اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
أثار الضابط السابق في قوات النظام البائد، طارق الشوفي، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب بيان نشره مؤخرا، باسم ما يسمى “المجلس العسكري للسويداء”، ورأى فيه متابعون نقضًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وتلميحًا للرغبة في الانفصال.
وتحدث الشوفي في بيان تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، عن 'تحديات مصيرية' تواجه السويداء، دون ذكر سوريا بالمطلق، منتقدا مخالفيه في الرأي حيث اتهمهم بالعمل وفق 'حسابات ضيقة'، من أجل 'الظهور الإعلامي'، ومؤكدا انتشار مسلحي المجلس على 'كافة محاور السويداء'، بحسب وصفه.
وكان الشوفي قد ترأس “المجلس العسكري” منذ تأسيسه في 24 من شباط الماضي، حيث يضم العديد من المجموعات الخارجة عن القانون، ويتّهمه البعض بالتبعية المباشرة لإسرائيل.
والشوفي هو ضابط في جيش النظام البائد، كان قد استقال عنه بالتزامن مع انطلاق الحراك في السويداء عام 2023، وشارك في المظاهرات حينها، ضمن ”تيار سوريا الفيدرالية” الذي كان يدعو إلى دولة لا مركزية، بدلا من الدعوة لإسقاط الأسد.
وحول تلك التصريحات، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لحلب اليوم، إنها 'ليست حالة فردية بل هناك اشتغال جدي عليها.. من قبل بعض المجموعات العسكرية المنفلتة من عقالها والمدعومة إسرائيليا.. مع أنها مرفوضة في السويداء شعبيا بشكل كبير'.
وربط الكاتب بين ذلك البيان وبين الموقف الإسرائيلي 'بالضرورة'، لأنه لو كان هناك 'تفاهم وتوافق بين إسرائيل وحكومة دمشق فلا قيمة لكل تلك التخرصات'.
أما عن تلميحات المجموعات الخارجة عن القانون، والشوفي، حول الانفصال، فلا يعتقد سعدو أن إسرائيل يمكنها ضم السويداء، لأنها 'ليست على حدود فلسطين المحتلة.. هناك محافظتان بينهما درعا والقنيطرة، ولكن بكل تأكيد لو استطاعت فلن تتوانى عن ذلك، لأنها تود أن يكون هناك ممر تسميه ممر داوود.. وليس الوقت الحالي ما يمكن أن يتيح إقامته في المنظور القريب'.
وأضاف أن 'كل هذه المحاولات مرتبطة بالإقليم والتأثيرات الدولية ولا يبدو أن الأمريكيين حاليا ذاهبون باتجاه تقسيم سوريا، رغم ماتفعله إسرائيل في هذا الاتجاه'.
وكان تشكيل “المجلس العسكري” قد تزامن مع تصريحات علنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ادعى فيها 'حماية الدروز'، بعد سقوط نظام الأسد، حيث كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها الكيان بشكل صريح عن استعداده للتدخل عسكريا في السويداء.
وظهر أحد مسلحي المجلس في وقت سابق، مؤكدا أنه سيعلن ولاءه لإسرائيل، وهو ما تكرر من قبل عدة مسلحين في الآونة الأخيرة، وأثناء الاشتباكات التي شهدتها السويداء.
ولا يخفي الشوفي تنسيقه التحالف الدولي، حيث أكد في عدة مرات سابقة وجود مساندة من قبل التحالف ودول غربية، رغم ادعاءه عدم تلقي السلاح والدعم من الخارج، مع رفضه التعامل مع الحكومة السورية.
وقال الكاتب والصحفي السوري، غسان ياسين، إن البيان 'فيه تلميح واضح عن الشيخ البلعوس وأنه خارج عن الإجماع الدرزي!. لم تُذكر كلمة سوريا في البيان ولا أي تلميح بأن السويداء جزء منها على العكس تماما حضر الجبل وكأنه كيان منفصل. هذا بيان حرب وعصابة الهجري تتحين الفرصة لنقض الهدنة في وقت تنتشر فيه إشاعات وأخبار كاذبة عن وضع خاص سيمنح للدروز'.
بدوره قال الشاعر السوري ياسر الأطرش، إن هذا البيان 'عسكري انفصالي'، و'يجب على الدولة السورية إعادة السويداء سريعاً إلى سوريا الموحدة، وضمان حقوق الجميع، مع تحييد المدنيين وضمان حقوقهم، ومحاسبة القتلة والانفصاليين'.
وأشار الصحفي السوري عمر الحريري إلى أن 'الكثير من الأخبار غير الصحيحة تنتشر حول اتفاق السويداء وتحول الملف لأمريكا فقط، وبعضهم تحدث عن دخول جنود أتراك أو من الأردن وكلها مغلوطة، وكل ما يتم تداوله غير صحيح ومازالت المفاوضات ومحاولات التقارب حول الاتفاق الأول برعاية الدول الضامنة ولم تنشر بنوده للآن بسبب عدم التزام ميليشيات الهجري به، والمسار حالياً هو محاولات الدول الضامنة إلزامه به علماً أن ميليشيات الهجري ومن خلفها كيان الاحتلال الإسرائيلي مازالت تتهرب من الالتزام وتحاول إطالة الأمور، وفي نفس السياق مازال الدعم عبر الطيران المروحي للاحتلال الإسرائيلي مستمرا للميليشيات حيث أنزلت حمولة في الفرقة 15 جنوب السويداء كما تواردت أنباء عن إجلائها لجرحى باتجاه المنطقة العازلة المحتلة'.
وكان 'المجلس العسكري' قد دعا ضباطاً وعسكريين و'حملة السلاح من المجتمع المدني' لحضور تجمع التأسيس في 24 شباط في منطقة سد العين بين السويداء وصلخد، بدعوى 'مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في أعقاب انسحاب الجيش السوري من المنطقة'، وأعلنت مجموعات عدة الانضمام إليه فيما بعد.
وقال الشوفي، في وقت سابق، إن المجلس يسعى إلى الاندماج في الجيش السوري الموحد الجديد، لكنه اشترط 'العلمانية والديمقراطية واللامركزية'، باعتبارها 'مبادئ أساسية لتحقيق العدالة والاستقرار'.
وفي البداية رفض حكمت الهجري، الاعتراف بالمجلس الجديد، ووصف أعضاءه بالانفصاليين، وقال إنهم يفتقرون إلى الشرعية لتمثيل المجتمع أو قيادة المحافظة، لكن المجلس بات يدين بالولاء للهجري مؤخرا، حيث يتفق الطرفلن على الانفصال واستجلاب الدعم من الكيان الإسرائيلي.
ويعتمد المجلس علماً يحمل خريطة سوريا، مشابها للعلم الذي تستخدمه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع إبراز محافظة السويداء 'بالنجمة الخماسية الدرزية'، وقد أعرب الشوفي عن استعداده للتعاون مع “قسد”، منذ تأسيس المجلس، وهو ما تكرر خلال الاشتباكات الدامية التي وقعت مؤخرا في السويداء.
ويتشكل المجلس بشكل أساسي، من (قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ‘مقرّها بكا’)، و(قوات النبي شعيب) و(قوات بيرق سليمان بن داوود) التي يقودها ماجد نجم أبو راس، وهو الذي 'عبر مراراً وتكراراً عن دعمه لإسرائيل، وفي إحدى المشاركات، أعاد نشر منشور على فيسبوك كتبه الإسرائيلي الدرزي سليمان عبد اللطيف يحث فيه الشباب الدروز في السويداء على الانضمام إلى المجلس العسكري، مدعياً أنه عندما ستدخل القوات الإسرائيلية سوريا، فإنها ستجند مقاتلين دروزاً في صفوفها'، وفق 'المركز العربي لدراسات التطرف'.