اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
دعت رئاسة الجمهورية العربية السورية، في بيان، إلى ضبط النفس والتوقف عن سفك الدماء، متعهدة بإرسال قوات لضبط الأوضاع، في السويداء، فيما أكد مجلس الإفتاء الأعلى حرمة الاستقواء بالكيان الإسرائيلي والاعتداء على حرمة دماء الأطفال والنساء من كل الطوائف.
وقال البيان الذي نشرته وكالة سانا للأنباء، مساء أمس الجمعة، إن الرئاسة تتابع بقلق بالغ وأسف عميق، ما جرى ويجري من أحداث دامية في الجنوب السوري، والتي جاءت نتيجة تمدد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، اتخذت من السلاح وسيلة لفرض الأمر الواقع، وعرّضت حياة المدنيين -من أطفال ونساء وشيوخ- للخطر المباشر.
وأكد البيان أن الهجوم على العوائل الآمنة، وترويع الأطفال، والتعدي على كرامات الناس في بيوتهم، هو أمر مدان ومرفوض بكل المقاييس الأخلاقية والقانونية والإنسانية، ولن يُقبل تحت أي ذريعة أو تبرير، وأن احترام المدنيين وضمان أمنهم هو واجب وطني لا نقاش فيه، وأي انتهاك لهذه القيم هو طعن في جوهر المجتمع وتهديد لوحدة البلاد.
وأضاف أن الجمهورية العربية السورية تنطلق في موقفها من هذه الأحداث، من مبدأ راسخ، وهو الحرص على السلم الأهلي لا منطق الانتقام، فهي لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة، لا بالثأر.
وقال البيان إن الجمهورية العربية السورية تثبت – مرة تلو أخرى – أنها دولة لكل أبنائها، بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم من الطائفة الدرزية وقبائل البدو على حد سواء، وليست لطائفة أو جماعة بعينها، فالمسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع تحت سقف واحد هو الوطن، وتحت مرجعية واحدة هي القانون.
كما دعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل، حيث تبذل الدولة جهودًا حثيثة لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع.
وأشار البيان إلى أن الجهات المختصة تعمل على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانياً، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت.
من جانبه أعلن مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا مجموعة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالأحداث الجارية في محافظة السويداء.
وقال المجلس إن من المُسلّمات البديهية حرمة الخيانة والاستعانة على الدولة بالعدو الصهيوني المحتل الغادر، الذي يؤكد كل مرة أنه أهل للعداوة، لا للعهود والمواثيق.
كما أكد حرمة قتل الأطفال والنساء، وحرمة العدوان على المدنيين والضعفاء، وإخراجهم من ديارهم، من أي طائفة كانوا، مع تغليظ تلك الحرمات في الشهر الحرام، وذلك كله بإجماع العلماء، مشيرا إلى وجوب التمييز في التعامل بين من يستقوي بالعدو، وبين شركائنا أبناء مجتمعنا، وحرمة الاعتداء على أي سوري، من جميع المكونات والطوائف، في جميع المناطق والمؤسسات والمرافق والأحياء.
وأوجب المجلس على الدولة شرعًا حماية جميع المواطنين بلا تمييز، وبسط الأمن، ومنع الفتنة، وردع المعتدين، وإغاثة المنكوبين والمهجرين، من أي طائفة كانوا، مؤكدا حرمة الخطابات التحريضية الطائفية، وشدة خطرها، ووجوب التثبت من الأخبار، والتأكد من مصلحة نشرها وعدم ضررها قبل التفاعل معها.
وختم المجلس بيانه بتأكيد مشروعية الدفاع عن النفس والعرض والمال ضد من يصول عليها، وفضيلة نصرة المظلوم والضعيف والمخطوف بالمقدور والاستطاعة، مع ضرورة الرجوع إلى الدولة وحرمة منازعتها في مهامها الأساسية المختصة بها.
يشار إلى انسحاب رتل للأمن الداخلي نحو محافظة درعا بعد تعذّر دخوله إلى السويداء بالتزامن مع رفض المجموعات الخارجة عن القانون بنود اتفاق تم التوصل إليه من أجل التهدئة، فيما شهدت مشارف مدينة السويداء اشتباكات متقطعة بين تلك المجموعات ومقاتلي العشائر صباح اليوم.