اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
البوكمال – مراسل الفرات :
في مشهد يعكس عمق الأزمة التعليمية التي تعاني منها المنطقة أصبحت مدارس البوكمال وريفها في محافظة دير الزور أمام اختبار صعب، بعد أن تم تعيين أكثر من 550 معلمًا على نظام الوكالة، وتوزيعهم على 66 مدرسة، مع غياب شبه كامل للمعلمين الاختصاصيين في المواد العلمية واللغة الإنجليزية، لا سيما في المدارس الثانوية التي يفترض أن تكون منارة لإعداد الأجيال للمستقبل.
كل المعلمون المختصون في مدرسة واحدة!
وفقاً للبيانات فإن توزيع هذا العدد الكبير من المعلمين الوكلاء يأتي كحل ترقيعي لسد العجز الحاد في الكوادر، ومع ذلك يبرز تناقضا صارخا، حيث تمتلك المنطقة مدرسة واحدة فقط فيها معلمون أصلاء من ذوي التعيين الدائم، ما يضع عبئاً هائلاً على عاتق المعلمين الوكلاء الذين قد يفتقر الكثير منهم للخبرة أو التأهيل التربوي الكافي.
هذا التوزيع العشوائي رغم إيجابيته من حيث توفير عدد من المعلمين فشل في معالجة لب المشكلة، ألا وهي نوعية التعليم حيث تشتكي مدارس عدة من انعدام وجود معلمي اختصاص في مواد حيوية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات واللغة الإنجليزية.
الطلاب والمعلمون مظلومون على السواء
في اتصالات مع عدد من أولياء الأمور والطلاب عبروا عن قلقهم البالغ من تدهور المستوى التعليمي لأبنائهم، خاصة طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، وقال أحد أولياء الأمور: 'كيف لابني في الصف الثالث الثانوي أن يدرس مادة الفيزياء دون معلم اختصاص؟ المصير هو الدروس الخاصة، وهي عبء مالي إضافي لا نستطيعه'.
من داخل المدارس يوضح المعلم عبد الرزاق: 'نبذل جهوداً خارقة لتغطية العجز، فكثير من الزملاء يدرسون مواد ليست ضمن اختصاصهم، هذا ظلم للطالب أولاً وللمعلم ثانياً، الطالب يحصل على معلومات بطريقة غير منهجية والمعلم يعمل تحت ضغط هائل'.
القلق على مصير جيل كامل
تتركز أعمق فجوات الأزمة في المدارس الثانوية حيث تحتاج المواد العلمية والأجنبية إلى معلمين مؤهلين تأهيلاً عالياً لضمان نجاح الطلاب في امتحانات حاسمة لمستقبلهم، غياب هؤلاء المعلمين يهدد بضياع حق جيل كامل في الحصول على تعليم نوعي ويعمق الفجوة التعليمية بين أبناء المنطقة وأقرانهم في المناطق الأخرى.
تعليم سيئ في ظل ظروف صعبة
تعيش المنطقة أساساً تحت وطأة الظروف الصعبة التي تشمل تداعيات الأزمة وإعادة الإعمار، ويأتي تردي الوضع التعليمي ليزيد من معاناة الأهالي الذين يرون في التعليم آخر أمل لبناء مستقبل أفضل لأبنائهم، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل من المعقول أن يبقى الوضع على ما هو عليه؟




































































