اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ١٠ نيسان ٢٠٢٥
نشرت مجلة نيوزويك الأميركية تقريراً موسعاً تناول ما وصفاه بظهور جماعة مسلحة جديدة في سوريا تُطلق على نفسها اسم 'أولي البأس'، وذلك في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد. وبحسب التقرير، فإن هذه الجماعة 'تقدم نفسها بوصفها امتداداً لمحور المقاومة' وتقول إنها 'تقف في وجه ما تصفه بمحور الشر العالمي' الذي ترى أن الولايات المتحدة تمثّل مركزه.
وفقاً لما ورد في التقرير، ترى جماعة 'أولي البأس' أن 'الوجود الإسرائيلي والتركي في سوريا يخدم المصالح الأميركية'، وتعتبر أن 'الولايات المتحدة هي من ترعى الفوضى والإرهاب في المنطقة'. كما تقول الجماعة إنها 'تُميز بين الحكومة الأميركية والشعب الأميركي'، وإنها 'ترفض توجيه أي رسالة إلى الإدارة الأميركية لأنها لا تمثل إرادة الشعب الأميركي'، بحسب ما ورد في تصريحات نقلها التقرير عن مكتبها السياسي.
يرصد التقرير أن الجماعة أعلنت عن نفسها في كانون الثاني الماضي، بعد أسابيع من إنهاء حكم الأسد، و'باشرت عمليات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب سوريا'. ويشير محللون استند إليهم التقرير إلى أن 'ظهور الجماعة يأتي ضمن محاولات إيرانية للحفاظ على نفوذها في سوريا بعد خسارة حليفها الأبرز'. كما لفت التقرير إلى أن شعار الجماعة وصورتها البصرية 'تشبه في تصميمها شعارات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني'، مما يثير تساؤلات عن طبيعة ارتباطاتها الإقليمية المحتملة.
ترجمة التقرير:
كان سقوط بشار الأسد ضربة قوية لمحور المقاومة التابع لإيران، إلا أن هنالك جماعة جديدة تقدم نفسها بالصيغة نفسها تشكلت لتقف في وجه المصالح الأميركية وأهم حلفائها المتناحرين فيما بينهم ضمن منطقة الشرق الأوسط.
غدت سوريا اليوم محوراً لصراع إقليمي على النفوذ بين دولتين تجاورانها، وهما إسرائيل وتركيا، ولهذا ترى الميليشيا التي أطلقت على نفسها اسم 'أولي البأس'، بأنها 'تقف في صف محور المقاومة ضد محور الشر العالمي' الذي تعتبر واشنطن جزءاً منه، وذلك بسبب الدعم الذي يقدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكل من إسرائيل وتركيا.
وفي تصريح لمجلة نيوزويك، أعلن المكتب السياسي لحركة 'أولي البأس' والمعروف رسمياً باسم: 'جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا-أولي البأس'، بأنه: 'بالنسبة للثناء على دور الكيان الصهيوني والاحتلال التركي، فإن ذلك أمر طبيعي، لأن أميركا هي من يرعى الفوضى والإرهاب والشر في مختلف بقاع العالم'.
غير أن تلك الجماعة أكدت بأنها تميز ما بين الحكومة الأميركية والشعب الأميركي، ولهذا عندما طُلب منها توجيه رسالة للرئيس الأميركي كما سبق أن فعلت فصائل عديدة من محور المقاومة، قوبل هذا الطلب بالرفض من قبل جماعة 'أولي البأس'، وعللوا ذلك بالفجوة ما بين سكان البيت الأبيض ومن ينتخبونهم، وعلقت الجماعة على ذلك بقولها: 'إننا نرى بأن الإدارات الأميركية المتعاقبة لا تمثل الشعب الأميركي، ولا تعبر عن هوية التعايش السليم مع الشعوب المتنوعة التي يتمتع بها الشعب الأميركي، ولذلك، لن نوجه أي رسالة لهؤلاء الذين لا يمثلون شعبهم، بل يمثلون طموحات دولة عالمية تسعى لسحق البشرية من أجل تحقيق مكاسب كبيرة في مختلف أنحاء العالم'.
