اخبار سوريا
موقع كل يوم -اقتصاد و اعمال السوريين
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٥
عبّر الكثير من الموظفين والمتقاعدين عن خيبتهم من مبلغ المنحة التي أصدرها الرئيس أحمد الشرع، قبل يومين، بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، مشيرين إلى أن تحسين مستوى الدخل لا يكون من خلال العطايا والمنح وإنما بحاجة إلى زيادة معقولة على الرواتب والأجور، وهو ما وعدت به الحكومة قبل عدة أشهر دون أن تنفذه على أرض الواقع.
وكان الرئيس الشرع أصدر مرسوماً يقضي بتقديم مبلغ 500 ألف ليرة سورية، لكل العاملين في القطاع العام من مدنيين وعسكريين، ومنحة أخرى تستهدف المتقاعدين من مدنيين وعسكريين، قيمتها 300 ألف ليرة سورية.
ويقول يوسف، العامل في القطاع العام منذ عشرين عاماً: 'كنت كباقي العاملين أنتظر زيادة مجزية على الراتب، كما وعدتنا الحكومة الجديدة، لكن هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن'.
وبخصوص المنحة، يضيف يوسف لموقع 'اقتصاد': 'لم تعد البحصة التي تسند الجرة، لأن الجرة مالت كثيراً بعد ارتفاع الأسعار الكبير، وخصوصاً سعر ربطة الخبز الذي ارتفع من 400 ليرة إلى 4 آلاف ليرة، وهذا يعني أن الراتب كله لم يعد يكفي لتغطية تكاليف الخبز'.
وأثار الفارق في مبلغ المنحة بين القائمين على رأس عملهم وبين المتقاعدين، ردود فعل سلبية لدى الكثيرين، حيث يقول المهندس المتقاعد نذير، الذي تجاوز عمره السبعين عاماً، أن 'هذه المفارقة تعد خطأً فادحاً، ولها انعكاسات معنوية ونفسية على المتقاعدين، قد تتجاوز مفارقة القيمة المادية للمنحة، وخاصة للذين لم تطال جيوبهم يد الفساد السابق، الذين قضوا أعمارهم في خدمة القطاع العام، بانتظار نهاية الوظيفة وراتب تقاعدي، يعينهم على الحد الأدنى، من مستلزمات الشيخوخة'.
أما المتقاعد اسماعيل والذي تجاوز عمره السبعين عاماً، فيقول إن راتبه التقاعدي يبلغ 250 ألف ليرة مع مبلغ المنحة يصبح 550 ألف ليرة، بينما هو يحتاج شهرياً إلى ثمن أدوية تتجاوز قيمتها الـ 200 ألف ليرة، بسبب الأمراض المزمنة التي يعاني منها، جراء عمله الوظيفي السابق، على حد قوله.
وأضاف اسماعيل لـ 'اقتصاد' أن المطلوب من الحكومة أن تنظر بعين العطف لمن بلغ من العمر عتياً، فهؤلاء لم يعد لهم في هذه الدنيا سوى راتبهم التقاعدي، بينما من هم على رأس أعمالهم، لديهم فرص أكثر لتنويع مصادر دخلهم، وبالتالي فالمنحة يجب أن تكون معكوسة حسب رأيه، أي 300 ألف ليرة للعاملين و500 ألف ليرة للمتقاعدين.
وعدا عن مبلغ المنحة الضئيل، أثار العديد من المواطنين الذين التقاهم موقع 'اقتصاد'، مسألة أخرى، وهي شح السيولة في الصرافات الآلية، مشيرين إلى أن رواتبهم كانوا يحصلون عليها بشق الأنفس وبعد الوقوف لساعات وعلى مدى عدة أيام، فكيف سيكون الحال مع المنحة؟ هكذا تساءل البعض.