اخبار سوريا
موقع كل يوم -عنب بلدي
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
د. أكرم خولاني
كسور اليد من الكسور الشائعة في مرحلة الشباب، لكنها يمكن أن تحدث لأي شخص وفي أي عمر، وقد يظل بعض المصابين قادرين على تحريك أيديهم أو قبض قبضتهم بأقل قدر من الانزعاج، مما يؤخر التشخيص، وفي هذه الحالات قد لا تُشفى العظام بمحاذاة صحيحة، مما يؤثر على قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية كالكتابة أو قفل أزرار القميص أو ما شابه من الأعمال التي تحتاج إلى حركة دقيقة باليد، وهنا تكمن أهمية تشخيص وعلاج كسور اليد في أسرع وقت ممكن، وسيساعد العلاج المبكر أيضًا في تقليل الألم والتيبس.
تتكون اليد من المعصم والمشط والأصابع، ويتشكل المعصم من ثماني عظام صغيرة (عظام الرسغ) بالإضافة إلى اثنتين من العظام الطويلة (عظما الساعد: الكعبرة والزند)، ويتكون كل إصبع من عظمة يد واحدة (المشط) وثلاث من عظام الأصابع (السُّلَامَيات)، في حين أن كل إبهام يتكون من عظمة واحدة من مشط اليد واثنين من السُّلَامَيات.
ويعني مصطلح كسر اليد (Hand Fractures) وجود كسر في عظمة واحدة أو أكثر من عظام اليد.
وتكمن خطورة كسور اليد في المضاعفات المحتملة، التي يمكن أن تحدث حتى مع العلاج المناسب، وتشمل:
نادرًا ما تحدث مضاعفات شديدة، وتشمل:
يمكن أن تحدث كسور اليد نتيجة صدمة مباشرة على اليد، وتحدث في الحالات التالية:
وهناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من نسب التعرض لكسر اليد، منها:
يمكن أن تتسبب كسور اليد بمجموعة من الأعراض والعلامات، التي تشمل الآتي:
عند التعرض لإصابة في اليدين يقوم الطبيب بإجراء تقييم تفصيلي يشمل:
الفحص البدني: يجب أخذ التاريخ التفصيلي لكيفية حدوث الإصابة، والبحث عن علامات كسور اليد مثل التورم والكدمات والتشوهات ونطاق الحركة المحدود، وعند الاشتباه يجب إجراء الأشعة للوصول للتشخيص الدقيق.
الأشعة السينية: توفر الأشعة السينية صورًا واضحة للعظام، مما يساعد في تحديد موقع ومدى الكسر، ولكن قد لا تكفي وضعية واحدة للوصول إلى التشخيص، وإنما يلزم وضعيتين مختلفتين على الأقل، عادة بزاوية 90 درجة بالنسبة لبعضهما البعض، لإجراء تقييم دقيق.
التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): تلتقط هذه التقنية صورًا بالأشعة السينية من زوايا متعددة، وتجمعها لتصوير شرائح مقطعية لأجزاء الجسم الداخلية، لذا يمكنها أن تكشف عن الكسور في الرسغ التي لم تتمكن الأشعة السينية التقليدية من كشفها، وهي تعطي رؤية أكثر تفصيلًا للأنسجة الرخوة والأربطة والأوعية الدموية وملاحظة أي إصابات فيها.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يتسم التصوير بالرنين المغناطيسي بالحساسية أكثر من الأشعة السينية، إذ يمكنه تحديد الكسور وإصابات الأربطة متناهية الصغر، وذلك باستخدام موجات راديو وموجات مغناطيسية قوية لإنشاء صور مفصلة للعظام والأنسجة الرخوة.
يعتمد العلاج على طبيعة الكسر، من حيث العظم المصاب، وموقع الكسر، ومدى تأثير الإصابة على اليد، وقد يشمل:
الأدوية: عادة ما يصف الأطباء مسكنات الألم كالباراسيتامول، وفي حالات الألم الشديد قد توصف الأدوية الأفيونية كالكودئين، ويمكن لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أن تسكن الألم لكنها قد تعوق تعافي العظام على المدى الطويل، ويوصى بتناول المضادات الحيوية في حالة الكسر المفتوح لتقليل خطر العدوى التي قد تصل إلى العظم.
العلاج غير الجراحي: يتضمن العلاج غير الجراحي التثبيت بالجبيرة، وقد تحتاج بعض الحالات إلى إعادة محاذاة شظايا العظام المكسورة ثم وضع الجبيرة، وبشكل عام تحتاج الكسور غير المستقرة إلى استخدام الجبائر لمنع تحرك العظام وتثبيتها في مكانها.
الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات، و قد يتضمن العلاج الجراحي استخدام دبابيس أو أسلاك أو براغي أو صفائح للحفاظ على شظايا العظام سليمة وثابتة في مكانها، وتشمل استطبابات الجراحة ما يلي:
تطعيم العظام: قد يكون العظم مفقودًا أو تم سحقه بشدة بحيث لا يمكن إصلاحه، وفي هذه الحالة يكون من الضروري إجراء تطعيم العظام، حيث يتم أخذ العظم من جزء آخر من الجسم.
إعادة التأهيل: بعد العلاج، تعتبر تمارين إعادة التأهيل ضرورية لتقليل التصلب واستعادة الحركة بصورة طبيعية، لكنها تحتاج إلى عدة أشهر للوصول إلى الشفاء الكامل.
وفي جميع الحالات، يوصى المصابون المدخنون بالإقلاع عن التدخين لأنه يمكن أن يؤخر أو يمنع التئام العظام.