أصول جماعة 'أولي البأس'
مايزال الغموض يكتنف جماعة 'أولي البأس' منذ أن ظهرت ضمن مشهد سوري متقلقل في شهر كانون الثاني من هذا العام، أي بعد أسابيع قليلة من انتهاء حكم الأسد الذي امتد لربع قرن وذلك على يد تحالف من الثوار الإسلاميين في الثامن من كانون الأول الماضي. وفي أول بيان لها، أعلنت الجماعة عن شن حملة مسلحة ضد القوات الإسرائيلية التي احتلت مزيداً من الأراضي في الجنوب السوري خارج مرتفعات الجولان المحتلة.
وبحسب تقديرات المراقبين، وعلى رأسهم من يعملون لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ومركز ألما للأبحاث والتعليم في إسرائيل، فإن مرد هذه الجماعة يعود إلى الجهود التي تبذلها إيران لتحافظ على نفوذها في هذا البلد الذي لطالما اعتبرته أهم حليف عربي لها في ظل حكم آل الأسد.
تعود بدايات الشراكة الاستراتيجية بين دمشق وطهران إلى عقود خلت، فقد كانت سوريا عضواً مهماً في محور المقاومة الذي تشكل في العشرية الأولى من الألفية الثالثة رداً على 'محور الشر' الذي ابتدعه الرئيس السابق جورج دبليو بوش وألصق تلك التسمية بإيران والعراق وكوريا الشمالية، ثم توسع ذلك المحور ليشمل كوبا وليبيا وسوريا على يد وكيل وزارة الخارجية السابق، جون بولتون، ثم تدهورت العلاقات السورية-الأميركية عقب قيام الحرب في سوريا في عام 2011، فقد رعت الولايات المتحدة عدة جماعات ثورية وذلك قبل أن تغير مسار دعمها وتخصصه لقوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية.
وعندما شنت قسد حملة منفصلة ضد تنظيم الدولة، استعاد الأسد، بدعم من إيران وروسيا، مساحات شاسعة من الأراضي التي خسرها لصالح الثوار والمجاهدين. وبحلول عام 2019، وبعد إلحاق هزيمة منكرة بتنظيم الدولة، جُمّد النزاع عملياً وبقي كذلك حتى قيام الهجوم المفاجئ الذي شنته جماعات الثوار التي ترأستها هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري.
يذكر أن بعض الجماعات التي حاربت إلى جانب الحكومة السابقة، وعلى رأسها الحزب السوري القومي الاجتماعي، بقيت نشطة في الميدان، وصارت تزعم بأن عملياتها ما هي إلا رد على توسع الاحتلال الإسرائيلي.
يناصر هذا الحزب رسمياً فكرة إقامة 'سوريا الكبرى' التي تشمل مساحات شاسعة من بلاد الشام والمناطق المحيطة بها، ومن بينها إسرائيل، ولهذا طالب الحزب في 17 كانون الأول بـ'إقامة جبهة سورية للتصدي للاعتداء السافر' الذي نفذته القوات الإسرائيلية المحتلة، وفي التاسع مع كانون الثاني، لبت جماعة 'أولي البأس' هذا النداء، عندما ظهرت تحت اسم 'جبهة تحرير الجنوب' قبل أن تغير اسمها في 11 كانون الثاني ليصبح بالاسم والشكل الذي تعتمده اليوم.
ثم إن الصورة التي اعتمدتها جماعة 'أولي البأس'، والمتمثلة برفع بندقية تشبه بندقية الكلاشينكوف، تماثل في أسلوبها الصورة التي قدمها الحرس الثوري الإيراني، ثم أدخلت على شعارات وصور حزب الله اللبناني، المعروف رسمياً بالمقاومة الإسلامية في لبنان، وغيره من العناصر المتحالفة مع محور المقاومة، ويشمل ذلك عدداً من الميليشيات التي تمثل المقاومة الإسلامية في العراق.
