الدفاع المدني السوري يواصل مكافحة ألسنة اللهب غربي البلاد

يعمل الدفاع المدني السوري دون توقف، منذ أيام، حيث تكافح فرق الإطفاء النيران على الأرض فيما تحلّق الطائرات في الجو للمساندة بدعم من تركيا والأردن ولبنان، في سباق مع الزمن لحماية الغابات ومنع امتداد الكارثة، وسط صعوبات كبيرة.

وانتشرت الحرائق مساء أمس في منطقة كارن كول والبركة في ناحية قسطل معاف بريف اللاذقية الشمالي، مع اشتداد سرعة الرياح، رغم مواصلة جهود فرق الإطفاء في الحد من انتشار النيران ومنع توسعها لأماكن جديدة، لكن الرياح النشطة وعدم وجود خطوط نار وطرق للوصول لبؤر الحرائق يعيق إخمادها.

وأعادت الرياح العاتية إشعال بؤر الحريق بعد إطفائها في جبل التركمان، كما توسّع نطاقها، مما زاد التحديات الميدانية أمام الفرق مع هبات قوية مساء أمس، وصعوبات كبيرة بالوصول لبؤر النيران في منطقة برج زاهية بريف اللاذقية، بسبب تضاريس المنطقة الجبلية، ومع توسع رقعة الحرائق في محيط قرية الغسانية (الفلك) في ناحية رأس البسيط، واقترابها مع المنازل وهو ما دفع فرق الإطفاء لإخلاء السكان من القرية.

وقال مدير مديرية الحراج مجد سليمان، إن الحرائق امتدت إلى الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية من محمية الفرنلق، شاملة قرى قسطل معاف والمزرعة وبيت ملق والقنطرة والخضراء، وهي مناطق ذات كثافة حراجية وصنوبرية عالية، كما تأثرت قرية عطيرة في الجهة الشمالية الشرقية، وتُعدّ من المناطق المهمة في المحمية من الناحية الجنوبية.

وبيّن أن التركيز حالياً ينصب على حماية نواة المحمية والنقاط ذات التنوع الحيوي والكثافة الحراجية العالية، ولا سيّما غابات السنديان شبه العذري التي تتميز بأهميتها البيئية الكبيرة، مشيراً إلى أن فرق الإطفاء تعمل على عزل محور الكبير وغابات الفرنلق لمنع امتداد النيران إلى مناطق أخرى، وفقا لما نقلته قناة الإخبارية.

ولفت إلى أن المساحة الكلية للمحمية تبلغ نحو 5360 هكتاراً، ما يستدعي جهوداً مكثفة للحفاظ على هذا الموقع الحيوي من تأثير الحرائق المتصاعدة.

من جانبه قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، إن الفرق تواصل جهودها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث استجابت لـ4000 حريق منذ بداية نيسان وحتى يوم الإثنين 7 تموز، حيث كان النصيب الأكبر من الحرائق في حلب تلتها اللاذقية، بينما بلغ عدد الحرائق الزراعية والحراجية 2054 حريقاً، منها 441 في اللاذقية و308 في طرطوس.

وأضاف أن عمليات الإخماد تطلّبت 3744 ساعة عمل، بينها 1400 ساعة في اللاذقية، ما يعكس صعوبة السيطرة على الحرائق في المناطق الجبلية كثيفة الغابات، وقد استجابت الفرق لـ334 حريقاً، منذ بداية تموز، بينها 170 حريقا زراعياً وحراجياً، 46 حريقاً في اللاذقية و26 في طرطوس.

وفي محافظة حماة، أعلن مسؤول غرفة عمليات إطفاء الحرائق، حسن الحسن، السيطرة على حريق اندلع في منطقة فورو غرب المحافظة، بعد جهود ميدانية مكثفة، مؤكدا أنه دخل مرحلة التبريد والمراقبة، أمس، مع متابعة البؤر المتبقية بسبب صعوبة التضاريس وانتشار الألغام، وقد تم حصر مساحة الحريق بـ20 دونماً.

وأكّد الحسن إخماد حرائق متعددة خلال الأيام الماضية في سهل الغاب وريف مصياف، ضمن خطة الطوارئ المعلنة منذ مطلع الشهر الماضي، مشدداً على جاهزية غرفة العمليات للاستجابة الفورية، وداعياً المواطنين إلى التعاون في الإبلاغ المبكر للحفاظ على السلامة البيئية.

وأكد وزير الزراعة أنه سيتم بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي دعم المزارعين وتعويضهم عن الأضرار التي حصلت جراء الحرائق، وقال إن المنظمة أبدت استعدادها 'لتقديم الدعم وتعزيز صمود الأهالي بهذه المناطق' حيث سيقوم مسؤولون بجولة في المناطق المتضررة في اللاذقية لتقييم الأضرار وإعداد اللوائح اللازمة.

يذكر أن الحرائق أتت على نحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعاً، تضم آلاف الأشجار الحراجية في ريف اللاذقية.