معرض صُنّاع الغد في دمشق : الشباب السوري يصنع التغيير والتعليم في صدارة الاستثمار

انطلقت فعاليات معرض صُنّاع الغد ، الذي جمع نخبة من الشباب السوري المبدع، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، ومبادرات تعليمية رائدة في المكتبة الوطنية بدمشق في حدث احتفى بالإبداع كأداة للتغيير وبالتعليم كأهم استثمار في مستقبل سوريا.

وفي كلمة له خلال الافتتاح، أكد معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، الأستاذ بهجت حجار، أن 'أعظم استثمار يمكن أن نقدمه اليوم هو التعليم'، مشيرًا إلى أن القصص الملهمة التي رواها الشباب المشاركون تعكس روحًا جديدة قادرة على تجاوز التحديات وصناعة مستقبل أفضل. وأضاف:

وأكد 'هذا الجيل يملك القدرة على خلق التغيير، ونحن كوزارة نقدم كل الدعم للمبادرات التي تسعى لبناء غد أكثر إشراقًا.'

وشدد على أهمية دعم المبادرات الشبابية التي تنبع من داخل المجتمع السوري، مؤكدًا أن الوزارة تسعى إلى تمكين هذه الطاقات من خلال شراكات مع منظمات محلية ودولية

من أبرز المشاركات في المعرض كانت مبادرة 'بيت كرم'، وهي جمعية تعليمية سورية تأسست في الولايات المتحدة عام 2007، وتركز على التعليم الإبداعي لليافعين في المناطق المتضررة والمهمشة داخل سوريا وخارجها.

وأوضحت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الكرم لينة عطار في تصريح خاص لموقع بزنس٢بزنس أن 'بيت كرم' أطلق مؤخرًا مشروع 'الكرفان كرم'، وهو مساحة تعليمية متنقلة على عجلات، تهدف إلى الوصول إلى المدارس الحكومية في المناطق النائية، بدءًا من شرق حلب وريفها الشمالي.

وقالت 'نحن لا نبحث عن المبدعين، بل نذهب إلى الأماكن التي تحتاجنا، ونقدم أفضل ما لدينا لمن هم بأمسّ الحاجة إليه'، قال أحد مؤسسي المبادرة.

وأضافت يقدم 'بيت كرم' برنامجًا تعليميًا عالميًا تم تطويره في جامعة MIT، يُقدَّم لأول مرة باللغة العربية ومجّانًا، ويستهدف اليافعين السوريين الذين عانوا من آثار الحرب والنزوح، بهدف تمكينهم من التعبير عن أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع واقعية.

دعم مستمر وإيمان بالشباب

وتابعت عطار أن المعرض شكّل منصة لعرض مشاريع طلاب 'بيت كرم' من مختلف أنحاء سوريا، حيث قدّموا نماذج من أعمالهم الإبداعية التي تعكس ما تعلموه في بيئة تعليمية مرنة ومشجعة. كما أُقيمت جلسات حوارية بين الطلاب والمنظمين، ركزت على أهمية التمكين المجتمعي والاستثمار في الإنسان.

حسام برعاوي مدير البرامج في مؤسسة فريدريش إيبرت أن صناع الغد حدث ملهم لنا نحن نؤمن ان إعادة بناء سوريا تبدأ بإعادة بناء الثقة كرفان كرم تحمل تعليم في المناطقة التي يحتاجها.

وفي ختام الفعالية، وجّه القائمون على 'بيت كرم' رسالة إلى كل شاب سوري يبحث عن فرصة:

'نحن هنا لنمسك بيد كل مبدع، ونفتح له بابًا نحو مستقبل أفضل. كل من عانى يستحق أن يُمنح فرصة ليبدع ويُبني.'