ومصطلح 'أولي البأس' الذي ظهر مرات عديدة في القرآن، استخدمه الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، لوصف حالة المواجهة التي يقوم بها حزبه مع إسرائيل عقب اغتيال سلفه، حسن نصر الله. فقد كان حزب الله أحد الفصائل الكثيرة التي تنتمي إلى محور المقاومة والتي تدخلت لصالح حركة حماس الفلسطينية بعد الهجوم الذي شنته في 7 تشرين الأول 2023 ضد إسرائيل، وأسفر عن الحرب التي ماتزال مستعرة في قطاع غزة.
ولكن على الرغم من اعتراف جماعة 'أولي البأس' بمشاركتها في محور المقاومة، أكدت عدم تبعيتها لأي حزب أو أي دولة في المنطقة، كما لم تعلن عن وجود أي صلة تربطها بغيرها من الجماعات الموجودة في سوريا، بل صرحت بأن: 'جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا، 'أولي البأس، حركة دينية ثورية قومية تتمتع ببعد قومي عربي، ولا تتبع لأي تنظيم موجود في سوريا، ولديها مشروع المقاومة السياسي الخاص بها والذي يضمن إقامة دولة قوية لديها إمكانات مهمة، وتدعم الحرية'، أما هدفها فيتمثل: 'بقيادة عملية بناء الدولة القائمة على المواطنة والثبات على الأرض والانتماء الحقيقي' ولا تعتبر فكرة إعادة الأسد إلى السلطة بعد أن فر إلى روسيا في أثناء تقدم الثوار نحو دمشق في كانون الأول فكرة قائمة على الواقعية السياسية، كما أنها لا توافق على وجود خلفه، أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام والذي تحول إلى رئيس مؤقت لسوريا.
وبما أن حركة 'أولي البأس' ماتزال تروج لرفع العلم السوري الذي كان يُرفع أيام الأسد، فإنها تعلل ذلك بالقول: 'إننا لا نؤيد الأشخاص، بل نؤمن بأن الشعب السوري هو صانع القرار'.
ولقد تواصلت مجلة نيوزويك مع وزارة الإعلام السورية للتعليق على الموضوع.
بعد خمسين عاماً.. الجبهة تشتعل من جديد!
لا تعتبر حركة 'أولي البأس' عملية طرد القوات الإسرائيلية من الجنوب السوري جزءاً من مهمتها، لأن هذا التوغل يعتبر العدوان الأول من نوعه الذي تقوم من خلاله إسرائيل بالتحرك على نطاق واسع خارج خط الهدنة الذي حُدد خلال الحرب الأخيرة التي قامت بين سوريا وإسرائيل في عام 1973. وترافق احتلال تلك الأراضي مع غارات إسرائيلية كانت الأكبر من نوعها واستهدفت مواقع تعود لجيش النظام البائد ضمت مستودعات للأسلحة الكيماوية.
والآن، ومع تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية، وتلميح الجيش الإسرائيلي بعدم وجود نية لديه بالرحيل عن الأراضي التي توسع فيها في الداخل السوري، صرحت حركة 'أولي البأس' بأن مهمتها بوصفها تمثل: 'شريحة من الشعب، أن نكون في موقع يمكننا من إلحاق الهزيمة بالاحتلال'.
ويبدو بأن الحركة خرجت بهذا التصريح خلال الشهر الماضي، بعد أن أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من الاشتباكات التي وقعت مع القوات الإسرائيلية في محافظة درعا الواقعة جنوبي البلاد.
