اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
تعيش سوريا، بعد عام واحد فقط على التغيير السياسي الذي شهدته، واحدة من أخطر مراحلها الإنسانية. فبحسب أحدث التقديرات، يحتاج 16.5 مليون شخص—أي ما يعادل ثلثي السكان—إلى مساعدات عاجلة.
ويبدو القطاع الصحي هو الأكثر انهيارًا، إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن 57% فقط من المستشفيات و 37% من مراكز الرعاية الأولية ما تزال قادرة على العمل، ما يضع البلاد أمام مشهد صحي محفوف بالمخاطر.
انهيار يهدد حياة الملايين
سارة إيستر، مسؤولة اتصالات الطوارئ في منظمة CARE، عادت مؤخرًا من شمال سوريا لتنقل صورة صادمة: أكثر من 40 مستشفى أغلق أبوابه بالكامل، فيما يواجه 50 مركزًا طبيًا آخر خطر التوقف خلال وقت قصير. وتقول إيستر إن النظام الصحي “يقف على حافة الانهيار الكامل”.
وتروي مشاهد موجعة لنساء يلدن في الشوارع أو على أبواب المستشفيات بعدما تُمنع عنهن المساعدة لعدم توفر الطواقم الطبية أو المعدات اللازمة. وتؤكد أن الناس “مرهقون، يائسون، ويشعرون بأن العالم تخلّى عنهم”.
آخر مستشفى للأمهات والأطفال مهدد بالإغلاق
طبيبة نسائية من مستشفى الأمل في أعزاز—آخر مستشفى متخصص للأم والطفل ما يزال يعمل في المنطقة—تقول إن المؤسسة الطبية تكافح للبقاء، مع نقص شديد في الكوادر التي لا تستطيع المستشفى دفع رواتبها بسبب توقف التمويل.
ورغم الصعوبات، تمكن المستشفى خلال العام الماضي من إجراء 47 ألف معالجة وتوليد 2,600 طفل بظروف آمنة، بفضل دعم وزارة الخارجية الألمانية. لكن هذا الدعم سينتهي مع نهاية العام، ولا توجد حتى الآن أي ضمانات لتمديده، ما يعني أن المستشفى قد يغلق أبوابه… ومعه تفقد آلاف النساء آخر فرصة لولادة آمنة.
نداء عاجل إلى الحكومة الألمانية والمجتمع الدولي
تحذّر منظمة CARE من أن تجاهل الوضع الآن ستكون له عواقب كارثية، حيث تقول إيستر: “إذا أُغلق مستشفى الأمل، فستفقد آلاف النساء آخر مكان يمكنهن الحصول فيه على رعاية ولادة آمنة.”
وتشير المنظمة إلى أن الأزمة الإنسانية في سوريا لا تقتصر على القطاع الصحي وحده، بل تمتد إلى قطاعات أساسية أخرى، مع استمرار إغلاق عيادات ومراكز طبية أو اقتصارها على خدمات الطوارئ فقط.
تؤكد المنظمات الدولية أن سوريا بحاجة ماسة إلى دعم فوري ومستدام، وأن أي تأخير في التمويل الإغاثي سيؤدي إلى مزيد من الوفيات والمعاناة.
ويرى الخبراء أن اعتبار المساعدات الإنسانية لسوريا أولوية دولية هو السبيل الوحيد لتخفيف الكارثة ومنح السكان بصيص أمل في تحسّن أوضاعهم.




































































