اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
في ختام فصل فني زاهر، ودعت سوريا واحدا من أبرز أعلامها الفنية، الفنان الراحل إسماعيل العجيلي، الذي غطى في نومه الأبدي بعد حياة مليئة بالإبداع والتميز الفني، تاركًا إرثًا ثقافيًا غنيًا في تاريخ الفن السوري.
ولد العجيلي في الرقة عام 1949، وهو مؤسس فرقة الرقة للفنون الشعبية ، ورئيس فرع المنطقة الشرقية لنقابة الفنانين. كان من أبرز الشخصيات التي حملت التراث السوري إلى المحافل العالمية، بمهنية عالية وإحساس فني عميق، وانتماء لا يتزحزح لوطنه الأم.
تأسست فرقة الرقة للفنون الشعبية عام 1968 بيدي العجيلي، وسرعان ما أصبحت رمزًا للهوية الثقافية السورية من خلال مشاركاتها في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، بالشراكة مع وزارتي الثقافة والسياحة. كانت الفرقة سفيرًا فنيًا لسوريا في الخارج، لا سيما من خلال مشاركتها في مهرجان الأسفار والسياحة العالمي ، وفي دورة الرقص بألمانيا الشرقية عام 1974 والتي استمرت لثلاثة أشهر.
ورغم توقف الفرقة عن العمل خلال سنوات الثورة السورية، إلا أن العجيلي أعاد إحياءها، فأخذت مكانه على خشبات العديد من المسارح في سوريا منها دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص وحماة والسويداء، محافظةً على أصالتها وبراعتها.
وعلى مدى عقود من العطاء الفني، تعاون العجيلي مع العديد من العقول الإبداعية العربية الكبيرة، مثل زكي ناصيف، إيلي شويري، شربل روحانا، إحسان المنذر، سمير كويفاتي، مادية بسيليس، غسان صليبا، طلال حيدر، نوري اسكندر، الدكتور عبد السلام العجيلي، وغيرهم من عمالقة الكلمة واللحن والأداء.
لقد قدم العجيلي مع فرقته العديد من الأعمال الفنية والمسرحية والغنائية الراقصة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية السورية، ومن أبرزها: قمر
على الشرق، ليل البوادي، الصحراوية، قصر البنات، عرس الغيوم، صيد الحباري، ليل العشاير، حصار الثكنة*، بالإضافة إلى لوحات بانورامية راقصة شهيرة مثل: *اللالا، الجزراوية، الدلعونا، الفراتية، الأصايل، الأسمر*.
كما حصل العجيلي مع فرقته على العديد من الجوائز المرموقة في مهرجانات دولية، منها جائزة مهرجان الأسفار والسياحة العالمية في باريس (1987)، لندن (1988)، مدريد (1985)، ميلانو (1989) إضافة إلى مشاركات متميزة في العديد من الدول العربية والأوروبية والأمريكية.
بوفاة إسماعيل العجيلي، تخسر الرقة وسوريا أحد أبرز رموزها الثقافية، وأحد أعلام الفن الشعبي الأصيل. ومع ذلك، سيظل إرثه حيًا في الأعمال التي قدمها، وفي الأجيال التي ألهمها، وفي ذكرى وطن لا ينسى أبناءه المخلصين.
إعداد حجي المسواط