اخبار سوريا
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
يرى الأكاديمي والسياسي السوري يحيى العريضي أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع لتوغلها في الجنوب السوري، بعد أن كانت مطمئنة تجاه مناطقها الشمالية خلال 40 عاما من حكم الأسد.
وقال العريضي خلال حديثه في برنامج 'قصارى القول' مع سلام مسافر على قناة RT عربية: 'منذ اللحظات الأولى لانهيار منظومة الأسد الاستبدادية، شنت إسرائيل أكثر من أربعمائة غارة جوية أدت إلى تدمير 90% من القدرة العسكرية السورية، مستغلة الوضع السوري في غرفة الإنعاش، وبالتالي ردة الفعل من السلطات السورية الجديدة، كان ركيكا، فاترا، قاصرا وضعيفا، اقتصر على التنديد بالعدوان فقط'.
وأضاف: 'استهداف إسرائيل للقوة العسكرية السورية في الساعات الأولى من نهاية منظومة الاستبداد الأسدي، لم يعط فرصة لسماع وجهة النظر الأخرى من الإدارة السورية الجديدة تجاه العلاقات الإيجابية أو السلبية فيما يتعلق بالاتفاق الإبراهيمي أو غيره من عمليات التطبيع أو العلاقات مع إسرائيل'.
وتابع: 'أعتقد أن أي إدارة موجودة بسوريا ترغب في السلام، لكن ليس بالخضوع وبالقوة. ومع ذلك، لا أرى أي بادرة تجاه هذا الموضوع، فالسلطة الجديدة إذا كانت تنشد السلام وتسعى جاهدة نحو تحقيقه أمام العالم، إذا، لماذا تتصرف بعدائية مع السوريين، وكأنها تعاقبهم على خلاصهم من الاستبداد. الإدارة الحالية ليس بمقدورها اتخاذ قرارات بهذا الاتجاه، وخاصة أن ردود الفعل تجاه الانتهاكات الإسرائيلية حتى الآن ضعيفة'.
وحول دور شيوخ العقل في الطائفة الدرزية بالتأثير على صياغة المواقف السياسية بسوريا، أوضح العريضي: 'أحد شيوخ العقل، وهو حكمت الهجري أقر منذ البداية بأنه ليس رجل سياسة، لكنه بشكل أساسي يريد دولة علمانية تحكمها القوانين وليست المحاصصات، ولا تقتصر على لون واحد أو فئة بعينها، وإنما يجب أن تنسجم مع طبيعة سوريا المكونة من مجتمع متنوع يضم ثقافات وطوائف مختلفة تراكمت عبر التاريخ. ولا أتصور بل ومن الظلم لمجتمع بنى معروف بالجنوب السوري، القول إن رجل دين يتحكم بسياساته هناك'.
واستطرد: 'هناك مشايخ آخرون من العقل، وهم ثلاثة ولهم اعتبار، لكن الهجري اعتُبر المتسبب في جميع العراقيل، وكأن كل الإشكالية السورية قد تمركزت حول ذلك الرجل. الأمر ليس كذلك، فالمسألة تتعلق بشيء من اهتزاز الثقة بين السلطة القائمة وأهل السويداء '.
وشدد العريضي على أن 'السويداء لا تحتاج إلى اتفاقات وتفاهمات مكتوبة وموقعة مع السلطة، فهي جزء أساسي من سوريا ومسؤولة تاريخياً بموقعها الجغرافي. وحدة سوريا التي تركها لنا الاتفاق الموقع في زمن الفرنسيين، حيث قسموا سوريا إلى مجموعة من الدول. لكن ذلك المكان الجغرافي، جبل العرب سهلا وجبلا، لم يقبل أن تكون سوريا مقسمة إلى عدة دول، وإنما يجب أن تبقى دولة واحدة'.
المصدر: RT