اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
دمشق-سانا
لأن الشعر يُسطّر تاريخ الشعوب ومآثرها، والكلمة حين تُقصى لا تموت، بل تنتظر لحظة النصر لتضيء من جديد، جاء مساء دمشق مختلفاً هذه المرة، فعلى خشبة مسرح دار الأوبرا، وبرعاية وزارة الثقافة عادت الأصوات الحرّة إلى مكانها الطبيعي، في أمسية شعرية بعنوان 'نصر يليق بنا'، أحياها الشاعران أنس دغيم وحذيفة العرجي.
أنشد الشاعران حكاية وطنٍ وشعبٍ لم تنكسر إرادتهما، فارتفعت القصائد في قلب العاصمة، توثّق آلة القمع، وتُجسّد صمود الإنسان السوري، مستدعيةً الذاكرة من عمق الجراح، فحملت القصائد قيم الحرية والكرامة، والعدالة والحق، ومجّدت التضحيات، ورسمت ملامح النصر المؤزّر، فكانت القصائد إعلاناً بأن الكلمة قد عادت إلى موطنها، إلى قلب سوريا، لا خافتة ولا منفية، بل حرّة كما وُلدت.
حين يوقظ الشعر فطرة الحرية ويعيد تشكيل الوعي
الشاعر أنس دغيم، شاعر الثورة، لم يُلقِ قصيدة فحسب، بل سعى ليعيد تشكيل المشهد في سوريا الحرّة بشعره، فالشعر يغرس فطرة الحرية في القلب، ويوقظ درب النصر في الوعي، فهو تحريرٌ للنفس قبل الأرض، ووجهة لا تنحرف عن الحق، مهما اشتدّ الظلام، وأعرب الشاعر عن ذلك بقوله: هذه الأمسية تليق بنا، تليق بجمهور الشعر، وبسوريا التي تستحق كل شيء جميل، فلها شهداؤها، ولها شعراؤها أيضاً،
للتاريخ ذاكرته… والشعر بيتها الأبقى.
أما الشاعر حذيفة العرجي، فعبّر عن هذه الأمسية بوصفها الحدث الأدبي الأهم في مسيرته الشعرية، قائلاً: لا أراها منعطف طريق، بل الخط المستقيم إلى المجد، فدمشق التي سحقتها آلة القمع الأسدية، عادت اليوم إلى حريتها، وانتصرت على أعدائها، وأنزلت أدباءها منازلهم واحتفت بهم.
وعن قدرة الشعر على مقاومة النسيان، قال العرجي: يكفي القصيدة شرفاً أن التاريخ لو اختار حفظ نفسه، لاختار بيتاً من الشعر، لكننا لا نحتاج إلى الغرق في الذاكرة، ولا إلى نسيانها، بل إلى خطٍّ وسط بين هذا وذاك، كي ننتصر حقاً.
الشعر ديوان انتصارنا… وبه تفتتح مواسمه في سوريا
في ختام الأمسية، ألقى وزير الثقافة الأستاذ محمد ياسين صالح كلمة عبّرت عن عمق اللحظة، وقال: أتينا لنقول للعالم إن قدر هذا الشعب أن يكون فارساً في المعارك، والمنابر، والمحافل الدبلوماسية، والعالم كله رأى صنيعه.
وتابع الوزير صالح: نحن نوثّق أيامنا والمجازر التي ارتكبت بحقنا، ونوثّق أسماء شهدائنا في الشعر، لأنه ديوان العرب، وديوان انتصارهم أيضاً، معلناً عن إطلاق مواسم الشعر من دمشق، لتستكمل في سائر المحافظات، كما يليق بشعب سطّر أعظم انتصار في عصرنا الحديث، ويستحق من كل شيء أحسنه وأفضله.
القصيدة لا تُختم… بل تبدأ من دمشق
'نصر يليق بنا' لم تكن مجرّد فعالية، بل استعادة لدور القصيدة إلى صلب الفعل الثقافي والاجتماعي والسياسي، وتأكيد على الدور المحوري للثقافة في ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة، وتعزيز قيم الوطن والمواطنة من خلال الأدب، ولأن الكلمة الحرة هي أول ما يُولد في وطن يسير نحو التعافي ويستعيد ألقه الحضاري.
تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب