اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
قال الناشط الإعلامي 'ليث الزعبي' أنه لم يُفاجَأ باعتقاله على يد السلطات السورية دون اتهام رسمي، مؤكداً أن ما تعرّض لا يمكن تسميته إلا اعتقال تعسفي وتعذيب ممنهج.
وفي تصريح خاص لـ سناك سوري قال 'الزعبي' أن المفاجئ له كان أن قوات الأمن داهمت منزله في 'أشرفية صحنايا' لتعتقله، رغم أنه ومنذ عودته إلى 'سوريا' حاول الابتعاد عن الظهور الإعلامي واكتفى ببعض المنشورات عبر فيسبوك رغم إقفال حسابه.
وأضاف أن الأمر كان وارداً بالنسبة له لأنه عاد إلى البلاد مرحّلاً من 'مصر' قسراً، رغم إبلاغه السلطات المصرية أن 'سوريا' غير آمنة بالنسبة لشخص مثله عارض نظام 'بشار الأسد' وعارض الحكومة الحالية.
حادثة جديدة .. أنباء عن وفاة شاب تحت التعذيب بمخفر شرطة في حلب
لكن 'الزعبي' قال أنّه لا يمكنه الجزم بأن سبب اعتقاله هو موقفه من السلطة الحالية، بسبب عدم إبرازهم أصلاً أي مذكرة اعتقال، كما أنه لم يتعرّض لأي تحقيق ولا حتى كتابة محضر، وبطبيعة الحال عدم تحويله إلى القضاء أو توجيه اتهام رسمي له.
الناشط السوري الذي درس العلوم السياسية في 'القاهرة' قال لـ سناك سوري أن ما تعرّض له كان تغييباً قسرياً لمدة 7 أيام أمضاها في زنزانة منفردة، ومُنِعَ خلالها من الزيارات ومن إجراء المكالمات، ولم يتم تحويله للنائب العام أو السماح له بتوكيل محامٍ، مبيناً أنه استخرج ورقة 'لا حكم عليه' من 'الأمن الجنائي' بعد شهرٍ من الإفراج عنه ليظهر أنه لم يقدَّم إلى المحاكمة ولم يصل للقضاء.
يضيف أنه تعرّض للاعتقال في أكثر من دولة سابقاً بسبب نشاطه السياسي، وكان يتم توجيه الاتهام له بشكل واضح وبوثائق رسمية، بما في ذلك حين تم ترحيله من 'مصر' مطلع العام الجاري حيث أبلغه الجانب المصري أنه موقوف بموجب مذكرة توقيف دولية ومطلوب للسلطات السورية.
وفاة الشاب لؤي طيارة تحت التعذيب في حمص تدق ناقوس الخطر على حقوق الإنسان
اقتيد 'الزعبي' بعد توقيفه إلى مخفر شرطة ناحية 'صحنايا' التي لجأ للسكن فيها بسبب دمار منزله الأصلي في 'درعا'، لكنه لم يعرف بمكان اعتقاله إلا حين خرج، مؤكداً أنه تعرّض للتهديد قبل الإفراج عنه من أحد الضباط، بأنه قادر على تلفيق أي تهمة له في حال نشر ما حدث معه إضافة لتهديده بالتعرض لسلامة عائلته، موضحاً أن تلك التهديدات دفعته لمغادرة 'سوريا' إلى مكان تحفّظ عن ذكره حفاظاً على سلامته.
يقول 'الزعبي' أن ما يحتاجه المواطن السوري أكثر من مجرد تصريحات، بل أفعال تتمثل بفتح السجون أمام زيارات لجنة التحقيق الدولية المختصة بـ'سوريا'، والمنظمات الحقوقية السورية، مشدداً على ضرورة السماح لأي موقوف أو متهم بتوكيل محامٍ وإجراء مكالمات هاتفية.
وطالب بأن يصدر وزير الداخلية تعليمات صارمة لرؤساء الأقسام ومراكز الشرطة بألّا يحصل أي اعتداء بالضرب أو الشتم أو الإهانة للموقوفين مهما كانت التهمة الموجّهة لهم.
السماح للموقوف بالزيارات وإجراء مكالمة هاتفية مع أقاربه لتحديد مكانه، كان ضمن مطالبات 'الزعبي' الذي دعا أيضاً إلى تحويل أي موقوف إلى النائب العام لتوجيه الاتهامات له رسمياً، عوضاً عن تركه في النظارات 20 أو 30 يوماً دون مسار قضائي.
فرع الخطيب يحتفظ بتقاليد التعذيب رغم سقوط النظام .. إجبار شاب مسيحي على اعتناق الإسلام
إحدى القضايا التي أثارها 'الزعبي' أيضاً بعد تجربة الاعتقال، كانت وضع موقوفين من الأطفال 'الأحداث' مع بالغين في زنزانة واحدة، موضحاً أن من الممكن وجود بالغ موقوف بتهمة تحرش جنسي فكيف من الممكن وضع طفلٍ متهم بسرقة مثلاً معه في زنزانة واحدة؟.
في ختام حديثه لـ سناك سوري، يؤكد 'الزعبي' أنه يتمنى لبلده أن يكون أفضل بلدٍ في العالم لكن الواقع مختلف عن الأمنيات، معرباً عن أمله في توقّف التعذيب في السجون السورية بحق الموقوفين مهما كانت تهمتهم، وإحضار الطعام للموقوفين بدلاً من سرقته وفق حديثه، وضرورة فصل الموقوفين الأحداث عن البالغين، وعدم رمي الموقوف في زنزانة منفردة دون تهمة رسمياً، مشيراً إلى أن أمنياته هي أمنيات كل السوريين.
يشار إلى أن الأشهر الماضية شهدت ظهور أكثر من حادثة تعذيب في السجون وأقسام الشرطة وصل بعضها إلى وفاة الموقوف تحت التعذيب، في حين قال وزير الداخلية السوري 'أنس خطاب' في تصريح سابق أن كل من يعتدي على مواطن فهو خصمه شخصياً، مشدداً على منع أي إساءة أو تعذيب للموقوفين، كما أصدر تعميمات بشأن توزيع بطاقات تعريفية للعناصر لعرضها على المواطن وعدم اعتقاله دون مذكرة توقيف رسمية، فيما تعيد الحادثة سؤال السوريين: متى يتوقف التعذيب في السجون؟.




































































