اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
أثارت التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز القلق في الأسواق العالمية، خصوصا أسواق الطاقة، والنقل البحري، لكونه يمثل شريان الحياة بالنسبة للتجارة العالمية، في منطقة ذات أهمية كبيرة.
وبدت تأثيرات ذلك واضحة منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، حيث قفزت أسعار النفط والذهب، مع توقعات بارتفاعات كبيرة في حال تم الإغلاق، مع العلم بوجود شكوك كبيرة حول مدى قدرة طهران على تنفيذ ما تهدد به.
وحول ما إذا كان ذلك – إن حدث – سيؤثر على الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا، قال سعود الرحبي المحلل الاقتصادي ومستشار الأسواق المالية، لحلب اليوم، إن التداعيات العالمية لأي إغلاق للمضيق والمتمثلة بارتفاع أسعار النفط والغاز واضطراب سلاسل التوريد ستصل حتما إلى المواطن السوري، على الرغم من أن سوريا لا تعتمد بشكل مباشر على مضيق هرمز لعبور نفطها أو في تجارتها الخارجية، مما يفاقم من الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.
ويعتبر مضيق هرمز من الشرايين الهامة لعبور إمدادات الطاقة والتجارة العالمية، حيث يمر عبره ما يقرب من ربع شحنات النفط العالمية ونسبة كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، لذا فإن أي إغلاق له سيؤدي فورا إلى ارتفاع هائل في أسعار النفط والغاز على مستوى العالم، و'سوريا جزء من هذا العالم'.
وحول تأثير ارتفاع أسعار النفط والغاز، فقد بين الرحبي أن سوريا تعتمد بشكل كبير على استيراد النفط ومشتقاته، ولذلك فإن ارتفاع أسعاره سيؤثر مباشرة على تكلفة استيراده، وهذا سيترجم إلى زيادة أسعار الوقود مما يزيد من تكلفة النقل والتصنيع والزراعة.
كما يتوقع المستشار المالي أن يؤدي ذلك لتفاقم أزمة الكهرباء، حيث تعتمد سوريا على الوقود لتوليدها، وارتفاع أسعاره سيزيد من أزمة الكهرباء الحالية ويؤدي إلى انقطاعات أطول.
كما توقع الرحبي ارتفاع التضخم، حيث أن زيادة تكلفة الطاقة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات، مما يفاقم الأزمة المعيشية والتضخم الذي يعاني منه المواطن السوري بالفعل.
ومن الآثار المحتملة اضطراب سلاسل التوريد، حيث قد يؤدي إغلاق المضيق لتعطيلها، مما قد يؤثر على توفر السلع الأساسية والمواد الخام في سوريا، أو يزيد من أسعارها بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين.
إضافة لما سبق فإن 'تداعيات إغلاق المضيق على كبريات الاقتصادات في العالم قد تؤخر من تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتنمية التي من المقرر تنفيذها في سوريا بسبب ارتفاع التكاليف وزيادة المخاطر، وبالتالي يحدث تغير في الأولويات'، وفق الرحبي.
وتهدد إيران بتلك الخطوة ردا على الضربات المستمرة التي تتعرض لها، لكن محللين عسكريين يشيرون إلى صعوبة ذلك على سلاح البحرية التابع لطهران، فضلا عن إمكانية تدخل الجيش الأمريكي الذي يحتفظ بقواعد في المنطقة، منذ عقود، من أجل ضمان استمرار تدفق الطاقة عبره.