طلاب يابانيون يعملون على مساعدة السوريين المتضررين من الزلزال

تواصل ثلة تضم طلاب ثانوية في اليابان جهودها لإرسال المواد الإغاثية إلى الشعب السوري المتضرر من الزلزال المدمر الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري قبل عام، وتقدم نحو 30 شركة يابانية الدعم لهؤلاء الطلاب في مساعيهم.

بدأت المبادرة مع موني موري، 15 عاماً، وهي طالبة في السنة الثالثة بثانوية نيشياماتو غاكوين بمدينة كاواي ضمن مقاطعة نارا، وذلك عندما شاهدت مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي في السابع من شباط من عام 2023، أي بعد يوم من وقوع الزلزال، ورأت في ذلك الفيديو طفلة في منطقة سورية ضربها الزلزال وهي تتوسل طلباً للمساعدة، حتى لو كلفها ذلك أن تصبح خادمة، فصدمت موري عندما سمعت ذلك من طفلة صغيرة.

حشد الدعم

في اليوم التالي، بدأت موري بطلب المساعدة من الناس حولها، إذ قررت أن ترسل مواد إغاثية بدلاً من المال ظناً منها بأن المال قد يصل إلى الكبار قبل الصغار.

ثم أرسلت موري هي وزميلاتها في الصف رسائل إلكترونية طلبوا من خلالها دعم مبادرتهم الإغاثية من أكثر من 300 شركة، إلى جانب تلقيهم لنصائح من قبل مدرسيهم.

في البداية استجاب عدد قليل من الشركات لطلبهم، إلا أن موري هي ورفاقها لم ييأسوا بل واصلوا السعي لتحقيق أهدافهم ولنشر أفكارهم.

كما زاروا شركات في طوكيو عندما سافروا إلى العاصمة لحضور حفل مدرسي، ونجحوا في الحصول على تعاون من شركات بينها شركة للألبسة والتجهيزات الرياضية.

جمعت ثلة الطلاب هذه أكثر من 500 ألف ينٍ من خلال حملة لجمع التبرعات أقيمت في معبد تودائي-جي بمدينة نارا التي تعتبر أهم منطقة سياحية في ذلك الإقليم.

وأعد نحو 20 عضواً في هذا الفريق قائمة بالمواد التي يجب عليهم إرسالها إلى سوريا.

وفي 16 كانون الأول من العام الماضي، أرسل هؤلاء نحو 450 صندوقاً يحتوي على مواد تضم أدوات النظافة الشخصية والألبسة والقرطاسية، فوصلت تلك المواد إلى ميناء يوكوهاما.

خيبة وفرحة في آن معاً

بيد أن الحوثيين شرعوا بالهجوم على السفن التي تبحر في البحر الأحمر في شهر تشرين الثاني وذلك احتجاجاً على العدوان العسكري الإسرائيلي الذي يستهدف غزة، وهذا ما جعل السفينة المحملة بتلك الصناديق تلغي رحلتها إلى المنطقة قبل الموعد المقرر لمغادرتها.

تتذكر موري هنا أسفها على تطور الأحداث، وتخبرنا بأنها أصبحت عاطفية وقتئذ، إلا أن إحدى الشركات مدت يد العون لها، إذ عرضت شركة فوجي على الطلاب أن يبقوا مواد الإغاثة في مستودعاتها مجاناً إلى أن تواصل السفينة رحلاتها، وقد تم ذلك من خلال منظمة غير ربحية تعمل في مجال الأنشطة الإغاثية في سوريا عقب الزلزال، بما أن هذه المنظمة هي التي ربطت الطلاب بالشركة.

وعن تلك التجربة يحدثنا الرئيس التنفيذي لمستودعات شركة فوجي فيقول: 'من الطبيعي لأي شركة أن تساهم في تنفيذ مهمة يحاول من خلالها طلاب أن يقدموا الدعم لمناطق تعرضت لكارثة'.

أعربت موري عن امتنانها لانتشار فكرة الدعم التي أطلقتها، وتقول بإنها تأمل أن يفر الأطفال في المناطق المنكوبة من الحرب الأهلية ومن ضرر الزلزال، وإنها تصلي من أجل أن تصل المواد الإغاثية إلى من يحتاجونها في أسرع وقت ممكن.

وبعدما تعرضت شبه جزيرة نوتو في إقليم إشيكاوا الياباني لزلزال هائل في الأول من كانون الثاني الماضي، أطلقت موري حملة لجمع التبرعات بهدف مساعدة المتضررين، وتعلق على ذلك بقولها: 'أود أن أواصل هذه النشاطات لمعالجة المشكلات من وجهة نظر الطلاب'.

المصدر: The Japan Times