×



klyoum.com
syria
سورية  ٢٩ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سورية  ٢٩ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سورية

»ثقافة وفن» تلفزيون سوريا»

أدب ما بعد الثورة السورية: من عبودية المجتمع إلى صيحات الانعتاق

تلفزيون سوريا
times

نشر بتاريخ:  الخميس ٢١ أذار ٢٠٢٤ - ٠٨:٢٦

أدب ما بعد الثورة السورية: من عبودية المجتمع إلى صيحات الانعتاق

أدب ما بعد الثورة السورية: من عبودية المجتمع إلى صيحات الانعتاق

اخبار سورية

موقع كل يوم -

تلفزيون سوريا


نشر بتاريخ:  ٢١ أذار ٢٠٢٤ 

من رحم مجتمع خاضع لسلطة شمولية، انطلقت الثورة محمّلة بالأمل في تحرير الإنسان واستعادة حقوقه. وبرز الإعلام كإحدى أهم أدوات التعبير عن تطلعات الإنسان الثائر، بينما انشغل أدب الرواة بالتنقيب في ردهات الذات والكشف عن الأسباب الفردية لثورة الثائرين، محاولاً الغوص في تعقيدات الحياة الاجتماعية التي فرضها الطغاة وأنظمة الاستبداد.

عبودية الأسرة في 'قشرة البيضة'

رواية 'قشرة البيضة' للروائية ابتسام شاكوش، تتميز بأسلوبها السهل وشخصياتها المُتقنة وموضوعها الاستثنائي. وتتناول الرواية قصة فتاة 'وسيلة' تنشأ في بيئة اجتماعية تختار كل عائلة منها إحدى بناتها لتكون خادمة لها:  'لا صديقات لي في الحارة سوى سعاد، وهي مثلي، منذورة لخدمة أمها'.

تتحدى بطلة الرواية هذا التقليد الاجتماعي وتقرر العمل على كسره. بمساعدة أخيها 'غالب'، تنجح بتأمين فرصة عمل ليكون لها دخل ثابت: 'لأول مرة في حياتي سيكون بين يدي مال، هو مالي، وأكون حرة في التصرف به'. لكن والدتها 'وجيهة' تبدأ بالاستيلاء على راتبها على رأس كل شهر: 'طلبت منها أجرة السفر. أعطتني مبلغا يكفي أجرة الذهاب فقط، قالت: مرّي بمكتب أخيك، سلِميه مرتبك، وارجعي برفقته، وسيدفع عنك أجرة العودة'.

في عملها كذلك، تدخل وسيلة في مافيا الفساد الحكومي: 'لقد ولغت في الحرام، وجرفني تياره إلى مستنقع موحل نتن، التوبة تقتضي الكف عن المعصية، لو كففت يدي عن قبض المال الحرام هل يتركني مدير عملي؟ لقد هدد وتوعد، وأنا أعرف نذالته وأخافه'.

الرَّاوِيَة هي الشخصية المحورية، تروي تفاصيل حياة المنذورات في مدينة 'الحفّة' بريف اللاذقية، ولأجيال يستمر نذر البنات في خدمة الأمهات: ' نموت كما ماتت العمة ليلى وفاطمة ناصر والعمة زينب'. تلتقي وسيلة معَ قريناتها ليتبادلن همسًا حكايات آلامهن وخيباتهن: 'ضاعت أعمارنا، ضاعت جهودنا وأموالنا، لم نحصل على أجور الخادمات، نحن عاملات نحل، مهمتنا جني العسل وتنظيف الخلية، وتهوية السيدة الملكة، وعندما تتمزق أجنحتنا، نسقط حيث نكون، ننازع الموت وينازعنا، لا يبكينا أحد ولا يمشي في جنائزنا إلا من يحملون النعش، ولا يقام لنا عزاء'.

 بعد اندلاع ثورة السوريين، تقرر وسيلة الانضمام إليها منذ البداية، فهدف الشعب الآن هو 'إسقاط نظام الفساد والرشوة والنهب، والمحسوبيات، وأنا جزء منه، وأداة من أدواته، بيدي يغل مديري ما يغله، فيملأ جيوبه ويقذف لفروع المخابرات ما يجنبه نقمتها'. وعندما بدأت الجماهير تهتف لإسقاط النظام، هتفت هي الأخرى معه لإسقاط ذلك النظام المتسلّط الذي 'قتل الرجولة في نفوس الرجال'، وهتفت لإسقاط نظام عبوديتها في بيتها وفي دائرة عملها...

تتطرق الرَّاوِيَة بين ثنايا قصتها لقضايا جدلية كظلم الأبناء تحت عنوان بر الوالدين: 'أنت مغضوبة الوالدين، ستكون أيامك كلها سوداء، ألا تعرفين أن بر الوالدين فرض من الله؟'. وتسلّط الضوء أيضا على مظالم سياسية واجتماعية، وسلب أبسط الحقوق، كقصة حبيب البطلة (آزاد)؛ 'رجل غريب ضائع، يحلم بامتلاك بطاقة هوية'، في إشارة إلى مكتومي القيد من أكراد محافظة الحسكة.

