطلب هو بغير مسؤولية الطريق ليعتدي على مساحتهم الوحيدة.
لا تقف المشكلة عند حدود الازدحام والتعدي على حقوق المشاة، بل تتجاوزها إلى تهديد مباشر للأرواح، ففي خضم هذه الفوضى، يبرز خطر إضافي يتمثل في 'قيادة اليافعين' بتهور، من دون رخص قيادة، ومع تجاهل تام لقواعد السير والسلامة المرورية، مما يجعل من كل شارع حلبة سباق غير قانونية تهدد حياة المارة والعابرين.
هذه الصورة القاتمة تطرح أسئلة ملحة حول قدرة البنية التحتية للمدينة على استيعاب هذا الكم الهائل، وفعالية الإجراءات الرقابية في تنظيم هذه الظاهرة، وكيفية استعادة المدينة لمكانتها كفضاء آمن للإنسان، قبل أن تكون ممراً للحديد المتراكم.!
#صحيفة_الجماهير




































