إثر ذلك، اعترف مسؤول عسكري إسرائيلي بوقوع: 'حوادث قليلة في الجنوب السوري مؤخراً، حيث وقعت حوادث تكتيكية لكنها مهمة حصلت خلالها اشتباكات مع قواتنا'، وأضاف المسؤول نفسه: 'إننا عازمون على ضمان عدم وجود أي قوات على حدودنا يمكن أن تمثل أي خطر يهدد المدنيين لدينا، وبأن تبقى تلك القوات بعيدة عن مستوطناتنا، ولقد شهدنا بعض الأمور التي حدثت في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وعلينا أن نبقى يقظين على الحدود لنضمن وجودنا هناك بهدف الذود عن شعبنا، ولنكون على يقين من عدم وجود أي تهديد على أبوابنا'.
في تلك الأثناء، استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية في دك مناطق مختلفة من سوريا، تركز معظمها بالقرب من مدينة تدمر وسط البلاد، وذلك يوم الأحد الماضي، كما استهدفت الغارات قاعدة عسكرية في محافظة حماة يوم الأربعاء، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن عزمه على: 'مواصلة العمل على تبديد أي خطر يهدد المدنيين الإسرائيليين'.
من جانبه، وصف نائب القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، تساتش ساعر، العمليات الإسرائيلية في سوريا بأنها دفاع عن النفس، إذ قال: 'إن إسرائيل لا تهاجم النظام ولا الشعب السوري، ولو حدثت عمليات بين الفينة والأخرى، فإن ذلك يحدث بهدف التأكد من عدم استخدام الأسلحة الاستراتيجية ضد إسرائيل'.
وفي خضم التأكيدات العلنية التي قدمها الشرع بأن حكومته لن تمثل أي تهديد لإسرائيل، يشكك ساعر بالقيادة السورية الجديدة نظراً لارتباطاتها السابقة بتنظيمات جهادية، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وهذا ما دفعه للقول: 'إن النظام جديد، ومانزال نحاول تقييم توجهاته، لكننا لن ننس بأن الجولاني وصحبه كانوا جهاديين، إذ قد يقول قائل: 'من كان جهادياً ولو لمرة فسيبقى أبد الدهر جهادياً'، حتى ولو ارتدى بزة رسمية، ولهذا علينا أن نراقب إلى أين تتجه الأمور'.
وأضاف ساعر: 'يجب علينا ضمان سلامة حدودنا الشمالية وتأمينها، وهذا أمر لن نتنازل عنه البتة، وفي الوقت ذاته، لا نرغب بخوض حرب مع سوريا، ولهذا أعتقد بأنه من الضروري تفكيك بعض الإمكانات الإشكالية والخطرة للغاية والتي بقيت في سوريا، خلال مرحلة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة حالياً، كما علينا أن نضمن عدم توجيه تلك الإمكانيات ضدنا في يوم من الأيام'.
في الوقت الذي دانت إدارة الشرع الغارات الإسرائيلية، اتهمت حركة 'أولي البأس' الحكومة المؤقتة بالتواطئ بسبب عدم ردها على إسرائيل، إذ أصدرت الحركة بياناً خلال الشهر الماضي تحدثت فيه عن عملياتها ضد الجنود الإسرائيليين، وشددت على: 'ثورة الشعب السوري الحر ضد طغيان الاحتلال والإعلان الواضح الذي خرجت به الثورة ضد حكومة الأمر الواقع التي تمهد السبيل أمام هذا المحتل لتقسيم البلد'.
سوريا في مرمى النار
ذكر ترامب بأنه لا مصلحة لديه بتوريط إدارته في النزاع السوري المعقد الذي تعددت الجهات المتورطة فيه، بيد أن الولايات المتحدة مايزال لديها نحو ألفي جندي في سوريا، معظمهم يعمل إلى جانب قسد في شمال شرقي سوريا، وكذلك في الحامية الموجودة في منطقة البادية جنوباً حيث يتعاون الجنود الأميركيون مع الجيش السوري الحر الذي يمثل العرب عماده.
بعد مرور أشهر على اندلاع الحرب في غزة، تعرضت القوات الأميركية لغارات شبه يومية شنتها ميليشيات محلية تعمل تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق، وتشجع فكرة شن غارات جوية انتقامية. بيد أن تلك الجماعات أوقفت تلك الحملة بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عن خطة للبدء بسحب القوات من العراق مع بداية شهر أيلول من هذا العام.
