اخبار سوريا
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٥ أذار ٢٠٢٥
أميركا وروسيا تطلبان اجتماعاً لمجلس الأمن وفرنسا تدعو إلى محاسبة المسؤولين عن العنف
أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الإثنين، انتهاء العملية العسكرية في غرب البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة العقيد حسن عبدالغني، إن الجيش تمكن من إبعاد الفلول عن المراكز الحيوية وتأمين معظم الطرق الرئيسة ونجح في إحباط هجومهم.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن العقيد عبدالغني تأكيده أن الأجهزة الأمنية ستعمل في المرحلة المقبلة على تعزيز عملها لضمان الاستقرار وحفظ الأمن وسلامة الأهالي، حيث وضعت خططاً جديدة لاستكمال محاربة فلول النظام البائد، والعمل على إنهاء أي تهديد مستقبلي، ولتمنع تنظيم الخلايا الإجرامية من جديد، وستتيح للجنة التحقيق الفرصة الكاملة لكشف ملابسات الأحداث والتأكد من الحقائق وإنصاف المظلومين.
معاقبة المسؤولين
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الإثنين، إنه ناقش أعمال العنف التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة مع نظيره السوري، وإنه أبلغه بأن باريس تتطلع إلى معاقبة المسؤولين عن أعمال العنف.
الصين تطالب بوقف العنف
بدورها دعت الصين إلى 'الوقف الفوري' لأعمال العنف في المنطقة الساحلية بغرب سوريا، عقب اشتباكات أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنها أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص بينهم مئات المدنيين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، إن بكين 'تتابع من كثب الوضع في سوريا، وهي قلقة من العدد الكبير للضحايا الذي تسببت فيه هذه الاشتباكات المسلحة'.
رفض إيراني
بدورها رفضت إيران اتهامها بالضلوع في أعمال العنف بسوريا، وذلك بعد تقارير صحافية لمحت إلى دور لطهران في اشتباكات هي الأعنف في البلاد منذ إطاحة الأسد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، 'هذا الاتهام سخيف ومرفوض بالكامل، ونعتقد أن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران وأصدقاء إيران هو أمر خطأ... ومضلل 100 في المئة'.
اجتماع لمجلس الأمن
قال دبلوماسيون، أمس الأحد، إن الولايات المتحدة وروسيا طلبتا من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع مغلق، اليوم الإثنين، لبحث تصاعد العنف في سوريا.
وفي وقت مبكر من اليوم الإثنين، أفادت وسائل إعلام سورية باستهداف حاجز للأمن العام في منطقة المزة بدمشق من قبل مجهولين، من دون وقوع إصابات. ولم تقدم مزيداً من التفاصيل.
يأتي ذلك بينما تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأحد، محاسبة كل من 'تورط في دماء المدنيين'، بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في غرب البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، بأن 973 مدنياً قُتلوا منذ السادس من مارس (آذار) في غرب البلاد. ونددت الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم أخرى بهذه المجازر، داعية السلطات السورية إلى وضع حد لها.
كذلك، دانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا في بيان 'الجرائم المرتكبة' بحق السكان في غرب البلاد. وأورد البيان 'إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ندين بشدة الجرائم المرتكبة بحق أهلنا في الساحل، ونؤكد أن هذه الممارسات تعيدنا إلى حقبة سوداء لا يريد الشعب السوري تكرارها'، مطالبة 'بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم'.
وفي حصيلة جديدة، أمس، أورد المرصد السوري أن '830 مدنياً علوياً قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة' منذ الخميس. وبذلك، تبلغ الحصيلة الإجمالية 1311 قتيلاً في الأقل، بينهم 231 عنصراً من قوات الأمن و250 من المسلحين الموالين للأسد.
وبدأ التوتر، الخميس الماضي، في قرية ذات غالبية علوية في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطور الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار، وفق المرصد السوري الذي تحدث منذ ذلك الحين عن حصول عمليات 'إعدام' طالت المدنيين العلويين.