'في عِدَاد الأحياء': شعب يرفض الخنوع

في نهاية 'قشرة البيضة' تتحطم الجدران وتخرج الجماهير عن صمتها، فـ القُمقم قد كُسر و'خرج الشعب منه مارداً سليماً معافى فَرَدَ جسده للشمس والهواء النقي، كما يخرج الفرخ من داخل البيضة، فيستبدل عالمه الصغير باتساع الكون، فهل تستطيع قوة على الأرض إعادته إلى داخل قشرة البيضة؟'

هذه النهاية الاستشرافية لاستحالة العودة إلى الخنوع في رواية 'قشرة البيضة'، نجدها بذات المعنى في مستهلّ رواية 'في عِداد الأحياء' لـ رباب محمد؛ فبعض الكلمات 'بعد أن تخرج لا تعـود أبـدأ. انظري إليهـم ما عاد الخوف يعنيهـم، بعد أن دفعهم إلى النهاية خرجوا...'.

الروايتان تصنَّفان ضمن أدب الرواية النسوية المحافظ والملتزم والمعبر عن المرأة السورية، والمبتعد عن المتاجرة بحقوق النساء في بازارات السوشل ميديا. وتتقاطع بطلة رواية قشرة البيضة 'وسيلة'، مع بطلة رواية في عداد الأحياء 'صفاء'، بالثورة على الظلم؛ ظلم العائلة والنظام السياسي.

صرخة نسوية خلف قضبان الحديد

تبدأ رواية 'في عداد الأحياء' بتوثيق دقيق لبدايات الثورة، فتروي لنا تفاصيل أول مظاهرة، وأول شهيد، وأول مشفى ميداني، ثم تنتقل إلى سرد الأخبار بقوالب حكائية تشوبها التقريرية أحيانا.

مع بدء مشاهد الاعتقال والتعذيب، تشهد الرواية تحولاً فنياً رفيعاً، فتأخذ سمات أدب السجون بتفاصيله المذهلة. ومع هذا المنحى المفاجئ، نتلمّس تبلور شكل روائي لسيرة ذاتية على شكل حوارات ضمنية بين الكاتب وبطلة القصة، وكلاهما يروي الأحداث.

تبرز محاولات جادة لتفسير وتوصيف الظلم الاجتماعي للمرأة، فالشخصية المحورية 'صفاء'، كان لها أب: 'أقل ما يقال عنه جبار، البنات عنده مغرومات، كل شيء محرم، النظر من النافذة ذنب، والخروج إلى سطح البيت كبيرة. أخواتي تزوجن صغيرات هربا من بطشه فوقعن بأشباهه'. الأب الظالم هنا هو إمام وفقيه، يستفتيه الناس. يحترمونه ويحبونه، لكن شخصيته في البيت مختلفة: 'كان ظالماً جباراً، لم أسمع منه كلمة طيبة'.

تنتقد الروايتان التأويل الاجتماعي للنص الديني، الذي يُخالف أحيانًا ثوابت الإسلام. تتساءل بطلة الرواية: 'كيف حوّلوا الدين الذي أنقذ البنات من الوأد تحت التراب إلى دين يئد البنات فوقه؟'، ليبقى لسؤالها صدى يتردد على امتداد الرواية.

رفضت بطلة الرواية الزواج 'خوفا من مآل أختيها'. فقررت أن تموت في بيت أبيها 'مرة واحدة، بدلاً من أن تموت ألف مرة في بيت الغريب'. بينما أُجبرت 'وسيلة' على عدم الزواج لتخدم عائلتها. في كلتا الحالتين، استُخدم الدين لتبرير الظلم: 'دين اقتطعه على مقاسه وهواه كما يحب ويشتهي'، بحسب وصف صفاء.

بين جدران معتقلها، تبحث صفاء عن دوافع تمردها. تراودها أفكار حول دور والدها في تشكيلها، فتقول: 'لو لم يكن أبي ظالما إلى هذه الدرجة، ما كنت متمردة أنا إلى هذه الدرجة. الحياة التي عشتها هي من جعلتني على ما أنا عليه'.

صراعات الشخصية المحورية تتسم بالثبات ووضوح الرؤية، بدءا بصراعها مع منظومة المجتمع متمثلة بالأب، ثم صراعها مع النظام ومشاركتها بالمظاهرات. هذا اليقين والثبات يتزعزع بعد الاعتقال، لتكتشف حجم الاختراق الكبير للثورة بعد أن أخبرها المحقق قائلا: 'لنا بينكم جنود على الجبهات وقتلوا هناك، حسبتموهم من شهدائكم، وحسبناهم من شهدائنا'، تعاظمت هذه الرؤية الضبابية، واختلال الثقة عندما وضعوها مع سجينات جنائيات: 'إحداهن كانت سجينة قضية أخلاقية، ما أصابني بمقتل اكتشافي لعلاقتها مع قيادات الثورة، كانت تنقل لهم الأسلحة ويثقون بها، وكأن وجودها بيننا لتشويه نفوسنا، وتعذيبنا'.

صفاء ووسيلة مثالان عكستهما الرواية السورية، وهما تمثلان شرائح واسعة من نساء سوريا الثائرات على نظام، لن تُستكمل فصول الثورة وتظفر بإسقاطه بدون التخلص من رواسبه الاجتماعية والثقافية في سلوكنا وممارساتنا، سواء داخل البلاد أو خارجها.

أدب ما بعد الثورة السورية: من عبودية المجتمع إلى صيحات الانعتاق

أخر اخبار سورية:

معرض الدوحة الدولي للكتاب يعلن موعد انطلاق دورته الـ33

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1641 days old | 978,688 Syria News Articles | 5,930 Articles in Apr 2024 | 17 Articles Today | from 61 News Sources ~~ last update: 16 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



أدب ما بعد الثورة السورية: من عبودية المجتمع إلى صيحات الانعتاق - sy
أدب ما بعد الثورة السورية: من عبودية المجتمع إلى صيحات الانعتاق

منذ ٠ ثانية


اخبار سورية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل