اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
حماة -سانا
تواجه صناعة تربية النحل في سهل الغاب تحديات غير مسبوقة بسبب موجة جفاف حادة ضربت المنطقة، ما أدى إلى تدهور الغطاء النباتي واختفاء المحاصيل الرحيقية، وتعرض أكثر من 42,850 خلية نحل لخطر الجوع والانهيار، في مشهد يهدد مصدر رزق مئات المربين ويضع مهنة عريقة على حافة الزوال.
خسائر متصاعدة وأسباب مركبة
مربي النحل جهاد مصطفى، الذي قضى 25 عاماً في هذه المهنة، أوضح لمراسل سانا أن الظروف المناخية القاسية هذا العام، إضافة إلى دخول أنواع عسل مغشوشة إلى السوق، تسببت بانخفاض شديد في إنتاج العسل وتراجُع الأسعار، ما دفع العديد من المربين للخروج من دائرة الإنتاج.
أرقام مقلقة من الهيئة العامة لتطوير الغاب
وحسب مصدر في دائرة النحل بالهيئة العامة لتطوير الغاب، فقد كشفت دراسة استقصائية عن تراجع عدد خلايا النحل بنسبة تتراوح بين 30 و40% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة غياب المحاصيل المزروعة التي يعتمد عليها النحل مثل القطن ودوار الشمس واليانسون والكزبرة.
توقف التكاثر وموت الخلايا الضعيفة
الدراسة أشارت أيضاً إلى أن خلايا النحل لم تشهد عمليات تفريخ هذا العام، وهو ما أدى إلى خسارات إضافية، فضلاً عن نفوق أعداد كبيرة من الخلايا الضعيفة بسبب نقص التغذية الطبيعية.
مناشدات للمساعدة العاجلة
طالب المربون والجهات المختصة بوضع خطة إنقاذ عاجلة تشمل تقديم دعم مادي مباشر، وتعويض الخسائر، وتأمين بدائل غذائية للحفاظ على هذا القطاع الحيوي الذي يرفد السوق بمنتجات العسل الطبيعية ويسهم في دعم التنوع البيئي والزراعي.
وسط سهلٍ كان يُغني الحياة برحيقه، يتأرجح النحل الآن على حافة الاختفاء، جفاف استثنائي اجتاح مزارع الغاب، تاركاً خلايا خاوية تبحث عن زهرة نجاة، ومع كل خلية تتراجع، يتهاوى حلمٌ عمره قرون، فهل تنجو المهنة من لعنة المناخ؟.