اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
تعيش مدينة سان كانتان شمالي فرنسا حالة من الذعر، بعد تفشي مرض غامض أصاب حتى الآن 17 طفلًا، وأسفر عن وفاة فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، فيما يصارع ثمانية أطفال مضاعفات خطيرة في أعضائهم الحيوية.
وقالت السلطات الصحية الفرنسية في بيان صدر السبت، إن موجة من حالات الإسهال الحاد والمضاعفات الخطيرة بدأت منذ 12 يونيو، وأدت إلى نقل عشرات الأطفال إلى المستشفى، حيث تم تشخيص ثمانية منهم بمتلازمة الانحلال الدموي اليوريمي (HUS)، وهي حالة نادرة تهدد الحياة، تؤثر في المقام الأول على الكلى.
في 16 يونيو، توفيت الطفلة إليز متأثرةً بالمضاعفات الناجمة عن العدوى، ما أثار تساؤلات كثيرة حول مصدر المرض. وحتى الآن، لا تزال الأسباب الدقيقة مجهولة، إلا أن التحقيقات تشير إلى احتمال وجود صلة بين الحالات وتناول لحوم الأبقار أو الأغنام من مصادر محددة.
ووفقًا لما ذكره مسؤولو الصحة في منطقة “هوت دو فرانس”، فإن العديد من العائلات المصابة أفادت باستهلاك لحوم متشابهة قبل ظهور الأعراض، ما يعزز فرضية التلوث ببكتيريا إيشيريشيا كولاي (E.coli)، المعروفة بانتقالها عبر اللحوم غير المطهية جيدًا أو الملوثة.
ما هي متلازمة HUS؟
هي حالة طبية نادرة تصيب الأطفال غالبًا بعد التهابات معوية، وتحدث نتيجة سموم تنتجها بكتيريا إيشيريشيا كولاي، ما يؤدي إلى تكوّن جلطات صغيرة تسد الأوعية الدموية في أعضاء حيوية كالكلى والقلب والدماغ. من أعراضها: إسهال دموي، حمى مرتفعة، وفشل كلوي قد يهدد الحياة.
إغلاق محلات جزارة ومخاوف من انتشار أوسع
استجابةً للوضع، أغلقت السلطات أربعة محلات جزارة في المدينة هي: “La Direction”، و”Family”، و”El Baraka”، و”La Fayette”، بالإضافة إلى قسمي اللحوم في سوبرماركتين محليين. وصدرت تحذيرات واضحة للمواطنين بعدم استهلاك أي لحوم تم شراؤها من هذه الأماكن.
وتجري حاليًا تحاليل مخبرية لعينات من اللحوم المشتبه بها، ومن المتوقع صدور نتائج أولية خلال الأسبوع المقبل. لكنّ السلطات أشارت إلى تعقيد التحقيق، نظرًا لعدم وجود مورد مشترك بين المحلات المغلقة.
ودعت الجهات الصحية الأهالي إلى مراقبة أعراض أبنائهم، وعلى رأسها الإسهال الحاد، وعدم التردد في الاتصال بخدمات الطوارئ عند ظهور علامات مقلقة، مع التنويه إلى تجنب زيارة الأطباء في الحالات غير الطارئة. كما طُلب من الأسر تسليم أي لحوم مشتبه بها لمراكز التحليل الرسمية.
ورغم المأساة، أفادت السلطات بأن أربعة من الأطفال المصابين قد خرجوا من المستشفى وهم الآن تحت المراقبة الطبية في منازلهم، مما يعطي بصيصًا من الأمل في ظل هذه الأزمة الصحية المفاجئة.