هذا ولقد أصبح وضع القوات الأميركية في كل من سوريا والعراق اليوم محل تشكيك ومساءلة في ظل إدارة ترامب التي تؤيد فكرة الحد من الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، كما أشرفت تلك الإدارة على عقد اتفاق تاريخي وافقت من خلاله قسد على دمج إدارتها الذاتية ضمن حكومة الشرع.
هل سينهار اتفاق 'قسد' مع الدولة السوريّة؟
وبعد أن أضحت الولايات المتحدة في مواجهة مع مصدر خطر جديد إثر ظهور حركة 'أولي البأس'، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة ستواصل سعيها لنشر الاستقرار والحكم العادل في سوريا، إلى جانب ضمان عدم قدرة التنظيمات المصنفة إرهابية على العمل في ذلك البلد.
وفي تصريح لمجلة نيوزويك، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية: 'مستمرون بالمطالبة بتشكيل حكومة جامعة يترأسها مدنيون، تكفل عمل مؤسسات الدولة بطريقة فعالة وإسعافية وتمثيلية، وذلك لأن وجود استقرار وازدهار لدى الشعب السوري على المدى البعيد يتطلب وجود حكومة تحمي جميع السوريين سواسية... ثم إن ما تريده الولايات المتحدة في نهاية المطاف من سوريا هو أن تعيش بسلام مع جيرانها، وتحترم حقوق الإنسان، وتحظر الإرهابيين وتمنعهم من استخدام أراضيها كملاذ آمن لهم'.
ماتزال الولايات المتحدة تعتبر هيئة تحرير الشام تنظيماً إرهابياً حتى بعد أن أعلن الشرع عن تخليه عن الفكر الجهادي خلال السنوات القليلة الماضية، إلى جانب حله للهيئة بمجرد أن تولى زمام الأمور في كانون الأول الماضي. ثم إن الولايات المتحدة استنكرت العنف الذي استهدف أقليات في سوريا، كان من بينهم أفراد من الطائفة العلوية التي ينتمي الأسد إليها، بعد أن ارتكبت قوى الأمن السوري الجديدة وميليشيات متحالفة معها تلك المجازر، بحجة أنها تقارع فلول النظام البائد.
الجدول الزمني لأحداث الساحل
في تلك الأثناء، قد تطرأ مزيد من التعقيدات على السياسة الأميركية المعنية بالملف السوري بسبب عودة التوتر مؤخراً بين واشنطن وطهران، إذ بينما كانت هاتان الدولتان المتناحرتان منذ أمد بعيد تبحثان عن عودة ممكنة للدبلوماسية بينهما عقب القرار الذي خرج به ترامب وتخلى من خلاله عن الاتفاق النووي الموقع بين الطرفين خلال فترة ولايته الأولى، وتحديداً عام 2018، أخذ الرئيس الأميركي يهدد إيران بشكل مباشر بسبب تصرفات حلفائها، وخاصة حركة أنصار الله في اليمن، والمعروفة بحركة الحوثيين.
يذكر أن حركة 'أولي البأس' ترى بأن إيران تتعرض لضغط كبير بسبب وقوفها ضد المحاولات الأميركية لنشر نفوذها على مستوى العالم ولشد أزر إسرائيل في المنطقة، وقد أعلنت عن ذلك عبر تصريحها بأنه: 'بالنسبة للتهديد المستمر الذي تتعرض له الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن مرد ذلك يعود لاحتفاظها بهوية مستقلة ورفضها الخضوع، كما فعلت فنزويلا وغيرها من الدول التي تخلت عن الهيمنة الأميركية، ولكن الحقيقة تكمن في أن إيران تهدد تلك الدولة المتقدمة الواقعة في غربي آسيا، أي الكيان الصهيوني'.
المصدر: The Newsweek