تفاوت الأداء النصف سنوي لـ «بورصة» الخضار والفواكه في سورية..كل لحظة في سعر جديد!

بنظرةٍ خاطفة إلى ما يحيط بنا يمكن أن نكتشف أنّ العمل الأكثر رواجاً في سوريا حالياً هو ملاحقة الأسعار، ومحاولة تخزين ما تيسّر من السلع والمواد قبل أن يرتفع سعرها مجدداً، وعلى ما يقول الفنان زياد الرحباني مخاطباً رضا: كل لحظة في سعر جديد..

ومهما كانت المبررات والتفسيرات لارتفاع أسعار المواد الغذائية وخاصة تلك التي في 'عز موسمها' كالخُضَر والفاكهة، إلا أن الوضع وفي هذه الأحوال، لا يمكن تحمله بالنسبة للمستهلك، وبات يتطلب تدخلا مباشرا ودراسة جدية ومتابعة ومحاسبة ومراقبة من الهيئات المختصة، لأسعار السوق.

خلال النصف الأول من العام 2022، شهدت أسعار الخضار والفواكه في دمشق تقلبات ما بين الانخفاض والارتفاع، حيث وصلت أسعار بعضها عند أعلى ذروة سعرية لها خلال شهري 'آذار ونيسان'، بسبب تأثيرات العرض والطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج والحركة الموسمية لبعض السلع أهمها 'البندورة'.

فبعد أن توقع المسؤولون في الحكومة السورية، انخفاض أسعار البندورة خلال الصيف، بحيث تكون البداية من شهر أيار الفائت، سجلت البندورة أعلى مستوياتها على الإطلاق، وصل لأكثر من 42٪ خلال الأشهر الستة الأولى قبل أن تعاود الاستقرار، فيما حوّل العديد من التجار والمزارعين منتجاتهم إلى سوق التصدير، على أمل الحصول على سعر أعلى وجبر خسارتهم في المحصول السابق، ونتيجة لذلك، ارتفع العرض وشهد السوق ارتفاعا جديدا في الأسعار.

مؤشر 'بزنس2بزنس' قام برصد أسعار بعض أنواع الخضار والفواكه في السوق السورية وتغيراتها ما بين بداية العام 2022 ونهاية شهر حزيران الماضي، حيث تراوح سعر كيلو 'البندورة' في بداية العام ما بين 1800-2300 ل.س ليرتفع سعر الكيلو إلى نحو 4000 ل.س خلال شهري آذار ونيسان الماضيين قبل أن ينخفض الكيلو نحو 2000 ليرة بنسبة تراجع 42% مع نهاية شهر حزيران الماضي.

كيلو 'الخيار' دخل العام بسعر وسطي بلغ نحو 2400 ل.س وصولاً إلى 3400 ل.س بنهاية الربع الأول من العام الحالي، قبل ان يتراجع بدعم من زيادة المعروض في السوق ليصل إلى سعر 1800 ل.س للكيلو بنهاية شهر حزيران الماضي.

أما مادة ' البطاطا' فقد افتتحت العام بسعر وسطي بلغ نحو 2500 ل.س، لتبدأ بالارتفاع خلال الربع الأول بسبب تأخر الانتاج ووجود فاصل زمني بين بدء ظهور العروة الربيعية وانتهاء العروة الشتوية الأمر الذي ضغط على أسعارها لتصل إلى 3500 ليرة سورية لكل كيلو، ليتراجع سعرها حتى بلغت اليوم سعراً بين 1400 و1800 ل.س.

وفي نظرة على بعض أنواع الفواكه والتي يصعب الحكم على أسعارها كمؤشر نصف سنوي كون أغلبها أصناف موسمية ويتحكم بأسعارها العرض والطلب إضافةً إلى التصدير.

أسعار الحمضيات دخلت العام بأسعار منخفضة، حيث قفز سعر كيلو 'الليمون الحامض' من 2000 ل.س ببداية العام إلى نحو 8000-9000 ل.س في نهاية حزيران الماضي بارتفاع بنسبة وصلت لأكثر من 75 % خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.

كما ارتفع سعر كيلو ' البرتقال' بنحو الضعف خلال النصف الأول من العام الحالي من 1800 ل.س إلى نحو 3000 ل.س.

وكذلك الأمر سجل ' التفاح ' ارتفاعاً بأكثر من الضعف بعد أن ارتفع سعر الكيلو من مستويات 1500-2000 ل.س إلى نحو 3500 ل.س للكيلو الواحد.

هذا ولا تزال الأسواق السورية تعاني حتى اليوم من الفوارق السعرية بين سوق وآخر، ومعرضة للتغير بين يوم وآخر دون التزام واضح بأي نسب تسعيرية.