تعزيزات إلى اللاذقية وطرطوس
أرسلت السلطات تعزيزات إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس المجاورة في الساحل الغربي حيث أطلقت قوات الأمن عمليات واسعة النطاق لتعقب موالين للأسد.
وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكان الشرع قال في كلمة ألقاها، صباح أمس، في أحد مساجد دمشق إن 'ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة'. وأضاف 'يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية، على السلم الأهلي قدر المستطاع'، مؤكداً أن السوريين قادرون على 'أن نعيش سوياً بهذا البلد'.
وأعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة 'مستقلة' بهدف التحقيق بالأحداث التي وقعت في غرب البلاد، لافتة إلى أنها تتألف من سبعة أشخاص.
وأمس الأحد، أعلنت وزارة الداخلية إرسال تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس، بهدف ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع قوله، 'تجري الآن اشتباكات عنيفة بمحيط قرية تعنيتا بريف طرطوس، حيث فر إليها عديد من مجرمي الحرب التابعين لنظام الأسد البائد ومجموعات من الفلول المسلحة التي تحميهم'.
وأفاد مصور 'الصحافة الفرنسية' بدخول رتل مسلح إلى منطقة بسنادا في محافظة اللاذقية وبحصول 'تفتيش للبيوت'.
وقال أحد سكان مدينة جبلة العلويين رافضاً كشف هويته إن 'أكثر من 50 شخصاً، هم أفراد عائلات وأصدقاء، قتلوا'، لافتاً إلى أن قوات الأمن وميليشيات حليفة لها 'انتشلت الجثث بواسطة جرافات ودفنتها في مقابر جماعية. حتى إن هؤلاء ألقوا بجثث في البحر'.
عشرات الجثث بملابس مدنية
شارك ناشطون والمرصد السوري، الجمعة الماضي، مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بملابس مدنية مكدس بعضها قرب بعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع دماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان.
ويفيد سكان ومنظمات بين حين وآخر بحصول انتهاكات تشمل أعمالاً انتقامية بينها مصادرة منازل أو تنفيذ إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تدرجها السلطات في إطار 'حوادث فردية' وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.
وأفاد سكان في المنطقة الساحلية بغرب سوريا حيث تتركز الأقلية العلوية، بعمليات قتل طالت مدنيين.
تفريق اعتصام في دمشق
فرقت قوات الأمن السوري، أمس، اعتصاماً في دمشق ضم العشرات ودعا إليه ناشطون في المجتمع المدني تنديداً بمقتل مدنيين في غرب البلاد، بعدما خرجت تظاهرة مضادة أطلقت شعارات مناهضة للطائفة العلوية.
تشكل المعارك مؤشراً إلى حجم التحديات التي تواجه الشرع لناحية بسط الأمن في عموم سوريا، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاماً من نزاع مدمر.
في عظته الأحد، حض بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، الشرع على 'وقف هذه المجازر' و'إعطاء الشعور بالأمان والاستقرار لجميع أبناء سوريا بكل أطيافهم'.
وقال البطريرك، 'كانت المناطق المستهدفة هي أماكن العلويين والمسيحيين'. وتابع، 'قد سقط أيضاً عديد من القتلى المسيحيين الأبرياء'.
وأضاف يوحنا العاشر، 'أولئك القتلى ليسوا جميعهم من فلول النظام، بل إن غالبيتهم من المدنيين الأبرياء والعزل ومن النساء والأطفال'.
ورأى الباحث في مؤسسة 'سنتشوري إنترناشيونال' آرون لوند أن 'المسلحين العلويين لا يشكلون تهديداً لسلطة الشرع، لكنهم يمثلون تحدياً محلياً خطراً'، مبدياً خشيته من أن يطلق التصعيد الأخير 'العنان لتوترات من شأنها أن تزعزع الاستقرار بشكل كبير'.