اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
رفع أحدهم في مسيرة مؤيدة للسلطة الحالية 'صندوق بويا' للسخرية من السوريين الكرد، وأنهم كانوا يعملون ماسحي أحذية في عهد النظام السابق.
المشهد وقع وسط مسيرات حملت عنوان 'الوحدة الوطنية' في الذكرى الأولى لانطلاق معركة 'ردع العدوان' التي أسقطت نظام الأسد، وتفترض السلطة الحالية أن اليوم وبعد مرور عام، يجب أن تتحقق الوحدة الوطنية عبر طريق واحد هو دعم السلطة في قراراتها، وبذلك تتم حماية البلاد من التقسيم والانفصال وما إلى ذلك.
هذه 'الوحدة الوطنية' المطلوبة، تجسّدت معانيها في بعض مشاهد هذه المسيرات، سواءً بمحاولات النيل من الكرد، أو بشتم وتهديد العلويين والدروز تحت مسمّى 'الأقليات'، من بوابة استعراض قوة 'الأكثرية' ومنطق الغلَبَة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الحديث عن 'بويجي' و'صندوق البويا' لإهانة الكرد، لا سيما في حقبة بعد سقوط النظام، حيث بات خطاب الكراهية ممنهجاً وواضحاً وفجّاً وليس – حالات فردية- كما يحلو لبعض مسؤولي الحكومة القول.
ماذا يعني صندوق البويا؟ يعني عملاً شريفاً لكسب لقمة عيش بالحلال ودون تسوّل من أحد، ما يعني أنه رمز للكرامة وليس للإهانة، تماماً كما حدث في استخدام 'العمل بالمنازل' في سياق إهانة مكوّن سوري خلال حديث وزير سوري مثقف جداً.
سنغافورة الجديدة تتحوّل إلى مرجع عالمي .. أكاديمية دولية لتعليم خطاب الكراهية
وإذا اتّبعنا هذا النمط من إهانة الناس بأعمالهم، يصبح الخضرجي إهانة والنجار شتيمة والسبّاك مسبّة وعامل النظافة عار، ولكن هل نستغني عن كل هؤلاء في المجتمع ونعمل جميعاً أطباء وصيادلة ومحامين ومهندسين فقط؟، ونحضر عمالاً من كوكب آخر نستطيع إهانتهم كما يحلو لنا لأنهم يعملون بمهنٍ تقدّم خدماتها للمجتمع لكنها لا تلبّي معايير أصحاب خطاب الكراهية.
لقد عانى السوريون الكرد أسوأ أنواع الاضطهاد في زمن النظام السابق، ووصل بـ'البعث' حرمانهم حتى من الجنسية السورية، عانوا منعهم من لغتهم وثقافتهم وأعيادهم، منعوا من المدارس والعمل والوظائف لأنهم بدون جنسية، عوملوا كمواطني درجة عاشرة فقط لأنهم خلقوا كرداً في بلد 'البعث العربي' والعروبة وكل الشعارات التي ظهر زيفها وخداعها.
خطاب الكراهية في سوريا .. كيف تتحوّل الكلمات إلى مجازر؟
وتم استخدام سرديات كراهية مشابهة ضدهم في زمن النظام، بينما كان الطموح في زمن التحرر من النظام أن يزول خطاب الكراهية ووسم المكونات والمدن بصور نمطية مسيئة بقصد الإهانة، لكن الآمال خابت سريعاً وظهر بوضوح أن قادة خطاب الكراهية ومروّجيه ليسوا مجرد حسابات وهمية على فيسبوك، رغم كثرتهم، بل هم أشخاص حقيقيون يعيشون بيننا ويجاهرون بإساءاتهم وسط الجموع دون أن يمنعهم أحد أو يردعهم رادع أو تتحرك بحقهم دعاوى قضائية بتهمة نشر خطاب الكراهية.
سيبقى صندوق البويا أكثر شرفاً من أصحاب خطاب الكراهية والمسيئين للمكونات السورية وأصحاب العقول الضحلة.




































































